فيينا – الوكالات: قالت إيران أمس إنها اتفقت على خارطة طريق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لحل القضايا العالقة وهو ما قد يسهم في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 المبرم بين إيران والدول الكبرى، لكن المحادثات قد تنهار بسبب المطالب التي تريدها روسيا من الولايات المتحدة. وقال محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مؤتمر صحفي مشترك مع رافائيل جروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران خلال زيارته للعاصمة الإيرانية: «وافقنا على أن نقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية بحلول 21 يونيو وثائق تتصل بالقضايا المتبقية بين طهران والوكالة». ووصل جروسي إلى طهران في وقت متأخر الجمعة لمناقشة إحدى آخر القضايا الشائكة التي تعوق إحياء الاتفاق النووي والذي يوجب رفع العقوبات عن إيران وتقييد تخصيب اليورانيوم الإيراني ليكون من الصعب على طهران إنتاج مواد تستخدم في صنع أسلحة نووية. وقال جروسي في المؤتمر الصحفي الذي نقله التلفزيون: «من المهم أن يكون لدينا هذا التفاهم... للعمل معا وللعمل بشكل مكثف للغاية». ومضى قائلا: «من دون حل هذه القضايا المتبقية ربما لا يكون ممكنا نجاح جهود إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة»، مشيرا إلى الاتفاق النووي الإيراني. وقال جروسي الذي عقد محادثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قبل عودته إلى فيينا بعد ظهر أمس إن هناك مسائل لا يزال يتعين على إيران معالجتها. وأنعشت زيارة جروسي لإيران الآمال في إحراز تقدم بشأن واحدة من آخر القضايا الشائكة التي تعرقل الموافقة على إحياء الاتفاق النووي. وتتمثل إحدى القضايا الشائكة في مسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحصول على إجابات عن تساؤلات تتعلق بالمواد النووية التي تشتبه الوكالة ومقرها في فيينا بأن إيران لم تعلن عنها. وعثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جزيئات من اليورانيوم المعالج في ثلاثة مواقع قديمة لم تعلن إيران عنها قط وقالت مرارا إن طهران لم تقدم إجابات شافية. في الوقت ذاته تقول موسكو إنها تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات على روسيا لن تضر بتعاونها مع إيران بموجب الاتفاق النووي الذي تسعى طهران وواشنطن إلى إحيائه. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين: «نطلب ضمانات مكتوبة... بأن العملية الراهنة التي بدأتها الولايات المتحدة لن تضر بأي حال حقنا في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الكامل والحر والتعاون العسكري الفني» مع إيران. وقال لافروف إن العقوبات على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا أوجدت «مشكلة» من وجهة نظر موسكو. وأضاف «كان كل شيء على ما يرام لكن سيل العقوبات الصارمة الذي انطلق من الغرب والذي أفهم أنه لم يتوقف بعد يتطلب فهما إضافيا من قبل رجال القانون في المقام الأول». ويأتي هذا الإعلان بينما قالت جميع الأطراف المشاركة في المحادثات غير المباشرة الرامية إلى إعادة امتثال طهران وواشنطن للاتفاق النووي إنهما على وشك التوصل إلى اتفاق في فيينا.
مشاركة :