لاتزال العواصم الأوروبية تعيش حالة تأهب بحثاً عن المشتبه بهم في التفجيرات التي هزت أخيراً العاصمة الفرنسية باريس موقعة عشرات القتلى، حيث أعلنت بلجيكا اعتقالها شخصين على صلة بالهجمات فيما أعلنت ألمانيا اعتقالها مشتبهاً ببيعه أسلحة للمهاجمين كما أعلنت تمديد العمل بعدة تشريعات مكافحة الإرهاب، التي تم اعتمادها عقب هجمات 11 من سبتمبر في الولايات المتحدة، إلى مطلع عام 2021. وفي حين دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى تضامن الدول الأوروبية احتجزت السلطات البلجيكية شخصين آخرين على صلة بهجمات باريس حسبما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية بيلجا نقلاً عن الادعاء الاتحادي. وقالت بيلجا إن أحد المقبوض عليهما مشتبه فيه والآخر شاهد محتمل تم احتجازهما فيما وجهت السلطات اتهاماً بالإرهاب لشخص سادس على خلفية هجمات باريس. وألقت السلطات البلجيكية القبض على خمسة آخرين مشتبه فيهم في بلجيكا على صلة بهجمات باريس. وفي برلين، أعلن الادعاء العام في مدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا أن الشرطة اعتقلت رجلاً يشتبه في تورطه بالاتجار في الأسلحة، بينما ذكرت صحيفة محلية نقلاً عن مصادر أن الرجل ربما باع أسلحة لمهاجمي باريس. وقال ناطق باسم الادعاء في ولاية بادن- فورتمبيرغ لـ رويترز: يمكنني أن أؤكد أن هناك رجلاً قيد الاعتقال للاشتباه باتجاره في الأسلحة. ورفض الادعاء التعليق على معلومات تفيد بأن الرجل، الذي يبلغ من العمر 34 عاماً، يشتبه في تورطه ببيع أسلحة لأشخاص على صلة بهجمات باريس. وذكرت صحيفة بيلد الألمانية، نقلاً عن مصادر، أن الرجل باع أربع بنادق، اثنتين منها من طراز إيه.كيه.47 مصنوعتين في الصين، واثنتين من طراز زاساتفا.إم70 مصنوعتين في يوغوسلافيا السابقة لزبون من أصول عربية. وأوضحت أن السلطات عثرت على أربع رسائل إلكترونية على هاتف المشتبه به، تشير إلى تواصله مع عربي في باريس. وأشارت الصحيفة إلى أن الادعاء الفرنسي يعتقد أن الأسلحة استخدمت في هجمات باريس. إبقاء شينغن من جهة أخرى، قال مسؤول ألماني كبير إن برلين تريد الإبقاء على منطقة شينغن التي تلغي تأشيرات السفر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على ما هي عليه حالياً. وجاءت تصريحات المسؤول الألماني رداً على سؤال بشأن تعليقات وزير المالية الهولندي الذي قال إن تقليص منطقة شينغن هو خيار مطروح بكل جدية. وقال المسؤول الألماني خلال إفادة صحفية في برلين بشأن القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا نريد الإبقاء على شينغن بشكلها الحالي. دعوة للتضامن في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى تضامن الدول الأوروبية ومزيد من التعاون بينها في مختلف المجالات لاسيما الاستخباري في أعقاب هجمات باريس الأخيرة. وقال كاميرون في بيان مشترك مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان صدر عقب مباحثات بينهما في فيينا إن بريطانيا والنمسا متفقتان على ضرورة التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب. وفي سياق آخر، أكد كاميرون الحاجة لإجراء استفتاء في بريطانيا حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي وإجراء محادثات مكثفة فيما شدد فايمان على أن الحل يكمن في بقاء أوروبا أسرة واحدة وذلك في تلميح إلى ما تردد حول عزم بريطانيا الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي. وأعرب كاميرون عن ثقته في أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يجد الحلول عند توفر الإرادة السياسية اللازمة.
مشاركة :