شهدت محافظة تعز، أمس الجمعة، مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى، شملت جبهات القتال في أطراف ومداخل مدينة الراهدة، التي تراجعت فيها قوات المقاومة والجيش الوطني، فيما لاتزال المقاومة الشعبية تحرز التقدم في مديرية الوازعية ومديرية المسراخ ومديرية ذوباب الساحلية. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لالخليج إن مواجهات عنيفة شهدتها مديرية ذوباب الساحلية إثر محاولة فاشلة لإعادة السيطرة على معسكر العمري من قبل الميليشيات، بعد تمكن المقاومة والجيش الوطني من السيطرة عليه الأسبوع الماضي. وقالت مصادر المقاومة إن 26 من ميليشيا الحوثي وصالح قتلوا وجرح 40 آخرين في مواجهات وصفت بالأعنف، أمس الجمعة، بالقرب من مدينة الراهدة الواقعة على بعد 50 كلم عن مدينة تعز. وفي الأثناء، دارت مواجهات عنيفة إثر محاولة للميليشيات التسلل إلى مركز مديرية الوازعية، فيما تمكن الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية من السيطرة على موقعين استراتيجيين في منطقة قناهو بالمديرية. وفي مديرية المسراخ حققت المقاومة الشعبية تقدماً ملحوظاً وسيطرت على عدد من المواقع المطلة على منطقة الأقروض بعد معارك عنيفة كبدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري. وقال القيادي في المقاومة الشعبية شوقي سعيد المخلافي لالخليج إن اشتباكات عنيفة تدور رحاها وبشكل متواصل في منطقة حنا وجبل عزان بمديرية الوازعية بين وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف وبين ميليشيات الحوثي وصالح إثر محاولات مستميتة للميليشيا لاستعادة الموقعين، اللذين خسرتهما خلال الأيام الماضية. وأضاف المخلافي أن ميليشيات الحوثي فقدت قدرتها على السيطرة على بعض المواقع التي خسرتها حيث لجأت إلى قصف هذه المواقع ب500 صاروخ كاتيوشا، أمس الجمعة، كموقع الكسارة بالضباب والأقروض بالمسراخ والشمايتيين. وأوضح أنه في جبهة الراهدة، فقد أعاقت البراميل المتفجرة المملوءة بمادة الديناميت والمزروعة في الأنفاق وجوانب الطرقات، تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني باتجاه مدينة الراهدة بعد أن قامت ميليشيات الحوثي وصالح بزرع المنطقة الواصلة بين الشريجة والراهدة بالمتفجرات والألغام. وأكد المخلافي أن المقاومة وقوات الجيش تواصل نزع الألغام والبراميل المتفجرة، وتشهد الجاهزية استعداداً لمرحلة التحرير والحسم في محافظة تعز، لفك الحصار الذي تفرضه الميليشيات على المدينة. وأكد أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية أحرزت تقدماً في الأيام الماضية وسيطرت على مواقع استراتيجية مهمة في عدد من الجبهات القتالية وأهمها الشريجة القريبة من مدينة الراهدة والوازعية والضباب حيث أصبحت الميليشيات الانقلابية على الشرعية محاصرة من قبل القوات الموالية للشرعية. في وسط مدينة تعز اندلعت مواجهات شرسة في معظم الجبهات القتالية، والتي اشتدت وطأتها في جبهة ثعبات والقصر الجمهوري والأمن المركزي وكلابة والأربعين والزنوج وجبل جرة والبعرارة والحصب ووادي الدحي، وقتل 14 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وصالح وجرح 27 آخرون خلال تلك المواجهات. وتمكنت المقاومة الشعبية من صد هجمات للميليشيات على المناطق المحررة في حي بازرعة والكمب والقصر الجمهوري وقتلت العشرات منهم. فيما تفرض المقاومة الشعبية حصاراً خانقاً على القصر الجمهوري ومعسكر الأمن الخاص. وكثف طيران التحالف العربي من غاراته التي استهدفت مواقع عدة للميليشيات جنوب وغرب مدينة تعز، حيث استهدفت مواقع الحصب وشارع الثلاثين ومفرق الذكرة، وبالقرب من معسكر اللواء 35. كما استهدف طيران التحالف مواقع تمركز الميليشيات في موزع والقصر الجمهوري والأمن الخاص شرق المدينة وسقط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وصالح في تلك الغارات. وكعادتها في كل مرة تخسر فيها المواجهات، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في شارع الستين وفي جبل أومان بالحوبان، قصفها العشوائي بصواريخ الكاتيوشا والهاوزر على الأحياء السكنية بمدينة تعز متسببة في وقوع عدد غير محدد من الضحايا المدنيين. وإلى جانب القصف المستمر على الأحياء السكنية بتعز مازالت الميليشيات تفرض حصاراً على المدينة من المداخل الشمالية والغربية والشرقية، وهو ما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية الأساسية وانعدام المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي منذ ثمانية أشهر وانعدام المياه الصالحة للشرب. وتجددت المواجهات بين المقاومة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في أكثر من جبهة في اليمن، ففي مديرية حزم العدين، غرب إب، تجددت المواجهات استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، ما أسقط قتلى وجرحى من الطرفين. وقتل قيادي ميداني بجماعة الحوثي في كمين نصبته المقاومة بالمحافظة. وذكر مصدر في المقاومة الشعبية بالمحافظة أن رجال المقاومة نصبوا كمينا لدورية كان على متنها القيادي أبوأحمد الصلاحي مسؤول الإمداد بجماعة الحوثي في حزم العدين ما أدى إلى مقتله وعدد من مرافقيه. كما هاجم رجال المقاومة تعزيزات للميليشيات في منطقة المحمول، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير آليات عسكرية تابعة لها. وكانت التعزيزات في طريقها إلى محافظة تعز. وفي محافظة ذمار، أعلنت المقاومة الشعبية في إقليم آزال، مقتل وإصابة عدد من ميليشيات الحوثي في كمين استهدف دورية لهم قرب منطقة رصابة على الطريق بين صنعاء وذمار. ودارت، أمس، مواجهات عنيفة، بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، في منطقة ذوباب، بعد أن شنت الميليشيات هجوماً عنيفاً على معسكر العُمري، الذي سيطرت عليه المقاومة قبل أيام، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وبالتزامن شنت مقاتلات التحالف غارات عنيفة على تعزيزات الميليشيات في المنطقة.
مشاركة :