لم يبق منها إلا ما نتغنى به عن الملك آرثر، فالمخطوطات التي تتناول أعمال البطولة والشهامة من العصور الوسطى فقدت بنسبة 90 بالمئة منها. هذا ما كشفته دراسة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد وحللوا من خلالها نجاة قصص تلك العصور عبر أوروبا ليكشفوا عن نتائج متفاوتة. ويصح القول إننا قد سمعنا كثيراً عن الملك آرثر وفرسان الطاولة المستديرة لكننا لا نعرف إلا القليل جداً عن القصص البطولية والملحمية التي حصلت في ذاك الزمن، وذلك لأن تسعين بالمئة من المخطوطات في إنجلترا وحدها كان مصيره الضياع. في حين أن إيسلندا وإيرلندا شهدتا نجاة ثلاثة أرباع المخطوطات حتى يومنا هذا. ويشير الباحثون إلى أن الخسارة الفادحة في إنكلترا قد تعزى إلى سلسلة من العوامل بما في ذلك حلّ الأديرة في عهد هنري الثامن، الأمر الذي أدى إلى تشتيت عدد من المكتبات ومحتوياتها. وقد اعتمد الباحثون في الدراسة على نماذج إحصائية مستخدمة في علم البيئة لتخمين حجم الخسائر في روايات العصور الوسطى في مختلف أنحاء أوروبا، نقلاً عن "ديلي ميل". وقالت الدكتورة كاتارزينا آنا كابيتان متخصصة في فقه اللغة النوردية القديمة والباحثة في أوكسفورد: " تشير التقديرات إلى أن أكثر من 90 بالمئة من مخطوطات العصور الوسطى التي تحفظ الروايات القديمة قد ضاعت. ويتوافق ذلك مع معدل الخسائر التي أشارت لها تقديرات مؤرخي الكتب الذين استعانوا بطرق أخرى. " ويعطي آخرون تفسيراً للأمر فيقولون إن سمعة وانتشار اللغة الإنجليزية لم تكن ذات أهمية عالمية في تلك الحقبة الأمر الذي أدى إلى عدم حفظ المخطوطات بعناية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :