ثمانية أصوات سمراء خطفتها الإيقاعات الأفريقية بزخمها وقوتها المستمدة من حرارة الشمس وغزارة الأمطار واستوائية المشاعر المتلونة، لتجتمع في فرقة جمعت أطيافاً موسيقية من مختلف البلدان الأفريقية بدءاً من النوبة حتى جنوب القارة السمراء. تسجل فرقة «أفرونوبيا» نمطاً جديداً من الأغاني الأفرو- نوبية مازجة نسيج النوبة الإيقاعي المتعدد الخطوط، والشمال السوداني المتعدد الأصوات، بالإيقاعات الأفريقية الثرية الممتدة شمالاً وجنوباً، محتفية بموسيقى الريغي وأنماط كاريبية أفريقية. كما تستعيد بعض أغانى التراث بإيقاع حداثي. شعار أفرونوبيا «لا تنسى جذورك» (Never Forget Your Roots) الذي يتمثل في النوبة وأفريقيا، من خلال نشر ثقافة التمسك بالأصول والجذور الحياتية. ويؤكد مؤسس الفرقة تامر مادو أنها غنية بالتراث الأفريقي وعناصر موسيقية أصيلة والكثير من الزخارف الإيقاعية القوية، إذ لا يوجد مجتمع واحد في أفريقيا كلها ليس لديه موسيقى خاصة به، لافتاً إلى أن الموسيقى الأفريقية تنتقل سماعاً بلا انقطاع، وتتطور باستمرار كلما أضاف العازفون إليها عناصر جديدة أو أسقطوا منها حليات موسيقية من دون أن يخرجوا بها عن الأطر المحددة لها. ويقول: «تعيد الفرقة توظيف الأغاني التراثية الأفريقية في عملية بنائية تساهم في صَوغ بناء موسيقي معاصر ذي نسق فني أعمق، يتجاوز طبيعة العناصر أو الخصائص الفنية التقليدية. نقدم كذلك أغاني خاصة بالفريق»، علماً أنهم يؤدون معظمها بالعربية. ويرى مادو أن الموسيقى مرآة للقارة الأفريقية، إذ يسعى الموسيقيون الأفارقة إلى التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وهواجسهم الشخصية الحميمية والجماعية. ويضيف: «لطالما ساءلت موسيقاهم علاقة العالم الخارجي بتقاليدهم المتوارثة وعبرت عن آمالهم وآلامهم وطرحت مسألة الهويّة والانتماء إلى الوطن وأفريقيا والعالم». أما مديرة الفرقة نهال الهلالي فترى أن النوبة هي البوابة الأولى للموسيقى الأفريقية، موضحة أن الأغاني التي تقدمها الفرقة تأتي من تشاد وإثيوبيا والنوبة وشمال السودان وجنوبه وأسوان المصرية، وذلك بعد إعادة توزيع الأغاني وترجمتها إلى العربية، «وفضلاً عن الهدف الأساس، وهو الحفاظ على التراث الثقافي الجنوبي، نلاحظ أن هذه الأغاني تحارب العنصرية بكل أشكالها». وقدّمت الفرقة حفلة ناجحة أخيراً في الإسكندرية حيث ارتفعت الإيقاعات الأفريقية في الأجواء، وانخرط الشباب منفعلين ومتفاعلين بحركات متوترة وبديعة، انسجمت مع النغمات الموسيقية الصاخبة التي أبدعت الفرقة في أدائها. وقدّمت «أفرونوبيا»، عدداً من أنجح أغانيها ومنها «زعلان ليه»، «باليا باليا»، «وزينوبا»، «لو تعرف الشوق»، «كل عين تعشق حليوة»، «إزاي أنساك يا جنوب»، «علموني»، كما غنت عدداً من أغاني محمد منير ومنها «نعناع الجنينة» و«الليلة يا سمرا». وتتكون الفرقة من 11 عضواً هم تامر أمادو، فاطمة حسن، حسن البوب، حمودي، يتي راستا، أحمد شعبان، ويجز، أسامة مدبولي، ماستو، واسلي، وبكار بيركشن.
مشاركة :