في تطور لافت، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس من أن القوات الروسية تستعد لقصف أوديسا، المدينة التاريخية المطلة على الحبر الأسود والتي تضم ميناء. وقال زيلينسكي "ستكون هذه جريمة عسكرية. ستكون جريمة تاريخية". وحققت القوات الروسية تقدّما في جنوب أوكرانيا منذ الغزو في 24 فبراير، إذ سيطرت على مدينة خيرسون فيما تحاصر ماريوبول، لكن أوديسا بقيت إلى حد ما بمنأى عن القتال. يأتي ذلك، فيما يواصل الجيش الروسي ضغطه على جنوب أوكرانيا وكييف في اليوم الثاني عشر من الغزو بينما هدد الرئيس فلاديمير بوتين بحرمان هذا البلد من "وضع الدولة" ورأى في العقوبات الدولية التي تفرض على روسيا "إعلان الحرب". وأفاد تقرير لهيئة الأركان العامة الأوكرانية نُشر على فيسبوك أمس بأن الجيش الروسي يواصل هجومه "مركّزا جهوده الكبرى على محيط مدن كييف وخاركيف (شرق) وميكولايف (جنوب)". وقال فاديم بويتشينكو رئيس بلدية ماريوبول إن الوضع في هذا الميناء الإستراتيجي الواقع في جنوب شرق أوكرانيا والمحاصر من القوات الروسية "صعب جدا" في ظل "حصار إنساني" وقصف مكثف. كما يقترب الجنود الروس من كييف ويواجهون مقاومة عنيدة. وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة في تشيرنيغيف على مسافة 150 كيلومترا شمال العاصمة. بلينكن: نسعى لاتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بمقاتلات أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد أن بلاده "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. وقال للصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدا". بدء إجلاء المدنيين وفرار أكثر من 1,5 مليون لاجئ بدأت بلدية مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية التي تطوقها القوات الروسية أمس إجلاء سكانها المدنيين بعدما أخفقت جهود سابقة بسبب انتهاكات لوقف إطلاق النار. وقال مسؤولو المدينة في بيان إنه تم الاتفاق مع القوات بقيادة روسية التي طوق المدينة، على وقف لإطلاق النار. إلى ذلك حذّرت الأمم المتحدة الأحد من أن عدد الفارّين من الغزو الروسي لأوكرانيا تجاوز 1,5 مليون، ما يخلق "أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقما" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. بارلي ويوهانيس يتفقدان القوات حلف الأطلسي في رومانيا تزور وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي برفقة الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) المنتشرة في رومانيا بالقرب الحدود مع أوكرانيا. وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أرسلت فرنسا وبلجيكا بشكل عاجل نحو 800 جندي إلى قاعدة ميخائيل كوغالنيتشانو التابعة للحلف الأطلسي، حيث يتمركز أصلا جنود أمريكيون بالقرب من ميناء كونستانتا. وواصلت طائرات النقل السبت نقل المعدات والآليات اللازمة لهذه المجموعة العسكرية المشتركة التي تضم عناصر من كتائب وأفواج عدة. سؤال الساعة هل انتصرت أوكرانيا على روسيا في شبكات التواصل الاجتماعي؟! نجحت أوكرانيا في الهيمنة على شبكات التواصل الاجتماعية منذ الأيام الأولى للغزو الروسي، في حرب إعلامية متصاعدة مع موسكو يبدو أن كييف هي من ينتصر فيها حتى الآن، كما يعتقد محللون. وحتى مع بقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي محصنا في كييف وسط قصف شديد والخوف من اغتياله، أطلقت حكومته هجوما شاملا على وسائل التواصل الاجتماعي لكسب مؤيدين للقضية الأوكرانية. وتنتشر مقاطع فيديو يومية لخطب زيلينسكي مرفقة بترجمة إنكليزية على نطاق واسع، فيما تروج وزارتا الدفاع والخارجية للمقاومة العسكرية لأوكرانيا برسوم مبهجة. في الوقت نفسه، ينشر الأوكرانيون على نطاق واسع مقاطع فيديو تظهر النجاحات التي يحققها جنودهم بما فيها فيديو لصاروخ أوكراني يسقط مروحية روسية وآخر لمزارع أوكراني يسحب دبابة روسية تم الاستيلاء عليها بجراره الزراعي. كذلك، استحوذت مقاطع فيديو صوّرها أوكرانيون لأنفسهم وهم ينتحبون وسط أنقاض بلداتهم بعدما كثفت روسيا القصف عليها، على قلوب الناس في كل أنحاء العالم. ومن مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع ولا يمكن التحقق من صحتها، ما أطلق عليه اسم "شبح كييف"، وهو بطل طيران قيل إنه أسقط عشرات الطائرات الحربية الروسية، وفيديو آخر لامرأة من كييف قيل إنها ضربت طائرة روسية مسيّرة بمرطبان من الخيار المخلل. وقال بابتيست روبرت مؤسس "بريديكتا لاب" وهي شركة فرنسية تكافح المعلومات المضللة "في المرحلة الأولى من الصراع، على صعيد الرأي العام الدولي، يتقدم الأوكرانيون بشكل واضح في المعلومات". وقالت إميلي هاردينغ نائبة مدير الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "أستطيع أن أراهم (الروس) يقومون بإعادة تعديل والمحاولة مجددا" على جبهة المعلومات. وأضافت "لكن الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت". من جانبه، قال دارين لينفيل الباحث في "ميديا فورنسيك لاب" التابع لجامعة كليمسون الأمريكية "صحيح أنهم (الأوكرانيون) ينتصرون، لكن في نهاية المطاف، الأمر الذي يهتم به بوتين هو كيف يراه شعبه".
مشاركة :