الراعي يحذّر من الالتفاف على الانتخابات: لبنان لا يستطيع أن يبقى في اللادولة

  • 3/7/2022
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي من الالتفاف على استحقاق الانتخابات النيابية داعياً الذين يجتهدون في اختلاق ذرائع لتأجيلها أنْ يُوجهوا نشاطَهم نحو توفيرِ أفضل الظروفِ الممكنة لإجرائها ومؤكداً أن لبنان لا يستطيع أن يبقى في اللادولة. ورد بشكل غير مباشر على منتقدي موقف وزارة الخارجية اللبنانية التي شجبت الحرب الروسية وتحديداً حزب الله بالقول: «التعاطف والتضامن والوساطة من دونِ التورطِ سياسياً وعسكرياً هي من صلبِ قيمِ الحيادِ الإيجابي والناشط». وقال الراعي في عظة الأحد: «نَجهدُ مع ذوي الإرادة الحسنة من أجلِ حصولِ الانتخاباتِ النيابية عندنا في موعدِها لتعودَ الكلمة إلى الشعب. وحَسْبُنا أن يَنطقَ الشعبُ بكلمة الحق في حُسنِ الاختيارِ، وفي تجديدِ الطاقمِ السياسي، فلا يضيعُ فرصة التغييرِ. فهذا زمنُ إنقاذ لبنان لا زمنُ الحساباتِ الصغيرة». وأكد أنه «لا يجوز، تحت أي ذريعة، الالتفافُ على هذا الاستحقاقِ الدستوري الملازمِ للنظام الديمقراطي. وحري بالذين يَجتهدون في اختلاقِ ذرائعَ لتأجيلِ الانتخابات، أنْ يُوجهوا نشاطَهم نحو توفيرِ أفضل الظروفِ الممكنة لإجرائها. ونتمنى أن يَتقدمَ إلى الانتخاباتِ النيابية مَن يَستحق تمثيلَ المواطنين، ومَن يَتمتعُ بشخصية وازنة، وفكرٍ إصلاحي وسُمعة عطرة، ومواقفَ وطنية. فكل البرامجِ التقنية تبقى ثانوية أمام البرنامجِ الوطني». وأضاف: «الشعب يريد نواباً شُجعاناً، مُحصنين بالأخلاقِ، واثقين بأنفسِهم، مستقلين في قراراتِهم، حازمين في رفْضِ ما يجب أن يَرفُضوا، وحاسمين في قَبولِ ما يجب أن يَقبَلوا به. الشعبُ يريد نواباً يُدركون التشريعَ والمحاسبة، قديرين على تَحملِ المسؤولية ومواجهة الانحرافِ بكل أشكالِه. فبقدرِ ما يواجِه النوابُ في البرلمان يوفرون على الشعبِ الاحتكامَ إلى الشارع». وتحدث الراعي عن الحرب الأوكرانية سائلاً «بأي سلطان يفعل ذلك أمراء الحروب الذين يأمرون بها من عروشهم وهم في مأمن عن ويلاتها؟ مضيفاً: «تؤلِـمنا الحربُ الدائرة على أرضِ دولة أوكرانيا المستقلة. ونصلي لكي تتوقف الحرب رحمة بالأبرياء ولوضع حد للدمار والقتل والتشريد، وتبريداً للغضب والبغض. ولكي يجلسَ الطرفان لحلِ النزاعِ بينهما سلمياً. وإذ نَشجب ما يحصُلُ في أوكرانيا نؤكدُ مفهومَ الحيادِ، لا سيما ببعدِه الإنساني. فالحيادُ الذي ننادي به ليس منزوعَ القلبِ والشعورِ والوِجدان، وليسَ ضِدَ حقوقِ الإنسانِ والشعوبِ في تقريرِ مصيرها، وليس ضد القوانين الدولية». وبعدما كان حزب الله قد انتقد صمت «الداعين إلى الحياد» حيال موقف لبنان من الحرب الروسية، قال الراعي: «التعاطف والتضامن والوساطة من دونِ التورطِ سياسياً وعسكرياً هي من صلبِ قيمِ الحيادِ الإيجابي والناشط. وها هي جميعُ الدولِ المحايدة في العالم قد سارعت واتخذَت موقفاً مؤيداً لاستقلال دولة أوكرانيا وحرية شعبِها. وفيما عززنا علاقاتنا مع دولة روسيا، سبق لنا أن شجبنا كل الحروبِ التي شُنت على شعوبِ الشرق الأوسط وخَرقت الحدودَ الدُولية، وتعاطفْنا مع جميع الشعوبِ المتألمة والمضْطَهَدة في الـمنطقة والعالم بغض النظر عن انتماءاتِها السياسية وأنظمة دولها».

مشاركة :