حصلت «اليوم» على وثائق مهمة من المعارضة الإيرانية، تكشف الآلية التي تعمل بها أجهزة الإعلام نظام الملالي، خصوصا تليفزيون الدولة من أجل تصدير صورة مغايرة لحقيقة ما يدور من جرائم بحق المواطن الإيراني ومحاولة صنع «بربوغاندا» تزيف الواقع الاجتماعي المرير، وتظهر نظام الملالي بأحسن صورة.وتظهر الوثائق التي تم تسريبها من مؤسسة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية أنه ليس فقط مسؤولوها الرئيسيون مرتبطين كليا بالحرس الثوري ومكتب المرشد، ولكن أيضا قادة الأجهزة القمعية لأجهزة خامنئي غالبا ما يصدرون أوامرهم مباشرة عن طريق إرسال مقاطع لمحتوى «بربوغاندا» مسبق الصنع ويأمرون ببثها.وهو ما دفع جماهير الشعب الإيراني للهجوم على منبر الإعلام الرسمي للدولة، ووصفه بأنه يبث الأكاذيب والدجل مرددين بهتافاتهم خلال الاحتجاجات: «عار علينا، عار علينا، إذاعتنا وتليفزيوننا».وبحسب لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فإن الوثائق تتعلق بالفترة ما بين 2 – 27 نوفمبر 2021. «مجاهدي خلق» كشفت في أغسطس 2021 انتهاكات للمعتقلين بسجن «إيفين» (اليوم) الترويج للنظاموجاء في الوثيقة رقم 1 الصادرة يوم 2 نوفمبر: رسالة من العميد أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية في الحرس إلى بيمان جبلي رئيس مؤسسة الإذاعة والتليفزيون للترويج للذكرى العاشرة لمقتل حسن تهراني مقدم، القائد السابق لقسم الصواريخ في الحرس.وكتب حاجي زاده في متنها قائلا: الفترة من 6 إلى 12 نوفمبر، تتزامن مع الذكرى العاشرة لوفاة العميد حسن تهراني مقدم، وأطلق عليها اسم أسبوع القوة الجوية لإحياء ذكرى المتوفين، ويجب بث محتوى خاص بالقوة الجو فضائية.وصدر الأمر بالتنسيق اللازم بشأن تعاون مختلف الشبكات الإذاعية والتليفزيونية من أجل إقامة المراسيم في ذكرى هؤلاء المتوفين.تجدر الإشارة إلى أن المنتجات الإعلامية المتعلقة بهذا الحدث تم عرضها في شكل جدول لتنسيق ترتيب البث في الشبكات العامة، كما أعلنت قيادة قوة الجوفضائية استعدادها لتوفير المحتوى المطلوب لإنتاج البرامج التليفزيونية المختلفة. في حين عنونت الوثيقة رقم 2 والمؤرخة بـ 14 نوفمبر: رسالة من العقيد محمد يوسفيان نائب مسؤول العلاقات العامة في منظمة «باسيج المستضعفين» إلى شاه ابادي نائب مدير التليفزيون الإيراني للترويج لأسبوع الباسيج المناهض للشعب.ويقول نص الرسالة: «مع التقدير مرفق إليكم طيه كلمات إمامي الثورة في وصف الباسيج لاستخدامها في البث على مختلف القنوات التليفزيونية خلال أسبوع الباسيج السعيد» على شكل حلقات من الأقراص المدمجة. القنوات الرسمية وظفت لتمجيد سياسة المرشد على حساب الإيرانيين (رويترز) مناهضة الشعبأما الرسالة الثالثة وأيضًا في ذات الشهر، من مصطفى زيبايي نجاد مساعد التنسيق «مديرية الشؤون الثقافية والفنية لمنظمة الباسيج للمستضعفين» إلى شاه آبادي للترويج لأسبوع الباسيج المناهض للشعب والإبداع الثقافي والفني للباسيج!وقال فيها نجاد: «نظرًا لأسبوع الباسيج القادم وأهمية الاحتفال في هذا الأسبوع، نرفق إليكم طيه سلسلة فيديوهات إيران إلى الأبد»، «قصة الطيور»، «الأساطير الزائفة»، «بلاس غرافيكس»، و«باسيج صديق جيد» من أعمال إنتاج مركز الباسيج للإبداع الثقافي والفني في هذا الصدد.والوثيقة رقم 4 في 13 نوفمبر، فكانت أيضًا رسالة من العقيد مجيد جوشقاني من مؤسسة «حفظ الآثار ونشر قيم الدفاع المقدس» التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، إلى شاه آبادي للدعاية لصالح الحرب الإيرانية العراقية، شدد فيها بضرورة تنوير الرأي العام، خاصة توعية الشباب بنوعية وكيفية العمليات والأحداث والملاحم وتضحيات مقاتلي النظام خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس، خاصة الدور الإرشادي والفعّال للقائد المعظم للثورة الإسلامية باعتباره ممثلًا عن الإمام خميني أمر مهم وضروري.وفي رسالة ثانية وهي الخامسة من الوثائق التي حصلت عليها «اليوم»، كانت من العقيد مجيد إلى شاه آبادي لتعظيم الذكرى السنوية لعملية طريق القدس، دعا فيها لإصدار توجيهات لبث المقطع المرفق على شبكات التليفزيون الوطنية يومي الأحد والإثنين 28 و29 نوفمبر، وذلك من أجل الاحتفال بالذكرى السنوية لهذه العملية التي زعم أنها عظيمة ودائمة.رسالة سليمانيوفي 20 نوفمبر، جاءت رسالة من «يعقوب سليماني» مساعد مدير الشؤون الثقافية والتعليمية لمؤسسة شؤون الشهداء والمعاقين، وهي الوثيقة السادسة المسرية، وطالب فيها أيضًا بث دعاية «الباسيج» بمناسبة أسبوع الباسيج، وأرفق معها قرصا مضغوطا يحتوي على المحتوى الإعلاني للبث على القنوات التليفزيونية.وفي وثيقة رقم 7 في 7 نوفمبر، بعث علي أكبر مداحي مدير اللجنة المركزية لـ «هيئة مقاتلي الإسلام» (البلطجيين المجرمين) برسالة إلى شاه آبادي للبث، قال فيها: أرسل لكم فیدیو لمراسم دعاء كميل في كربلاء لبثه 5 مرات في اليوم من القنوات الأولى والثانية والثالثة والخامسة ومحطتي القرآن وأفق.أما الوثيقة الثامنة، فهي رسالة بعثها حبيب رضا أرزاني رئيس لجنة التنسيق للمراكز الثقافية والفنية بالمساجد في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في 13 نوفمبر، لبث الفيلم الدعائي لـ «أولاد المسجد» على شبكات ذات نسبة مشاهدة كبيرة من أجل «جذب وإقناع الشباب والمراهقين»!وجاء بالوثيقة رقم 9 في 20 نوفمبر، رسالة محمد مهدي رحمتي رئيس مركز الباسيج للإذاعة والتليفزيون إلى شاه آبادي، ونصها: مرفق إليكم طيه فيلم دعائي يوميات أسبوع الباسيج للإفادة والبث.وبعث رئيس مركز الباسيج للإذاعة والتليفزيون رسالة هي الوثيقة العاشرة في 20 نوفمبر لبث برنامج «نحن كلنا تحت شعار» مهرجان مالك أشتر للباسيج. المعارضة الإيرانية اخترقت بث النظام التيلفزيوني في يناير الماضي (اليوم) إعلان دعائيوالحادية عشرة بعثت في 21 نوفمبر، وكانت من رئيس مركز الباسيج للإذاعة والتليفزيون للترويج لأسبوع الباسيج مع أسلوب حياة من وصفهم بالشهداء.وفي نصها: يتم تقديم قرص مضغوط يحتوي على 5 حلقات للبث خلال البرامج من مجموعة «قطعة من القمر» حول موضوع أنماط حياة الشهداء.وفي 17 نوفمبر بعث رئيس مركز الباسيج للإذاعة والتليفزيون رسالتي تعد الوثيقة 12، لبث إعلان دعائيتحت عنوان مهرجان الشرف الوطني الثاني من دواعي فخري، والوثيقة رقم 13 والمرسلة يوم 22 نوفمبر، جاءت من رئيس مركز الباسيج للإذاعة والتليفزيون لبث برنامج «نحن كلنا» ونشر أفكار خميني تحت عنوان «تجديد العهد بمُثل الإمام»!. وفقا لتعبير الرسالة. أما الوثيقة الـ14 في 20 نوفمبر، كانت أيضًا رسالة من رئيس مركز الباسيج للإذاعة والتليفزيون للإعلان عن ذكرى مقتل العالم النووي محسن فخري زاده.يُذكر أن محسن فخري زاده، كان ضابطًا في الحرس الثوري الإرهابي وأستاذ الفيزياء بجامعة الإمام الحسين بطهران. وهو العالم النووي الأرفع في إيران، وُصِف بأنه «رأس البرنامج النووي»، وولد في قم عام 1958، والتحق بالحرس الثوري بعد الثورة عام 1979.مقتل زادهوجاءت الوثيقة رقم 15 في 24 نوفمبر، كرسالة من سيد حسام الدين حسيني مدير عام الاتصالات والإعلام حول ذكرى مقتل محسن فخري زاده.وكان نص الرسالة: «مرفق بالفيديو الموسيقي، وسرد شعر من قبل حامد فخري زاده، نجل محسن فخري زاده على قبر والده».وفي الوثيقة الأخيرة وتحمل الرقم 16 وصدرت كرسالة في 22 نوفمبر، من محسن محمودي، رئيس مجلس الإعلام الإسلامي ولجنة إقامة مراسيم 30 و31 ديسمبر في محافظة طهران للترويج ضد انتفاضة عام 2009 في الذكرى الثانية عشرة.وقالت الرسالة المليئة بالأكاذيب: 30 ديسمبر 2009 تذكير بحركة - سماها -«لابسي الأكفان الخالدة»، في إدانة فتنة عام 2009، حيث ظهر آلاف من لابسي الأكفان من المواطنين لمدينة «ورامين» مشياً على الأقدام أمام بيت القائد المعظم، وفي 31 يناير عرضوا استعراضهم أمام بيت الولي الفقيه لإبداء موالاتهم.وتضيف الرسالة: المرفق طيه يحتوي على فيلم وثائقي عن تكرار التاريخ بموضوع حركة أهالي طهران وورامين يومي 30 و31 ديسمبر 2009، والذي أعدته وسائل الإعلام الوطنية للبث على شبكات الإذاعة والتليفزيون في 30 ديسمبر، يوم ميثاق الأمة مع ولاية الفقيه.
مشاركة :