عن التعريف بالأدب الخليجي - سعد الحميدين

  • 11/28/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أشار أحد النقاد العرب ممن شارك في الكتابة عن الأدب السعودي والأدب الخليجي, إلى أن الإصدارات تكتب عن الأدب السعودي لبعض الأشقاء من الأقطار العربية غير مكتملة وبعضها ناقصة الأمانة ,وهذا رأيه الخاص الذي يتحمله لأنه لم يحدد أسماء معينة أو مؤلفات بذاتها, وأنا لا أشجب رأيه تماما, ولا أتعاطف معه برأيه بالكلية, نظرا لاختلاف بسيط سأتطرق إليه في ثنايا الموضوع , علما بأنني لن أناقشه فهو قد قال رأيه , ولكني سأتناول الموضوع بالطريقة التي تلائمني حيث إنني أعيش هذا الهم منذ أن صدر أول كتاب عن الأدب السعودي كلف به أحد الإخوة الأشقاء, فعندما ناقشته حوله وسبب النقص فيه رمى بالكرة في انعدام وجود المصادر الخاصة التي تمكنه من أن يتعمق في الموضوع حيث برر ذلك بلجوئه إلى قصاصات بعض الجرائد, والمقابلات الشخصية , ومن رواة على مستويات متباينة, وأنه طلب بعد صدور الكتاب بالملاحظات التي يمكن أن تأتيه من بعض ممن لديهم معرفة بالأدب السعودي , وتمكن من إضافة بعضها في طبعة ثانية, ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل أخذت المؤلفات تتوالى , والإصدارات تتكدس بالأكوام عن أشخاص, أو عن فن من الفنون الأدبية من قصة, وشعر, ورواية وترجمات لشخصيات أدبية. تلك المؤلفات ربما بدون استثناء إلا ماندر, أخذت سمة طابع المجاملة إلى حد كبير, كما أن فقدان المنهجية والجدية قد تجسدت فيها، إذ تسير كما المقالة العادية السريعة, تسجيلا وقولا هشا مستتعجلا, إذ تبين أن الهدف منها هو التواجد الداخلي للشخص ضمن زمرة المثقفين, حتى لو لم تكن له تجربة أوقيمة أدبية أصلا, إنما وجد الفرصة للنقل منه, وهناك من يريد أن يكتب عنه من المديح والإطراء ظنا منه أن ذلك سيجعله في العلية من المفكرين والمبدعين, ومع توالي الإصدارات التي أخذ البعض يلجأ إلى مثل هؤلاء ( تجار الشنطة ) على رأي الدكتور منصور الحازمي , وهم أولئك الذين يأتون عارضين بضاعتهم ولا يعوزهم سوى التمويل ورصد المبلغ الخاص بالطباعة . مع هذا لا أنفي أن شيئاً من الإيجابية التي قد تصاحب بعض الأعمال , وأخص منها التي قد تجشم أصحابها المتاعب في البحث, وهي قليلة جدا, ويتمثل بعضها في الكتابات التي كانت تدون عن كتاب أو مؤلف سعودي كتبها صاحبها دون أن يعرف كاتبها, وإنما شده العمل بعد أن قرأه , وكتب عنه في مجلة أوجريدة في بلادة محتفيا به أو وضعه كأنموذج لعمل يريد أن يكون, وهذا قليل, ولكن المصداقية فيه لاغبار عليها نظرا لبعد الكاتب عن المكتوب عنه, كما أن من المؤلفات ما يحمل إيجابية إذا ماعرض في الداخل وبتواجد صاحبه, ولكنه عندمايذهب فإنه ينسى أو يتناسى متنكرا, وربما يعكس الأمر ويقلبه رأسا على عقب, مبررا أنها حركة اقتضاها المكان والزمان , وبالرغم من انتفاء الأمانة في مثل ذلك وأنها ليست من خلق الأديب أوصفات المثقف , وكم من كتب لا ترقى إلى المستوى الذي يؤهلها للنشر تحوي افرازات كاذبة وضعها صاحبها لكي يبرهن أنه عاش وعاصر الثقافة في الخليج تحمل اختلاقات وصورا لا يصدقها عقل , ومع الأسف أن هناك من يتعاطف مع تلك الصور حتى من أبناء المنطقة نفسها, متناسين أن من كتبها قد كان ينفس عن عقدة كان قد عانها من صاحب عمل, أو مشكلة شخصية وخاصة حولها إلى المجتمع بكامله . تأتي مؤلفات متزلفة بغية التقرب فهي مدفوعة الثمن, وصاحبها نكرة لا قيمة له مطلقا في الشأن الثقافي والإبداعي ولا أثر له منظورا أو ملموسا, ولكونه لا رصيد له في بلاده ووجد هنا من يرحب به ويفسح المجال أمامه معتمدا عليه في مساندته ومساعدته في الكتابة والتأليف لكونه لا يملك الأداة التي تمكنه من ذلك, فيتكئ عليه وينافح عنه ويقدمه حيث يستغل الفراغ فيصول ويجول, مدعيا أنه يدرس ويؤرخ ويتلقف ما حوله دون حساب, وينشر مايريد عن طريق مؤسسة, أوناد كمشاركة أخوية, وإذا لم يوفق في ذلك ذهب إلى مجلة ونشره فيها بهدف المصلحة فقط, ولانه خال من معرفة تمكن من أن يكون مؤلفا, فهو عندما يجد وسيلة النشر يفرح ويعمل مايطلب منه, لأنه يجمع ما أتيح له نشره ويحمله إلى موقعه السابق مقدما اياه كشهادة على قدراته, التي أسهم بها, وبسبب هشاشة المقاييس المعرفية وما دام لديه ما يدفعه لينشر فالأمر سهل ( إدفع وانشر ) وهي الوتيرة التي أخذ بها الناشرون الآن , فهم لا يبحثون عن الأجود, ولكن البحث بات عن المال, معللين أن تكاليف الطباعة تبيح لهم أن يتلقوا المال بصحبة الكتاب, فسوق الكتاب اليوم ليست مربحة, وإنما الربح يأتي من قيمة النشر, وليس من قيمة البيع , فالكاتب المحترم لايدفع, وإنما يدفع له ويكافأ عندما ينشر له كتاب. لذا كان التوجه والتقرب خليجيا وأصحاب دور النشر يتباشرون عندما يعلن عن معرض الكتاب الدولي في إحدى دول منطقة الخليج العربي عامة, وخاصة السعودية فهي الركيزة الأساس التي تمثل للناشرين السوق المربحة والتي ساندت دورا كانت قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس , فالقارئ السعودي وجامع الكتب , سجلا تفوقا ملموسا شاهدها المبرهن عليها معرض الكتاب , وهذا ساعد في إغراء البعض أن يؤلف ويكتب, عن أدب وثقافة المنطقة مهما كان مستواه .

مشاركة :