بوتين يشترط تنفيذ مطالب موسكو لوقف «حرب أوكرانيا»

  • 3/7/2022
  • 01:32
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا، أمس الأحد، من أن العملية العسكرية التي تنفذها بلاده لن تتوقف إلا إذا أوقفت المقاومة واستجابت لجميع مطالب الكرملين، فيما نفت بولندا مجددًا صحة تقارير تحدثت عن اعتزامها إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة سوفيتية الصنع، في وقت يواصل فيه الروس تطويق العاصمة كييف مع سيطرتهم على بلدة «إيربين» الطرفية.وأبلغ بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية بأن المفاوضين الأوكرانيين يجب أن يتخذوا نهجًا «بنّاء» بشكل أكبر في المحادثات مع موسكو، وأن يأخذوا في الحسبان الواقع الجديد على الأرض.وبحسب الكرملين، قال بوتين: إن «العملية الخاصة» التي تنفذها روسيا تسير وفقًا للخطة والجدول الزمني لها.وقال الكرملين: «جرى التشديد على أن وقف العملية الخاصة ممكن فقط إذا أوقفت كييف العمليات العسكرية ونفذت المطالب الروسية المعروفة».وتصف روسيا، التي بدأت حرب أوكرانيا يوم 24 فبراير، إجراءاتها في الجمهورية السوفيتية السابقة بأنها «عملية خاصة» تستهدف تدمير القدرات العسكرية الأوكرانية وتطهير البلاد من القوميين وإعلانها دولة محايدة.وفي الوقت الذي أبلغ فيه الرئيس الروسي نظيره الفرنسي، بأن أوكرانيا مسؤولة عن «الاستفزاز» المحيط بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، بحسب ما قاله الكرملين، يستقبل إيمانويل ماكرون وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن غدًا الثلاثاء في قصر الإليزيه، لتنسيق الرد على الهجوم الروسي على أوكرانيا. وفقًا لبيان الخارجية الأمريكية، مساء أمس.الحرب واللجوءوبينما تخطى عدد الفارين من الحرب إلى دول الجوار الأوروبية مليونا ونصف المليون لاجئ، عزز جنود أوكرانيون الدفاعات حول العاصمة كييف الأحد في الوقت الذي قصفت فيه القوات الروسية المناطق المحيطة وهاجمت البلدات والقرى المجاورة.وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، أمس الأحد: إن القتال دفع أكثر من 1.5 مليون شخص إلى مغادرة أوكرانيا إلى دول مجاورة في أزمة لاجئين هي الأسرع نموًا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.وبينما كانت القوات المسلحة والمتطوعون المدنيون يباشرون أعمال الحفر، واصل آلاف الأشخاص محاولة الفرار من المدينة التي يبلغ تعدادها 3.4 مليون نسمة مع انتشار المخاوف من وقوع هجوم شامل.وركّزت روسيا هجماتها على جنوب وشرق أوكرانيا وحاصرت مدنًا بينها ماريوبول وخاركيف بنيران المدفعية والضربات الجوية.وتفادت كييف أسوأ المعارك حتى الآن، لكن البلدات والقرى المحيطة بها تشهد معارك عنيفة، ونشرت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، لقطات لبعض مركباتها العسكرية وهي تتحرك بالقرب من العاصمة.وأظهر مقطع مصور سجلته القوات المسلحة الأوكرانية، السبت، في العاصمة كييف الجهود التي يبذلها الأوكرانيون للدفاع عن مدينتهم.بولندا تنفيمن ناحيتها، نفت بولندا مجددًا صحة تقارير تحدثت عن اعتزامها إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة سوفيتية الصنع.وكتبت الحكومة البولندية على «تويتر»، الأحد: «بولندا لن ترسل مقاتلاتها إلى أوكرانيا ولن تسمح أيضًا باستخدام مطاراتها، ونحن نساعد بشكل كبير تمامًا في مجالات أخرى».وكانت العديد من وسائل الإعلام ذكرت في وقت سابق أن بولندا ستوفر مقاتلات طراز ميج لأوكرانيا وحصلت مقابل ذلك على طائرات طراز إف 16- من الولايات المتحدة.من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي بمولدوفا في رد على سؤال حول مثل الأفكار: «ننظر حاليًا بشكل نشط في مسألة الطائرات التي يمكن لبولندا أن تقدّمها لأوكرانيا والكيفية التي سيكون بإمكاننا التعويض من خلالها في حال قررت وارسو تقديم هذه الطائرات، وليس هناك جدول زمني لهذا، لكننا ننظر في هذا بشكل نشط جدا جدا».وأضاف بلينكن: «إن واشنطن تجري محادثات في الوقت الراهن مع الحكومة الأوكرانية حول احتياجاتها، ومع تلقينا هذا التقييم، سنعمل على النظر فيما يمكننا نحن والحلفاء والشركاء إيصاله لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي». حسب وصفه.وكان متحدث باسم البيت الأبيض ذكر أن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا هو «قرار سيادي يتخذه أي بلد»، مشيرًا إلى وجود مجموعة من الخدمات اللوجستية يجب العمل عليها، بما في ذلك كيفية نقل الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا.طمأنة مولدوفايأتي ذلك في الوقت الذي يدفع فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي دول شرق أوروبا لإرسال مقاتلات إلى بلاده.فيما طمأن بلينكن زعماء مولدوفا، الأحد، إلى أن الولايات المتحدة ستنظم معارضة دولية للعدوان الروسي «وقتما وأينما» يقع.وأيضًا قال بلينكن، وإلى جواره مايا ساندو رئيسة مولدوفا ضمن جولة في أوروبا الشرقية: إن الولايات المتحدة تدعم تطلعات مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن هذا الأمر يقرره التكتل الأوروبي.وردًا على سؤال حول الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة لمولدوفا، أشار بلينكن إلى الجهود الأمريكية لتعبئة التصدي الدولي الذي أدى إلى عزل روسيا وإلحاق الضرر باقتصادها.والولايات المتحدة غير ملتزمة بالدفاع عن مولدوفا؛ لأن تلك الجمهورية السوفيتية السابقة ليست بالحلف الأطلسي مثلما هو الحال بالنسبة أوكرانيا التي لا تتمتع بعضوية «ناتو».من جهته، دعا بابا الفاتيكان لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث قال في روما، أمس الأحد: «أدعو قبل كل شيء لانتهاء الهجمات المسلحة وأن تسود المفاوضات والمنطق».وأضاف دون ذِكر روسيا في خطابه «هذه ليست مجرد عملية عسكرية، ولكنها حرب تبث الموت والدمار والمعاناة».إلى ذلك، قال أوليسكي دانيلوف الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الوطني في أوكرانيا في منشور على موقع «فيسبوك»، الأحد: إن روسيا تحشد القوات لتطويق مدينة دنيبرو، وتصب تركيزها على عزل بلاده عن البحر الأسود، مضيفًا: إن روسيا لا تزال تواصل مساعيها للسيطرة على كييف.محادثات سلاموفي واشنطن، وصفت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا، الأحد، روسيا بأنها «دولة إرهابية»، بيد أنها قالت: سنستجيب لأي محادثات سلام لكن كييف لا تثق في موسكو.وعلى صعيد إقامة ممرات إنسانية لإجلاء سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية، تبادل الانفصاليون الموالون لروسيا والحرس الوطني الأوكراني، أمس، الاتهامات بالإخفاق في توفيرها، وهي ثاني مرة يحاول فيها الجانبان ترتيب ذلك.وقالت وزارة الدفاع التركية: إن وزير الدفاع خلوصي أكار أبلغ نظيره الأوكراني أوليكسي رزنيكوف، الأحد، بأن هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار ولو لفترة محدودة من أجل تأمين إجلاء المدنيين وإيصال شحنات المساعدات.وبث تليفزيون أوكرانيا 24 لقطات لمقاتل من فوج آزوف بالحرس الوطني قال: إن القوات الروسية والموالية لموسكو، التي طوقت المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة، واصلت قصف المناطق التي كان من المفترض أن تكون آمنة.ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مسؤول في إدارة دونيتسك التي أعلنت انفصالها اتهامه القوات الأوكرانية بعدم احترام وقف إطلاق النار المحدود. وقال المسؤول الانفصالي: إن زهاء 300 شخص فقط غادروا المدينة.أسرى روسوأعلن الرئيس الأوكراني وقوع مئات من الجنود الروس في الأسر.وفي رسالة عبر الفيديو نشرها على قناة «تليجرام» الإخبارية، الأحد، قال زيلينسكي: «هناك مئات الأسرى بينهم طيارون كانوا يقصفون مدننا ومدنيينا».ولم يتسن التحقق من جهة مستقلة مما قاله الرئيس الأوكراني.وفي وقت سابق، أمس الأحد، قال الرئيس الأوكراني: إن الصواريخ الروسية دمرت تمامًا المطار المدني بمدينة فينيتسا عاصمة المنطقة الغربية الوسطى.وسبقته السلطات المحلية بالقول: إن خدمات الطوارئ تعمل على إخماد حرائق في المطار نجمت عن ضربات صاروخية.وفي لندن، حث قائد القوات المسلحة البريطانية، مواطنيه على عدم التوجه إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا، موجهًا انتقادًا صريحًا لوزيرة خارجية بلاده، ليز تروس، بعد أن أعربت عن دعمها لمن ينضمون إلى القتال.ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن الأدميرال سير توني رادكين، قوله لبرنامج «صنداي مورنينغ» على هيئة الإذاعة البريطانية: «لقد كنا واضحين جدًا في أنه أمر غير قانوني، بالإضافة إلى كونه غير مفيد بالنسبة للجيش البريطاني، ولسكان المملكة المتحدة، البدء في التوجه نحو أوكرانيا من ذلك المنطلق».وكانت تروس قالت، الأسبوع الماضي: إنها ستدعم «قطعًا» أي شخص يريد القتال، في ظل رغبة عدد من البريطانيين في مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

مشاركة :