تسعى الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا بطائرات مقاتلة سوفييتية الصنع في مواجهة روسيا التي دمرت قسما كبيرا من القوة الجوية الأوكرانية، فيما عزز الجيش الأوكراني الدفاعات حول العاصمة مع اقتراب القتال من المدينة. وتأتي المساعي الأميركية غداة دعوات أوكرانيا المتكررة لدعمها بمقاتلات في مواجهة روسيا، إلا أن الطيارين الأوكرانيين غير مدربين على قيادة الطائرات المقاتلة الأميركية. ودفع ذلك الولايات المتحدة إلى إجراء اتصالات مع حليفتها بولندا تسلم بمقتضاها وارسو طائرات مقاتلة سوفييتية الصنع من طراز ميغ - 29 وسوخوي - 22 التي تدرب على قيادتها الأوكرانيون مقابل مدّ بولندا بطائرات إف - 16 أميركية الصنع. أنتوني بلينكن: نسعى لاتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد أن بلاده “تعمل جاهدة” للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. وكان مسؤولون أميركيون بينهم بلينكن قد استبعدوا إلى حد كبير تزويد أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أوكرانيا المحاصرة منذ مطلع الأسبوع بالأسلحة. لكن بلينكن صرّح للصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا “لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدا”. وأضاف أن الولايات المتحدة تجري “محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم”. وتابع “مع تلقينا هذا التقييم، نعمل على النظر في ما يمكننا نحن والحلفاء والشركاء إيصاله” لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي. وأكد الوزير الأميركي “ننظر حاليا بشكل نشط في مسألة الطائرات التي يمكن لبولندا أن تقدّمها لأوكرانيا والكيفية التي سيكون بإمكاننا التعويض من خلالها في حال قررت وارسو تقديم هذه الطائرات”. وجاء ذلك غداة لقاء بين بلينكن ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عُقد عند الحدود الأوكرانية – البولندية حضّ خلاله الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات. وبعد مرور عشرة أيام على اندلاع الحرب، قال كوليبا إن “الطلب الأكبر لدينا هو على الطائرات المقاتلة، والطائرات الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي”. وتابع عقب لقائه بنظيره الأميركي “إذا خسرنا الأجواء، ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض”. وفي حين لا يزال القسم الأكبر من قدرات سلاح الجو الأوكراني بمنأى عن أي أضرار منذ بداية الحرب في الرابع والعشرين من فبراير، تكبّدت روسيا وأوكرانيا خسائر فادحة ولم تتمكن أي منهما من السيطرة بشكل مطلق على أجواء البلاد. لكن قدرات سلاح الجو الروسي الكبيرة جدا والتي تحشدها موسكو يمكنها أن تدمر دفاعات أوكرانيا. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحديدًا دول أوروبا الشرقية إلى تزويده بطائرات روسية الصنع. مقاتلات قد تغير وجه الحرب في أوكرانيا مقاتلات قد تغير وجه الحرب في أوكرانيا وطالب زيلينسكي خلال اتصال بالفيديو مع أعضاء في الكونغرس الأميركي السبت بزيادة التمويل وتشديد العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا، لاسيما حظر واردات النفط والغاز. وتعهّد أعضاء في الكونغرس الأميركي بإرسال عشرة مليارات دولار من المساعدات لأوكرانيا. غير أن البيت الأبيض استبعد في هذه المرحلة فرضية منع واردات النفط الروسية، خوفًا من ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأميركيين المتأثرين بالأساس من تضخم قياسي. وذكرت تقارير إعلامية أن المسؤولين الأميركيين ذكروا عددا من القضايا العملية الصعبة، بما في ذلك تسليم الطائرات إلى أوكرانيا، وبأن الاتفاق سيتطلب موافقة البيت الأبيض وتحرّكا في الكونغرس. كما أن الولايات المتحدة ليس لديها أي مقاتلات إف - 16 منتجة حديثا يمكن أن تسلّمها لبولندا مقابل مقاتلات ميغ - 29، لاسيّما أن بولندا تواجه تهديدا روسيا محتملا وتحتاج إلى مقاتلاتها للدفاع عن نفسها. وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستزوّد أوكرانيا بمساعدة عسكرية تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار لمساعدتها في محاربة الغزو الروسي، وهي المساعدة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. وعزز جنود أوكرانيون الدفاعات حول العاصمة كييف الأحد وحفروا خنادق وأغلقوا الطرقات ونسقوا مع وحدات الدفاع المدني في الوقت الذي قصفت فيه القوات الروسية المناطق المحيطة وهاجمت البلدات والقرى المجاورة. وبينما كانت القوات المسلحة والمتطوعون المدنيون يباشرون أعمال الحفر، واصل الآلاف من الأشخاص محاولة الفرار من المدينة التي يبلغ عدد سكانها 3.4 مليون نسمة مع انتشار المخاوف من وقوع هجوم شامل. الولايات المتحدة تسعى إلى إجراء اتصالات مع حليفتها بولندا من أجل أن تسلم وارسو طائرات مقاتلة سوفييتية الصنع من طراز ميغ - 29 وسوخوي - 22 التي تدرب على قيادتها الأوكرانيون مقابل مدّ بولندا بطائرات إف - 16 أميركية الصنع وغزت روسيا أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير وركزت أعنف هجماتها على جنوب وشرق البلاد وحاصرت مدنا بينها ماريوبول وخاركيف بنيران المدفعية والضربات الجوية وتسببت في وقوع أضرار جسيمة وضحايا. وتفادت كييف أسوأ المعارك حتى الآن لكن البلدات والقرى المحيطة بها تشهد معارك عنيفة، ونشرت وزارة الدفاع الروسية الأحد لقطات لبعض مركباتها العسكرية وهي تتحرك بالقرب من العاصمة. وأظهر مقطع مصور سجلته القوات المسلحة الأوكرانية يوم السبت في العاصمة كييف الجهود التي يبذلها الأوكرانيون للدفاع عن مدينتهم باستخدام أكوام من أكياس الرمل وألواح خرسانية على طريق رئيسي بينما كان جنود أوكرانيون يفحصون السيارات المارة بعناية. وجرى إغلاق طريق أصغر بحواجز معدنية مضادة للدبابات وتم نصب مواقع للمدافع الرشاشة. وتعهد المدنيون بالانضمام إلى المعركة لحماية كييف وشوهدت قنابل المولوتوف الحارقة على جانب الطريق. وأفادت وكالة أنباء “يوكرينفورم” الأوكرانية الأحد بأن سفنا روسية تتجمع قرب مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود في جنوب أوكرانيا، وأنها ربما تكون تستعد لشن هجوم على المدينة. وأكدت الوكالة أن قوات الدفاع الجوي والوحدات الأخرى في القوات المسلحة الأوكرانية مستعدة لصد الهجمات. ونقلت عن سيرهي براتشوك المتحدث باسم مقر العمليات بالإدارة العسكرية في أوديسا قوله “تقوم قوات العدو بالقرب من أوديسا بترتيب صفوفها والاستعداد لهجوم محتمل. وتواصل سفن العدو الإبحار في البحر الأسود. لكن الوضع تحت السيطرة، دفاعنا الجوي والوحدات الأخرى في القوات المسلحة الأوكرانية جاهزة لصد هجوم العدو”. وتصف روسيا أفعالها في أوكرانيا بأنها “عملية خاصة” لا تهدف إلى احتلال الأراضي بل إلى تدمير القدرات العسكرية لجارتها وأسر من تصفهم بالقوميين الخطرين.
مشاركة :