أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد أن بلاده تعمل جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية، بينما تتهم موسكو كييف، دون أي أدلة، باقترابها من صنع سلاح نووي عبارة عن "قنبلة قذرة" في محطة تشرنوبيل. وقال بلينكن للصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدا". ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى مولدافيا لإظهار دعم واشنطن، في وقت تشهد البلاد موجة لاجئين من أوكرانيا ويُخشى أن تتعرّض لتهديد محتمل. ويُرتقب أن يقدم بلينكن تطمينات للدولة الصغيرة الواقعة على الحدود الغربية لأوكرانيا، والتي تضم منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لموسكو. ويعتقد محللون بأنه يمكن استخدام أراضي المنطقة الانفصالية في إطار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وتأتي تصريحات بلينكن عن تزويد أوكرانيا بمقاتلات بولندية، في إطار الدعم الغربي لكييف بأسلحة قتالية ودفاعية متعددة، أبرزها صواريخ جافلن المضادة للدبابات والدروع، والمحمولة على الكتف، وذلك وسط مساع لتضييق الخناق على روسيا. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تدرس صفقة ترسل بموجبها بولندا طائرات حربية من الحقبة السوفيتية إلى أوكرانيا، مقابل حصول بولندا على مقاتلات أميركية من طراز "أف - 16". وأفاد المسؤولون بأن العمل جار لتحديد تفاصيل الصفقة المحتملة بين بولندا والولايات المتحدة، وكيفية إيصال الطائرات إلى أوكرانيا التي تشهد تدخلا عسكريا روسيّا. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تتطلب موافقة الكونغرس الأميركي، وأكدت أن الكونغرس مستعد للمصادقة على هكذا اتفاق. وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت المساعدة في الحصول على طائرات من الحلفاء الأوروبيين، في مكالمة عبر رابط فيديو مع مشرعين أميركيين. كما دعا مرة أخرى إلى تقديم المزيد من الأسلحة الفتاكة وفرض حظر على النفط الروسي وتطبيق منطقة حظر طيران، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية. وتابع المسؤولون أن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا هو "قرار سيادي يتخذه أي بلد"، مشيرين إلى وجود مجموعة من الخدمات اللوجستية يجب العمل عليها، بما في ذلك كيفية نقل الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر لم تسمه قوله الأحد، إن أوكرانيا قريبة من صنع سلاح نووي عبارة عن "قنبلة قذرة" باستخدام البلوتونيوم، لكن المصدر لم يذكر أي أدلة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار أكثر من مرة إلى أن هدف الهجوم على أوكرانيا هو "نزع سلاح" جارة بلاده الغربية الموالية للغرب، وتطهيرها من "النازيين" ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ورد الغرب، الذي وصف ذلك بأنه ذرائع، بفرض عقوبات قاسية على موسكو وتقديم مساعدات عسكرية ضخمة وغيرها من المساعدات لكييف. ونقلت وكالة تاس للأنباء ووكالة الإعلام الروسية ووكالة إنترفاكس عن "ممثل هيئة مختصة" في روسيا الأحد، قوله إن أوكرانيا تطور أسلحة نووية في محطة تشرنوبيل النووية المعطلة، والتي أغلقتها السلطات في عام 2000. لكن الحكومة الأوكرانية تقول إنها ليست لديها خطط للانضمام مجددا إلى النادي النووي، وإنها تخلت عن أسلحتها النووية في عام 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وقبل العملية العسكرية بوقت قصير، قال بوتين في كلمة أبدى فيها العديد من الشكاوى إن أوكرانيا تستخدم الخبرة السوفيتية في صناعة أسلحة نووية، وإن هذا يرقى إلى الاستعداد لهجوم على روسيا. ولم يذكر أدلة على هذا الزعم. وأكد الرئيس الروسي السبت أن بلاده لا يمكنها تجاهل تصريحات تتحدث عن تحول أوكرانيا إلى قوة نووية.
مشاركة :