مساع أميركية لإقناع مادورو بالتخلي عن حليفه بوتين

  • 3/6/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

زار مسؤولون أميركيون كبار فنزويلا السبت للقاء حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، سعيا لتحديد ما إذا كانت كراكاس مستعدة للتراجع عن علاقاتها الوثيقة مع روسيا وسط غزوها لأوكرانيا، وذلك حسبما قال شخص مطلع على الأمر. وهذه أرفع زيارة أميركية لفنزويلا منذ سنوات بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسط حملة من العقوبات الأميركية والضغط الدبلوماسي، بهدف الإطاحة بمادورو الحليف القديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود أميركية لعزل بوتين. ويرى بعض المحللين أيضا أن فنزويلا، التي تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليها، مصدر بديل محتمل لإمدادات النفط إذا حاولت واشنطن فرض قيود على شحنات موسكو من الطاقة. وقالت مصادر لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن وفدا يضم مسؤولين كبارا في وزارة الخارجية والبيت الأبيض، سافر إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس. ولم يعرف إلى متى سيبقى المسؤولون في فنزويلا أو مع من سيجتمعون. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر، طلب عدم نشر اسمه، قوله إن مسؤولين أميركيين وفنزويليين عقدوا جولة محادثات السبت، لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق. ولم يتضح ما إذا كان سيتم عقد اجتماع آخر. ويأتي ذلك في الوقت الذي امتنعت فيه فنزويلا وحليفتا أميركا اللاتينية لروسيا، نيكاراغوا وكوبا، هذا الأسبوع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تدين العملية الروسية في أوكرانيا، وفقا لما ذكرته الصحيفة الأميركية، في إشارة إلى أن هذه الدول قد تنأى بنفسها عن العملية العسكرية الروسية المتواصلة في أوكرانيا. وعبّر الرئيس مادورو الأسبوع الماضي عن الدعم لبوتين، معتبرا الإجراءات التي اتخذت ضد موسكو "جرائم" و"جنون"، رغم دعوته إلى مواصلة مفاوضات سلام مع أوكرانيا. وقطعت فنزويلا والولايات المتحدة جميع العلاقات الدبلوماسية في عام 2019، عقب اعتراف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا، بعد أن حصل مادورو على فترة ولاية ثانية في انتخابات اعتبرها معظم المجتمع الدولي غير شرعية. وفرضت إدارة ترامب عقوبات على الأفراد المرتبطين بحكومة مادورو وعلى الشركات المتورطة في تصدير النفط الفنزويلي، في محاولة لتغيير النظام في البلاد. وردا على العقوبات، لجأت فنزويلا إلى روسيا وكذلك إيران والصين، للحصول على مساعدات دبلوماسية واقتصادية، حسب ما ذكرت الصحيفة. ولعبت شركات وبنوك الطاقة الروسية منذ ذلك الحين دورا رئيسيا في تصدير النفط الفنزويلي. ووسط مساع لتضييق الخناق على روسيا، تدرس واشنطن صفقة ترسل بموجبها بولندا طائرات حربية من الحقبة السوفيتية إلى أوكرانيا، مقابل حصول بولندا على مقاتلات أميركية من طراز "أف - 16". وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين. وأفاد المسؤولون بأن العمل جار لتحديد تفاصيل الصفقة المحتملة بين بولندا والولايات المتحدة، وكيفية إيصال الطائرات إلى أوكرانيا التي تشهد تدخلا عسكريا روسيّا. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تتطلب موافقة الكونغرس الأميركي، وأكدت أن الكونغرس مستعد للمصادقة على هكذا اتفاق. والسبت، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءا إلى المشرعين الأميركيين للمساعدة في تزويد بلاده بطائرات حربية على وجه السرعة. وتابع المسؤولون أن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا هو "قرار سيادي يتخذه أي بلد"، مشيرين إلى وجود مجموعة من الخدمات اللوجستية يجب العمل عليها، بما في ذلك كيفية نقل الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا. وتواصل قوات الجيش الروسي هجومها على أوكرانيا لليوم الحادي عشر، بعد أن أعلنت عن استئناف مهاجمة مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية السبت، وواصلت التقدّم في مناطق أوكرانية أخرى مع استمرار القتال العنيف حول العاصمة كييف، في حين وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرات جديدة إلى حلف شمال الأطلسي. وقالت وزارة الدفاع الروسية "نظرا إلى غياب الرغبة من الجانب الأوكراني في التأثير على القوميين أو تمديد وقف إطلاق النار، استؤنفت العمليات (العسكرية) الساعة 18:00 بتوقيت موسكو (15:00 ت.غ)". وكان الأوكرانيون أرجأوا قبل ذلك بساعات إجلاء المدنيين من ماريوبول المطلة على البحر الأسود ومدينة أخرى محاصرة، مبررين ذلك بانتهاك القوات الروسية وقف إطلاق النار.

مشاركة :