الوجه الآخر للحياة في الغرب

  • 11/28/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حين حملت حقائبي للسفر باتجاه النصف الآخر من العالم حملت معي كمعظم المبتعثين آمالا تملأ عنان السماء عن الغرب والحياه فيه، عن الحرية، وعن الطرقات المليئة بالورود والأزهار وأصوات العصافير، حيث الطبيعة الخلابة والتطور والتحضر البشري في أرقى صوره، ولكن المفاجأة كانت بانتظار الجميع. على الرغم من الحقيقة التي أبهرتنا كمبتعثين عن الوجه الجميل للغرب الذي كنا نتوقعه على كل حال، كالنظام الصارم والتنظيم في أي مكان نذهب إليه، فتشعر بأنك تتلقى أفضل خدمة وأجمل استقبال، سواء بمستشفى أو بنك أو حتى دائرة حكومية بغض النظر عن لونك أو دينك وبغض النظر عن علاقاتك وواسطتك كما هو الحال عندنا للأسف، وعلى الرغم من كل هذا فقد شعرنا بالصدمة لرؤية الوجه الآخر لأميركا، الوجه البشع الذي كشر عن أنيابه فور أن وضعنا أقدامنا على أرض الأحلام (أميركا) فإذا بنا ندخل دوامة لا نهاية لها حتى وضعنا أقدامنا مرة أخرى على أرض المطار عائدين إلى أرض الوطن. وعلى الرغم من تكرر سؤال الكثيرين لي إن كنت أنوي العودة إلى وطني ثانية سواء من بعض الأميركيين أو المهاجرين الذين يظنون أن أي قادم إلى أميركا سيسحر بها ولن يعود أدراجه ثانية إلى بلده، ولكن الحمد لله كثيرا فوضعنا نحن مختلف، فشتان ما بين حياتنا مرفهين في بلداننا وما بين الحياة ببلد رأس مالي مادي بحت كالغرب، وأخص أميركا التي عشت بها وخبرتها، أحد أهم المشكلات التي واجهتنا هناك كانت متعلقة بالغلاء الذي لا يرحم، الإيجارات والفواتير والضرائب المفروضة على كل شيء، وكم من مرة صدمت بسعر مشترياتي أمام الكاشير الذي يفاجئني بأن السبب هو الضريبة في كاليفورنيا التي تبلغ 9 بالمئة من كل شيء حتى علبة العصير، وهو ليس بالمبلغ القليل بالنسبة لطالب، وبالأخص إذا كان لديه طفل كحالي وحال الكثير من المبتعثين، ولذلك كانت رحلة الابتعاث رحلة كفاح صعبة ومكلفة نفسيا وماديا، لم أكن أعلم أن السكينة الداخلية أهم بكثير من رؤية الأماكن الخلابة حتى وجدت نفسي أعبر الطرقات الخلابة وحولي زخات المطر دون أن التفت إليها أو حتى تشد انتباهي، الذي كان منزوعا باتجاه آخر حيث تتلاطمني أمواج المخاوف بشأن الغد وكيف سأستطيع تسديد فواتيري وسداد إيجار منزلي، وكذلك حضانة ابنتي التي تكلفني أسبوعيا 350 دولارا، بما يقارب 1295 ريالا وهو أجر أسبوعي. الحياة الصعبة والكدح هما الوجه العام للحياة في أميركا، وموهوم من ظن العكس، وهذا هو الوجه الآخر للغرب والحياة فيه، والذي يجعلنا نهرول عائدين منه بسعادة إلى بلداننا غير آبهين لكل ما هنالك من امتيازات.

مشاركة :