أكد السفير هاني خلاف، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، أنه لا بديل عن خروج قوات حزب الله وإيران والخبراء الروس من سوريا كبداية لحل الأزمة، مؤكدًا فشل إيران في تصدير نموذج الثورة إلى الدول العربية، وقال السفير خلاف في تصريحاته لـ»المدينة»: إن القيادة السعودية تتمتع بالحصافة السياسية والدبلوماسية المتزنة، ولا يمكن إنكار الدور الهام الذي لعبته ومازالت في الحياة المصرية خاصة والعربية عامة، سواء كان ذلك في صورة عطاءات تنموية أو استثمارات ودعم اقتصادي على مختلف الأصعدة. وأوضح أن المملكة اليوم تستطيع القيام بأدوار مهمة للغاية على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال تغيير السياسات الخارجية تجاه دول شرق أوروبا متمثلة في روسيا مع علاقاتها القوية في الأساس مع كوريا الجنوبية والصين. وحول العلاقات المصرية السعودية، أوضح أن الدولتين تمثلان جزءًا لا يتجزأ من السياسات الخارجية لبعضهما البعض، وأشاد بمجلس التنسيق السعودي المصرى الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا كإطار حاكم لعلاقات البلدين، داعيًا إلى عدم الالتفات لمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر والإساءة إلى العلاقات الأخوية بين البلدين. وفيما يخص التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، لفت إلى أن الصراع الفارسي العربي ممتد من عمق التاريخ، كما تحاول إيران تصدير نموذجها للثورة الى الدول العربية وهو ما فشلت فيه بشكل ذريع، وتعمل حاليًا بشكل قوي لفرض توازنات في إفريقيا عبر وجودها في أريتريا وجيبوتي وجزر القمر، من خلال القوة الناعمة ممثلة في الاقتصاد والاستثمار والتجارة الخارجية، وذلك تعويضًا عن عجزها في تصدير النموذج الإيراني للعالم العربي. وكشف عن المحاولات الإيرانية الحثيثة لتثوير الفكرة الإسلامية أو بمعنى أصح تسييس الإسلام من خلال ولاية الفقية، مشيرًا إلى أنها لا تمل من محاولات تصدير هذه النظرية من خلال المنابر الفكرية والثقافية المشتركة، في محاولة لإقناع العرب بصحة النموذج الإيراني ونجاح التجربة، وفيما يتعلق بالأزمة السورية أكد على أن عسكرة الثورة السورية أفسد من فكرة التغيير السلمي التي قامت عليها منذ البداية، مشيرًا إلى أن الأطراف الدولية ارتكبت خطأ فادحًا في حقها منذ سنوات بتأخير التدخل للإطاحة بالأسد الذي قتل 300 ألف سوري وشرد الملايين حول العالم. وأكد أن حل الأزمة السورية يتمثل في إخراج كافة العناصر الدولية من سوريا، سواء كانت حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني أو الخبراء الروس، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يتجه نحو ذلك عبر اتفاق مبدئي يقوم على تجميد المناوشات السورية - السورية لفترة معينة قد تمتد لستة أشهر، يتم خلالها القضاء على داعش والعناصر الإرهابية، ثم يتخلي بشار عن الحكم سواء بانتخابات مبكرة أو مجلس حكم انتقالي.
مشاركة :