وجد فريق من الباحثين المنتسبين إلى مؤسسات متعددة في الولايات المتحدة، أن إضافة الصوديوم إلى رحيق الأزهار تزيد من زيارات الملقحات وتنوعها، بما فيها النحل. وفي ورقتهم المنشورة في العدد الأخير من دورية «بيولوجي ليترز»، تصف المجموعة البحثية كيف أضافوا الصوديوم إلى رحيق العديد من النباتات، لجعله أكثر ملوحة، ثم شاهدوا كيف تفاعلت الملقحات معه. وأظهرت الأبحاث السابقة أن البشر والعديد من الحيوانات الأخرى يفضلون بعض الأطعمة التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الصوديوم، وفي هذا البحث الجديد، تساءل الباحثون عما إذا كان هذا هو الحال مع الحشرات التي تلقح الأزهار، ولمعرفة الجواب، وضعوا أزهاراً في أصص مضاف إليها الصوديوم في حديقة صغيرة بحرم جامعة فيرمونت الأميركية، ثم سجلوا زيارات الملقحات. وبشكل أكثر تحديداً، قام الباحثون بشراء عدة نباتات مزهرة تمثل خمسة أنواع نباتية، وتم الاحتفاظ بكل منها في صوبة لفترة من الوقت، وأضافوا إلى جميع النباتات رحيقاً اصطناعياً، نصفه تم شراؤه، ونصفه الآخر يحتوي على مستويات مرتفعة من الصوديوم، ثم نُقلت النباتات إلى الحديقة، حيث وُضعت على الأرض ولا تزال في أصصها. قام الباحثون بعد ذلك بتصوير الملقحات أثناء زيارتهم للنباتات التي وضعوها في الحديقة لمدة شهر، ثم قاموا لاحقاً بإحصاء عدد الملقحات التي زارت النباتات، مشيرين أيضاً إلى نوع الملقحات التي تمت زيارتها. عند النظر إلى بياناتهم، وجدوا أن النباتات التي تحتوي على الصوديوم المضاف قد استقبلت ما يقرب من ضعف عدد زيارات النباتات الأخرى في الأصص والنباتات التي تنمو بشكل طبيعي في الحديقة، ووجدوا أيضاً أن النباتات التي تحتوي على صوديوم مضاف تلقت أنواعاً أكثر من الملقحات (بما في ذلك النحل والفراشات والذباب) أكثر من النباتات الأخرى. يقترح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الملقحات يمكن أن تنجذب بدرجة أكبر إلى النباتات التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الصوديوم، وهو اكتشاف قد يصبح مهماً مع انخفاض أعداد الملقحات بسبب الأنشطة البشرية، بما في ذلك تغير المناخ. كما لاحظوا أن بعض الأعمال السابقة قد أشارت إلى أن بعض النباتات المزهرة قد تعاني من انخفاض مستويات الصوديوم مع تغير دورات المياه.
مشاركة :