قالت نوف المروعي، رئيسة اللجنة السعودية لليوغا، إن رياضة اليوغا تتسع بشكل لافت في المملكة لأهميتها في الصحة البدنية، خصوصاً للسيدات، مبينة أن هناك العديد من الخطط لتوسيع رقعتها وتحقيق الأهداف من إنشاء هذه اللجنة. وبيّنت، في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تعاوناً مع وزارة التعليم لنشر هذه الرياضة عبر المدارس، كما أن هناك مجالات عدة سيتم العمل عليها من أجل نشر هذه الرياضة. وتحدثت المروعي عن العديد من الأمور التي تهم المرأة السعودية وممارستها للرياضة في ثنايا هذا الحوار: > كيف ترين أهمية تشكيل هذه اللجنة ضمن اللجان العديدة التي تم الإعلان عنها من قبل اللجنة الأولمبية السعودية؟ تشكيل اللجنة كانت له أهمية كبرى بسبب شعبية رياضة اليوغا في المملكة العربية السعودية، ووجود قاعدة ممارسين كبيرة لها، كما أنه توجد آلاف المدربات والمدربين السعوديين الذين يملكون صالات ومراكز ومبادرات لرياضة اليوغا، وأصبح وجود اللجنة مهماً لتنظيم هذه الرياضة ومقدمي الخدمات فيها لكثرتهم أولاً وتنظيم اللعبة ثانياً، واستقطاب المهارات من لاعبي النخبة للمشاركة المحلية والدولية، وتعزيز التنافسية لرفع الحماس وزيادة المشاركة في اللعبة من جميع الأعمار. > هل تعتقدين أن المجتمع السعودي لديه المعلومات الكافية عن هذه الرياضة؟ ليس كامل المجتمع، ورغم انتشارها الواسع ما زال هناك نقص في الوعي بما يخص أهمية وفوائد هذه الرياضة، ونعمل على نشر الوعي بها بطرق متعددة، ولتوضيح ذلك يجب أولاً معرفة مسميات الأنواع الخاصة باليوغا، فهناك اليوغا الخاصة بالصحة والرفاه، وهذا النوع التقليدي ينتشر حول العالم بكثرة وما نشاهده من صالات ومراكز ومدربين لليوغا، غالباً ينتشر تحت هذا المسمى، الذي يبلغ ممارسوه حول العالم نحو 300 مليون ممارس، ويبلغ حجم السوق له نحو 41 مليار دولار في عام 2020، ويتوقع أن يصل لـ70 مليار دولار في عام 2022 وله أنواع عدة: «الهاثا يوغا والفينياسا يوغا والأشتانغا فينياسا يوغا والآينغر يوغا». وقد تم اعتماد هذه الأنواع من قبل اللجنة السعودية لليوغا، ونعمل على استراتيجية خاصة للتعريف بهذا النوع وأهميته الكبيرة للصحة النفسية والجسدية لجميع أفراد المجتمع، كونها رياضة مناسبة للجميع ولها مستويات عدة تناسب حتى كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وينتشر مدربوها وممارسوها في المملكة العربية السعودية، كما نظّمنا هذه الممارسات لتحسين جودة ونوعية الخدمات المقدمة في هذا المجال، وسنطلق قريباً العديد من البرامج التي ستدعم الصالات والمراكز والمدربين والهواة، لأداء عملهم على الشكل الأفضل ونشر رياضة اليوغا على نطاق واسع في المجتمع. أما النوع الثاني فهو اليوغا الاحترافية، ويشمل هذا النوع ممارسة اليوغا باحترافية عالية ومستوى متقدم جداً وهذا يشمل لاعبي النخبة، وهو النوع الخاص بالبطولات والمسابقات وهذا ما نطمح إلى تأسيس قاعدة له للممارسين صغار السن وفئة الشباب وإعدادهم للمشاركة في البطولات المحلية والدولية، وقد انتهينا من اللوائح الخاصة بهذا النوع، ونعمل قريباً على تدريب الحكام والمدربين السعوديين المؤهلين لخلق جيل من محترفي رياضة اليوغا في المملكة العربية السعودية. نوف المروعي رئيسة اللجنة السعودية لليوغا (الشرق الأوسط) أما اليوغا التأهيلية أو العلاجية، فتشمل تأهيل مدربي اليوغا لتدريب الأشخاص ذوي الإصابات أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو ممن يعانون من مشاكل صحية معينة للاستفادة من رياضة اليوغا مع توخي الحذر وممارسة ما هو ملائم للحالة. >كيف سيتم تنظيم المسابقات فيها وتوسيع القاعدة لها؟ حول العالم يوجد العديد من اتحادات اليوغا والمسابقات والبطولات لهذه الرياضة، ونعمل على استراتيجية اللجنة لتأسيس اللاعبين والفرق والأندية في المملكة حالياً وانتهينا من اللوائح الخاصة بها، وسنعلن عنها ونبدأ في البرنامج قريباً، حتى نستطيع إطلاق المسابقة الأولى الخاصة برياضة اليوغا، ونتمنى أن ينضم عدد كبير من البراعم والناشئين والشباب لهذه البرامج والأندية وزيادة نسبة المشاركة في هذه المسابقات والبطولات. >ما أبرز الاحتياجات من أجل تطوير هذه اللعبة؟ وهل ستبقى محصورة في المدن الرئيسية؟ لن تبقى محصورة في المدن الرئيسية، فقد انتشر مدربو اليوغا ومدرباتها في أنحاء المملكة، حتى إن العديد من المؤسسات تنظم رحلات للسياحة والاستجمام بممارسة رياضة اليوغا، ولعل مهرجان العُلا للاستجمام خير مثال على ذلك، حيث تشارك فيه مدربات ومدربون من أنحاء المملكة وحتى من الخارج أيضاً لكثرة الإقبال على هذه الممارسة الترويحية الجالبة للاسترخاء. >كم عدد اللاعبات أو الممارسات لهذه اللعبة في المملكة؟ وهل هناك مشاركات مقبلة للاعبات سعوديات؟ لا توجد لدينا الإحصائية الكاملة بعد، ولكن نعلم بوجود عشرات الآلاف من ممارسي هذه الرياضة وعشاقها. >كيف ترين المرأة السعودية اليوم مع ذكرى اليوم العالمي للمرأة؟ هل تعتقدين أن المرأة السعودية باتت تتخذ مساراً إيجابياً بالاهتمام بالجانب الصحي والبدني في السنوات الأخيرة؟ المرأة السعودية مهتمة جداً بالجانب الصحي والبدني، وتحب التعلم عن أسلوب الحياة الصحي، وهذا ليس بالجديد، ولكنه ازداد كثيراً في الآونة الأخيرة، وأصبحنا نرى أن المرأة السعودية تسهم وتشارك في جميع قطاعات الرياضة والصحة سواء القيادية أو الفنية أو التطبيقية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على وعي المرأة السعودية وشغفها وحبها للتطور ودعم القيادة الرشيدة التي فتحت المجالات لدعم المرأة من جميع النواحي لتمكينها حتى تحدث فرقاً ليس فقط في المجتمع وعلى المستوى المحلي، إنما على المستوى الدولي أيضاً. >هل سيكون هناك تعاون مع وزارة التعليم بشأن دخول هذه الرياضة للمدارس في سن مبكرة؟ نعم، بالتأكيد هناك تعاون موسع قادم مع اتحاد الرياضة المدرسية بوزارة التعليم، وأول تعاون هو المحاضرة التعريفية المقررة غداً (الأربعاء)، كمقدمة لرياضة اليوغا في المدارس، وهي محاضرة افتراضية لجميع المدارس في جميع مناطق المملكة ويحضرها مديرو المدارس ومعلمو التربية البدنية في جميع مراحل التعليم، حتى نبدأ بتحقيق استراتيجية اللجنة وأهداف وزارة التعليم واتحاد الرياضة المدرسية، فيما يتعلق بالنشاط البدني وصحة الطالبات والطلاب ورفع مستوى المشاركة الرياضية لأبنائنا وبناتنا على المستويين المحلي والدولي، وتحقيق النجاح في هذا المجال. >ما الطموحات التي تتمنين إنجازها في عهدك كرئيسة للجنة اليوغا؟ أطمح لتحقيق رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة، وأن أكون أهلاً للثقة المعطاة لي بتعييني رئيسة للجنة السعودية لليوغا، وهي لجنة ناشئة وجديدة، وهذا أول تأسيس لها كما أطمح لتأسيس ونشر رياضة اليوغا بطريقتها الصحيحة وبعيداً عن كل الشوائب والممارسات الدخيلة التي قد تشوه المفهوم والممارسة الحقيقية المفيدة لرياضة اليوغا. كما نسعى للعمل على الأنواع الثلاثة لليوغا حسب لوائح وتنظيمات اللجنة التي اعتمدناها لتحقيق استراتيجية اللجنة السعودية لليوغا واستراتيجية اللجنة الأولمبية السعودية في رفع مستوى المشاركة الرياضية وتحفيز المجتمع وتحقيق رؤية المملكة 2030 في تحقيق الصحة والرفاه الجسدي والنفسي لجميع أفراد المجتمع ودعم ممارسة الرياضة حتى لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. >هل تعتقدين أن رياضة اليوغا قادرة على التوسع والنمو وسط منافسة رياضات أخرى باتت متاحة للسيدات السعوديات؟ أعتقد ذلك بلا شك، لأنها رياضة مرغوبة ولها قاعدة جماهيرية كبيرة، كما أن محبيها وعشاقها كثر وما زالت تنتشر في المملكة، ولها شعبية كبيرة، ويعتمد ذلك أيضاً على التوعية بهذه الرياضة وتنظيمها.
مشاركة :