أكد وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، اليوم (الاثنين)، أن بلاده ستبقى عصية، ولا مكان للإرهاب فيها، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة للهجوم الدامي الذي شنه تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا في العام 2016 قصد إقامة "إمارة إسلامية". وقال في كلمة بمناسبة إشرافه اليوم على إحياء هذه الذكرى في مدينة بن قردان "هنا كانت الرسالة واضحة فجر السابع من مارس 2016، حينما أراد التنظيم الإرهابي أن يكون له فجر وبداية، فكانت له نهاية". وتابع قائلا "هذا التنظيم الإرهابي انطلق مع بزوغ الشمس، ولم تغرب عليه شمس ذات اليوم إلا وقد انتهى... وكانت رسالة مفادها أنه لا مكان للإرهاب في تونس وأن تونس ستبقى عصية". واعتبر أن ما حدث في مدينة بن قردان "كان درسا للعالم، ورسالة ليس لتونس فقط وإنما للخارج أيضا، ...الرسالة كانت واضحة تحمل جملة من المعاني لعل أهمها التضامن المثالي بين المدنيين والقوات المسلحة دفاعا عن حرمة تونس". وشهدت تونس فجر السابع من مارس من العام 2016 هجوما دمويا شنه العشرات من أفراد تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة بن قردان بالجنوب الشرقي التونسي غير بعيد عن الحدود مع ليبيا، في سياق خطة كانت تستهدف إقامة "إمارة إسلامية"، وذلك بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن والجيش انطلاقا من المرتفعات الغربية في البلاد. غير أن سرعة رد فعل القوات الأمنية والعسكرية التونسية أفشلت هذا الهجوم الذي تواصل على مدى يومين، وحولته إلى هزيمة لتنظيم "داعش"، حيث بلغ عدد القتلى في هذا الهجوم 55 شخصا، منهم 36 مسلحا، و12 من أفراد الجيش والقوات الأمنية، و7 مدنيين، بينما بلغ عدد الجرحى 27 شخصا، إلى جانب اعتقال 7 مسلحين. وتزامن إحياء تونس لهذه الذكرى، مع إصدار الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الإرهاب بالمحكمة الإبتدائية بتونس العاصمة يوم (السبت) الماضي، أحكاما ضد 96 شخصا لهم صلة بهذا الهجوم الإرهابي. وتراوحت الأحكام بين الإعدام شنقا حتى الموت ضد 16 متهما، والسجن المؤبد لـ 15 متهما آخر، فيما تراوحت بقية الأحكام بين السجن لمدة 4 سنوات و30 سنة في حق بقية المتهمين، إلى جانب الحكم بالبراءة لصالح ثلاثة متهمين آخرين.
مشاركة :