قال خبير النفط الدكتور فهد بن جمعة، إن " أسعار النفط لا تخضع للمزاج" لكنها تخضع لأساسيات السوق والعوامل الخارجية المؤثرة لا سيما الجيوسياسية. وأضاف الدكتور فهد بن جمعة، في مقابلة مع "العربية"، أن الولايات المتحدة تستورد ما يتراوح بين 600 إلى 700 ألف برميل يومياً من النفط والمنتجات النفطية الروسية، وعندما تحاول حظره فإن ذلك سوف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أكثر مما هي عليه الآن. وأوضح خبير النفط أن الولايات المتحدة غير قادرة على زيادة إنتاجها النفطي في المدى القصير مع وجود مؤثرات أخرى في الأسواق العالمية، وإذا اقتصر الحظر على الولايات المتحدة فقط بدلا من انضمام أوروبا لها، سوف يكون أقل حدة في تأثيره على الأسعار. وقال فهد بن جمعة، إنه إذا أوقفت روسيا الغاز المُصدر إلى أوروبا، فإن البديل حينئذ هو الفحم والنفط، وبالتالي ستحدث زيادة حادة ومزعجة في أسعار النفط ستكون مرهقة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. وأضاف بن جمعة، أن المستشار الألماني لديه ليونة تجاه عدم حظر الغاز والنفط الروسي، لأن روسيا ليست إيران، وهي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، وتصدر نحو 4.6 مليون برميل نفط يومياً، وبإضافة باقي المنتجات المُصدرة تصل صادراتها إلى 7 ملايين برميل يوميا. وأشار خبير النفط إلى وجود صراع بين الدول العظمى حالياً على أهم سلعة يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، وإذا تم حظر إنتاج روسيا لن تستطيع فنزويلا أو غيرها من الدول سد العجز، وسوف يكون على المدى القصير والأشهر القادمة ارتفاعات حادة في أسعار النفط، وإذا استمرت الأزمة سنرى قلقا كبيرا في أسواق النفط. وأوضح أن تأثير العامل النفسي على سوق النفط مداه قصير لكن العوامل الجيوسياسية مزعجة وتتسم أسعار النفط بأنها حساسة بالعوامل السياسية، لا سيما أن ذلك يرتبط بدولة أساسية ومنتجة في أوبك+ لأن هناك خطرا على المعروض لدى ثاني أكبر منتج في السوق، وهو أمر مُقلق وخطير، وسوف يرفع أسعار النفط أكثر مما نراه اليوم. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو، اليوم الثلاثاء، بنسبة 3.68% لتصل إلى 127.75 دولار للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أبريل بنسبة 2.93% لتصل إلى 122.9 دولار.
مشاركة :