ما الذي سيخرج من العقل الصغير؟

  • 3/9/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ثق بأنه قبل كل اكتشاف أو أي اختراع، هناك قصة مريرة لشخص كافح وسعى وراء هذا الكشف والاختراع من دون كلل، وظل يحاول أن يثبت للناس ذلك الشيء الذي يعدّه المجتمع والناس المحيطون به شيئاً مستحيلاً أو مخالفاً للمنطق وفي بعض الأوقات يتم اتهامه ومحاربته. هذه قصة تتكرر كل فترة من الزمن حينما نطالع قصص العلماء والمكتشفين. أنا شخصياً مرت بي مواقف كثيرة رأيت فيها أطفالاً يفكرون بعفوية بأمور غريبة، ويصنعون بألعابهم أشياء متميزة، ولكننا نعدّها نحن الكبار «غريبة» فما إن يقوم هذا الصغير، بفعل شيء غريب حتى يجد من حوله يضحكون ويسخرون منه، فيقوم بالتخلص من عادته الفطرية التي في داخله، نحن قمعنا شيئاً صغيراً جداً، وهو العمل الذي قام به ذلك الطفل، إلا أن هذا الشيء قد يكون من أعظم الاكتشافات في المستقبل. نقرأ اليوم العديد من القصص لأشخاص بدأوا حياتهم بأفكار صغيرة وبسيطة واليوم باتت تلك الأفكار واقعاً ضخماً وعظيماً، سواء من الشركات أو المواقع على شبكة الإنترنت، أو حتى في المطاعم. إن الفكرة تكمن ببساطة في مراعاة أطفالنا وعدم كسر مجاديف التفكير الإبداعي التي تولد معهم في عقولهم، الأفعال والتصرفات وما يقوم الطفل بصنعه، والتي لا نعيرها اهتماماً، أو تضحكنا، هي نواة وبذرة تحتاج للرعاية والسقي والاهتمام. ليس جميع العظماء والأثرياء ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، إنما واجهوا الأمرّين في حياتهم وتعرضوا للعديد من المحبطين والمستهزئين، وهؤلاء هم الذين تمكنوا من تجاوز تلك العقبات، ولكن الكثير من الأطفال تم كسرهم وثنيهم عن تحقيق أحلامهم، وتعرضوا في بداية حياتهم للفشل. ولن أذهب بعيداً لأتحدث عن شخصية نعرفها جميعاً، وهو مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، حينما كان في الحادية عشرة من عمره، قام بإنشاء شبكة تواصل مصغرة لخدمة والده، الذي كان يعمل طبيب أسنان في الطابق العلوي، إذ إنه كان يعاني الصعود والنزول بكثرة وقد كانت تلك أول شبكة يصممها مارك، وفيما بعد أسس موقع «فيسبوك» الذي يستخدمه الملايين من الأشخاص اليوم. من الأمثلة أيضاً ديبي فيلبس التي كانت في العشرين من عمرها حينما بدأت بفتح محل صغير لبيع الكعك الذي كانت تعمل عليه باستمرار رغم أن العديد من الأشخاص أخبروها أن ذلك المشروع غير ناجح وأنها يجب أن تقوم بمشروع آخر غير «الكعك المحلى» إلا أن ديبي استمرت في مشروعها، اليوم أصبحت ديبي في الستين من عمرها، ولديها أكثر من 350 فرعاً للكعك المحلى، في الولايات المتحدة. العديد من الأشياء العظيمة التي نراها كان لها بداية بسيطة لم يتوقع أن تصل إلى ما وصلت إليه، ولذلك ينبغي لنا إعارتها اهتماماً أكبر وأن ننظر إلى الأفكار التي يقوم بها أبناؤنا وننمّيها ولا نحتقر أو نقلل من أي فكرة دارت في أذهانهم الصغيرة. فمن الذي يعلم ما قد يخرج من بين ثنايا هذا العقل الصغير؟ طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :