طهران - أعلن الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء مقتل اثنين من كبار ضباطه بقصف اسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق فجر الإثنين، وذلك بعد ان اعلنت وسائل الاعلام السورية الرسمية ان القتيلين "مدنيان". وينشط الحرس الثوري في سوريا منذ بداية الحرب قبل 11 سنة، ويقود فصائل موالية لايران دعما لنظام الرئيس بشار الأسد وبمساندة مباشرة من حزب الله اللبناني الذي اسسه الحرس اوائل الثمانينيات. وتقول اسرائيل ان هجماتها في سوريا تستهدف وقف التمدد الايراني في سوريا عبر حزب الله والفصائل الاخرى التي يقودها الحرس الثوري المسؤول عن تسليح ودعم الفصائل الموالية لايران في المنطقة. وأفاد الحرس في بيان على موقعه الالكتروني "سباه نيوز"، إنه "على إثر الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني صباح يوم الاثنين في عدوانه الصاروخي على ضاحية العاصمة السورية دمشق، استشهد اثنان من كوادر الحرس الثوري الأبطال، هما العقيد احسان كربلائي بور والعقيد مرتضى سعيد نجاد"، محذرا من أن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جريمته هذه". لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قالت ان القصف الاسرائيلي أودى بحياة مدنيين إثنين، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مقاتلين اثنين مواليين لإيران. ونقلت سانا عن مصدر عسكري قوله ان "العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً من اتجاه جنوب بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها". وأسفرت الضربات، وفق المصدر العسكري، عن "استشهاد مدنيَين اثنين ووقوع بعض الخسائر المادية"، بدون الكشف عن تفاصيل إضافية، وعما إذا كان المدنيان قتلا في الضربة الجوية مباشرة أو جراء شظايا طالت مكان تواجدهما. واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان "العدو الإسرائيلي بشن عدوان جديد، على مناطق سكنية بريف دمشق". وأفادت سانا أن القصف أدى إلى وقوع أضرار في "ممتلكات المواطنين المدنيين" في ضاحية حرستا في ريف دمشق، كما نقلت عن رئيس البلدية محمّد اسماعيل قوله إن القصف أسفر عن "تدمير معمل رخام بالكامل"، كما ألحق "دماراً كبيراً في أكثر من عشرة معامل رخام أخرى". وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وخلال شباط/فبراير وحده، سجلت أربع هجمات جوية إسرائيلية داخل سوريا، بينها ضربات أدت في 24 شباط/فبراير، وفق المرصد، إلى مقتل جنديين وأربعة مقاتلين موالين لإيران في محيط دمشق، فيما أفادت سانا عن مقتل ثلاثة جنود. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :