يمنيات سجينات الأيديولوجيا المتشددة للمتمردين الحوثيين

  • 3/9/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يفرض المتمردون الحوثيون في مناطق سيطرتهم قوانين اجتماعية صارمة غالبا ما تؤدّي إلى تقييد حرية المرأة في المجتمع اليمني المحافظ بطبعه. وتتعرض النساء اليمنيات إلى معاملة سيئة في الغالب من قبل عناصر التنظيم الموالي لإيران، حيث يتدخل هؤلاء حتى في طريقة ارتداء الثياب وألوانها. وتروي اليمنية بلقيس، بصوت مرتجف، مواجهة حصلت بين مجموعة من النساء كانت هي من ضمنها وهؤلاء، حيث كانت الشابة البالغة من العمر ستة وعشرين عاما متوجّهة مع صديقتين لها من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين إلى مدينة عدن الساحلية في جنوب البلاد التي تتخذ الحكومة اليمنية منها مقرا مؤقتا. توقفت الحافلة التي كانت تقلّهن وكان على متنها مسافرون رجال أيضا عند نقطة تفتيش تابعة للمتمردين، وصعد مسؤول أمني إليها. وتقول بلقيس -وهو اسم مستعار- “كان يتكلم بطريقة سيئة للغاية. وبدأ بتوجيه الأسئلة والتحقيق والصياح على الفتيات”. وتابعت “كانت لديه مشكلة مع طريقة لبسنا. وقال إن ملابسنا قصيرة وملونة، ومخالفة للآداب العامة، وكانت لديه مشكلة أننا مسافرات دون محرم”. منظمة "مواطنة" اليمنية غير الحكومية لحقوق الإنسان كشفت أنّ الانتهاكات ضد النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين زادت بدءا من عام 2021 وعلى الرغم من أن اليمن إجمالا بلد محافظ، لكن مرافقة محرم للنساء أثناء تنقلاتهن ليس إلزاميا قانونا. وتتابع بلقيس “كان أمرا طبيعيا أن تنتقل الفتيات” بمفردهن في السابق، مضيفة أنها شعرت أن المسؤول الأمني “يقوم بالتحقيق معي وكأنني مجرمة. عندما قلنا له إننا ذاهبات إلى عدن، أجابنا ‘لا، إن شاء الله ستذهبن إلى الجحيم"”. ويشهد اليمن منذ العام 2014 ربا بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي. وتصاعدت حدّة المعارك في مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عربي دعما للقوات الحكومية. وينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الذي يعتبر من متفرعات الشيعة، لكنه قريب فقهيا من السنة. وقالت مديرة “مركز المرأة والتدريب” في جامعة عدن هدى علي علوي الأسبوع الماضي إن الحرب الدائرة في اليمن أدّت إلى تراجع في حقوق النساء في كل المناطق اليمنية سواء تلك الخاضعة للقوات الحكومية أو للمتمردين “من الناحية المعيشية وتراجع مستوى التعليم”، و”العنف القائم على النوع الاجتماعي”. وكشفت منظمة “مواطنة” اليمنية غير الحكومية لحقوق الإنسان أنّ الانتهاكات ضد النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين زادت بدءا من عام 2021. وتقول بلقيس إن رجل الأمن “اعتبرنا جميعا قاصرات مع أن أعمارنا جميعا فوق العشرين”. وصادر المسؤول الأمني جوازات سفر الفتيات، واضطررن للتوجه بعدها إلى مركز صنعاء لاستعادتها من مركز أمن تابع للمتمردين. اقرأ أيضا: الحكومة اليمنية تستجيب لحملة "جوازي بلا وصاية" وتتابع بلقيس أنها شعرت بـ”الظلم”، موضحة “لا حدود للعيب لديهم”. وتضيف أنه “لا توجد جهة نتوجه بالشكوى إليها. بعد هذا الموقف، كلما أخرج أشعر بأن شكلي خاطئ. لم تكن هذه الأفكار تتبادر إلى ذهني من قبل”. وترى نورية سلطان، من منظمة “مواطنة”، أن سلطات المتمردين “تتبنى أيديولوجيا متشددة تجاه المرأة تحديدا. يمكن القول إن وضع النساء في مناطق سيطرة الحوثيين أسوأ بكثير من أي مناطق أخرى”. ورغم أنّ المجتمع اليمني محافظ جدا، إلا أنّه معروف بحبه للفنون والموسيقى، وكانت توجد فيه قبل الحرب مساحة معينة من الحريات الشخصية. وتشير سيدات كثيرات في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المتمردين إلى تراجع واضح في حقوقهن. وأصدرت محكمة في العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين في يوليو الماضي حكما بسجن عارضة أزياء يمنية لمدة خمس سنوات بعد إدانتها بتعاطي المخدرات وممارسة الدعارة، في قضية شابتها انتهاكات، بحسب منظمات حقوقية. وفي العام 2020 أغلق عناصر مسلّحون من دون سابق إنذار مقهى للنساء في العاصمة. وقام مسلحون آخرون خلال الفترة ذاتها بإغلاق مطاعم يختلط فيها الرجال والنساء، وسار عناصر في مجمّعات مدرسيّة وجامعيّة ليتأكدوا من التزام الطلاب بملابس معيّنة. وتقول امرأة مقيمة في صنعاء “كانت لدى المرأة اليمنية مكانتها في المجتمع والقبيلة. ولا يستطيع أي شخص أن يمسّها، أما في زمن الحوثيين، فأصبحت المرأة تتعرّض للضرب والسجن والإهانة”، متابعة “لا تستطيع القبيلة ولا المجتمع الدفاع عنها”. وترى سيدة أخرى مقيمة في صنعاء رفضت أيضا الكشف عن اسمها أن المتمردين “يريدون العودة بالنساء اليمنيات إلى عهد الجاهلية”. وتتابع “لا يوجد فرق بينهم وبين تنظيم داعش من حيث التعامل مع المرأة”.

مشاركة :