بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تُسلط اللجنة الدولية للصليب الأحمر الضوء على نساء فلسطينيات من غزة لجأن إلى إعادة تدوير الثياب المطرزة القديمة، وأوراق الأشجار الجافة والورق لإنتاج تحف فنية ومشغولات مطرزة جديدة وألواح رسم. وتعمل سلوى عثمان الخالدي (57 عاماً) من مدينة غزة وهي أم لخمسة أبناء، على إعادة تدوير الثياب المطرزة القديمة لإنتاج قطع من التطريز كالثياب الحديثة والفساتين ومفارش الطاولات وأغطية وسائد وحليّ. وتقول “لقد عشت بين الثياب المطرزة أكثر من ثلاثين عاماً. في نظري، كل قطعة تطريز يُمكن إعادة استخدامها وتقديمها بطريقة جديدة”. وتضيف “حين أنظر إلى تفاصيل الثوب وتنسيق الألوان، أقدّر المجهود والوقت اللذين وضعتهما فيه من قامت بتطريزه. أشعر أن هذه الثياب قطعة من قلبي ولا يمكنني تخيل أن تُلقى في القمامة”. وتوضح أنها تُنظّم “دورات تدريبية مجانية للنساء في مجال التطريز وإعادة التدوير. وبعد الانتهاء من الدورة، تتمكن السيدات من بدء مشاريعهن الخاصة”. وتقول “أدعم أولئك اللواتي يفضلن العمل معي. تعمل معي الآن 40 امرأة كلهن مسؤولات عن عائلاتهن”. وتشير أيضا إلى أنها تبيع أدوات المطبخ من أكواب وأطباق، حيث تقوم بالرسم عليها وتحويلها إلى قطع فنية جميلة. ولم تستسلم صابرين السيلاوي (41 عاماً)، أم لولدين وثلاث بنات، للظروف الصعبة، حيث تقول إنها “بدأت من الصفر، لم أمتلك رأس مال، استثمرت موهبتي في الرسم والفنون”. وتضيف “بدأت بإعادة استخدام كل شيء حولي مثل الحقائب المصنوعة من القش والأواني الفخارية وقشور الفستق الحلبي وأقمشة الفساتين القديمة لصناعة المزهريات والقطع الفنية المنزلية”. وتُشير إلى أنها كانت تصطحب أطفالها إلى الحدائق العامة، وتجمع أوراق الشجر الجافة، وتعود بها إلى المنزل وتبدأ في تشكيلها وصناعة الزهور منها وبيعها بعد رشها بألوان مختلفة. وتضيف “لقد بعت منتجاتي في الدكاكين القريبة والمعارض التي تقيمها منظمات محلية لدعم النساء إلى أن أصبح لدي ما يكفي من المال للإنفاق على أولادي. واستطعت أيضاً تحقيق حلمي في التعليم، فحصلت على دبلوم في الفنون الجميلة”. PreviousNext لكنّ السيلاوي تقول إن قدرة الناس على الشراء قد ضَعُفت في السنوات الأخيرة، وأصبحت العائلات تفضل الإنفاق على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء. أما هدى ثابت (48 عاماً) التي ولدت في سوريا وعاشت في العراق ودرست الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية، فقد عادت إلى غزة قبل عشرين عاماً. وأطلقت ثابت سلسلتها الأدبية التعليمية لليافعين التي تُدعى “عسل” للتوعية حول المفاهيم الاقتصادية والتعاملات المالية والوقاية من الأوبئة والدمج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة والانضباط البيئي. وتقول “اعتُمدت سلسلتي الأدبية التعليمية في مدارس قطاع غزة وأصبحت ضمن الأنشطة المكتبية في المدارس”. وتضيف “أُدرّب الطلبة اليافعين على الكتابة الإبداعية، وبعد تنقيح نصوصهم تُنشر في كتيبات مرفقة برسومات طلبة موهوبين في الرسم”. وتشير أيضا إلى أنها اتجهت إلى إعادة تدوير الورق، وتقول “بحكم اطّلاعي، كنت ألتقي بطلبة الفنون الجميلة الذين يستخدمون القماش في التدرب على الرسم. تكلفهم كل قطعة قماش للرسم 20 شيكل (حولي 6 دولارات)، وهذا عبء مالي لا يستطيع الطالب تحمّله”. ومن هنا جاءت الفكرة لثابت لعمل ألواح صلبة من الورق للطلاب والفنانين، إذ يمكنهم استخدامها أكثر من مرة. وتشير إلى أن طلبة الفنون الجميلة يقومون بتجارب الرسم على الألواح الورقية التي أعادت تدويرها، مستخدمين أنواعاً مختلفة من الألوان الخشبية والفحم والألوان الزيتية والأكريليك والألوان المائية. وتضيف “كانت النتائج مرضية للغاية. مشروعنا هو الوحيد من نوعه في غزة، نحافظ فيه على البيئة ونقلل التكاليف على الطلبة والفنانين”. ويشغّل المشروع ثلاثة عمال بالإضافة إلى ثابت وأختها.
مشاركة :