واشنطن - أبدت الولايات المتحدة حرصا شديدا على منع حدوث اي احتكاك عسكري مع روسيا التي اجتاحت اوكرانيا قبل اسبوعين والتركيز على حزم العقوبات التي تفرضها وحلفاؤها على موسكو. ومنذ بداية الحرب، أكدت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على رفض التدخل العسكري الغربي بأي شكل ومنه فرض منطقة حظر جوي فوق اوكرانيا طالبت به كييف. وسارعت دول الحلف بقيادة واشنطن لنشر آلاف الجنود في الدول الأقرب إلى روسيا في ظل القتال في أوكرانيا غير المنضوية في الناتو. واعلنت وزارة الخارجية البولندية الثلاثاء أنّ "سلطات جمهورية بولندا وبعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدّة لإرسال كلّ طائراتها من طراز ميغ-29 من دون تأخير ومجّاناً إلى قاعدة رامشتاين" في ألمانيا و"وضعها بتصرّف حكومة الولايات المتحدة". ورد البنتاغون بأن الولايات المتحدة تعتبر عرض بولندا تسليم القاعدة الجوية الأميركية في ألمانيا المقاتلات بغية إرسالها إلى أوكرانيا مقترحاً "غير قابل للتطبيق". وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف كيربي "سنواصل التشاور مع بولندا ومع حلفائنا الآخرين في حلف شمال الأطلسي حول هذه المسألة وحول ما تطرحه من تحديات وصعوبات لوجستية لكنّنا لا نعتقد أنّ مقترح بولندا قابل للتطبيق". واعتبر كيربي أنّ احتمال وضع مقاتلات بتصرّف الولايات المتحدة وانطلاقها من قاعدة أميركية لقوات حلف شمال الأطلسي وتحليقها في مجال جوي متنازع عليه مع روسيا "يثير قلقاً جدّياً لدى حلف شمال الأطلسي بأسره". وكانت واشنطن أعربت الثلاثاء عن "تفاجئها" بالمقترح البولندي.وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند "على حدّ علمي لم يتشاوروا معنا مسبقا" في إشارة إلى الجانب البولندي. وتابعت "أعتقد أنه إعلان مفاجئ من جانب البولنديين". لكن القيادة الأميركية في أوروبا اعلنت عن إرسال بطاريتي صواريخ "باتريوت" إلى بولندا لاغراض دفاعية بحتة. والاثنين، طلب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي الاثنين من القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا إبداء تصميمها على منع اندلاع "حرب بين قوى عظمى". واجرى ميلي جولة في أوروبا للتأكيد على "عزم" واشنطن الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة الهجوم الروسي. وقال ميلي "منذ العام 1914 منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى العام 1945 أي نهاية الحرب العالمية الثانية، قتل 150 مليون شخص. لا نريد بأن يتكرر ذلك إطلاقا". وتنشر الولايات المتحدة حاليا حوالى 67 ألف جندي بشكل دائم في أوروبا. وتم نشر حوالي 15 ألف جندي إضافي في الأسابيع الأخيرة في منطقة على طول 1200 كلم في الدول المجاورة لأوكرانيا وبيلاروس حليفة روسيا لثني موسكو عن التقدّم بشكل إضافي. لكن ذلك لم يكن كافيا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال الثلاثاء في مقطع فيديو نشر على تلغرام "نحن نسمع وعودا منذ 13 يوما. يقولون لنا منذ 13 يوما إنهم سيساعدوننا جويا وإنه ستكون هناك طائرات وإنهم سيسلمونها إلينا". وتابع "لكن مسؤولية (سقوط ضحايا) تقع أيضا على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوما، على الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس".