المخرج والمصور جان البلوشي: هدفي هذا العام هو صناعة فيلم بحريني سينمائي

  • 3/10/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جان البلوشي هو فنان بالفطرة وشاب طموح غيّر مسار حياته وشق طريقه على الرغم من الصعوبات التي واجهته إلا أنه لم يستسلم وكافح حتى يصل بشكل غير متوقع إلى ما وصل إليه الآن، وحقق إنجازات عديدة متتالية من خلال عدسته ورؤيته الإخراجية من استخدامه لأبسط الأدوات إلى أحدث المعدات. -كيف كانت بدايتك في مجال التصوير؟ بدايتي لم تكن في التصوير بل في الرسم. كنت أرسم وسائل للطلبة عندما كنت في المدرسة، ثم في المرحلة الإعدادية كنت أرسم الجداريات للمدارس ففي العطلة الصيفية كنت استيقظ الساعة السابعة أو الثامنة صباحًا وأذهب إلى المدرسة لكي أرسم لهم حتى الظهيرة ثم أخرج مع عائلتي مشيًا. كذلك كنت أرسم لوحات خشبية كبيرة وأحصل مردود مالي يتراوح بين عشرين وثلاثين دينارًا وبالنسبة إلى هذا المبلغ في ذلك الوقت اُعتبر غنيًا بين أصدقائي، ثم احببت التمثيل كثيرًا ولم امتلك كاميرا فأشتريت كاميرا قديمة كبيرة وأضعها على الطاولة وأمثل أمامها وأقوم بلقطات وبعدها تطورت واشتريت كاميرا هاندي كام وصنعت أفلام قصيرة وشاركت في بعض الفعاليات الشبابية ومثلت عندهم. في 2008م رأيت إعلان لوزارة شؤون الشباب والرياضة لتعليم المونتاج فذهبت وتعلمت وتطورت في تصوير الفيديو قليلاً. يومًا ما اقترح علي أحدهم أن أدخل ورشة التصوير الفوتوغرافي ورفضت الفكرة وقلت بأنه أمر تافه وسهل، ولكن دخلت هذه الورشة ووجدته صعب وهذا ما جعلني أتعمق في هذا المجال؛ لأن سهل والكل يستطيع فعله، ولكنه صعب فيوجد الشتر والأيزو وأمور عدة فأخذت كورس لمدة أسبوع والتحدي كان هو عدم امتلاكي الكاميرا وأرخص كاميرا في السوق 200 و300 دينار وفي هذه الفترة كنت أعمل في الشركة على الرغم أنني تخرجت من المرحلة الثانوية بامتياز إلا أن الظروف المادية كانت صعبة فلم استطع إكمال الدراسة ولأعيل عائلتي وكان راتبي لا يتعدى 100 دينار وربما أقل فكاميرا بـ150 دينار كانت حلم. على الرغم من الظروف الصعبة إلا إن الوالد لم يقصر معي منذ البدايات فدبر لي واشتراها، وتدربت على كاميرا قديمة مستعملة ولابد من وجود إضاءات فقمت بصناعتهم بنفسي والتقط صور لأصدقائي واتعلم من خلالهم وجعلت من غرفتي استيديوًا. كل يوم أصور الأصدقاء والعائلة وأجرب عليهم من إضاءات وغيرها وبنفس الفترة كنت أمارس في الورش التدريبية في وزارة شؤون الشباب والرياضة. في 2010م قال لي أحد من الوزارة لما لا تعمل كمصور في الشركة؟ استغربت فلم أكن أعلم بأن التصوير يمكن أن يكون وظيفة ظننته كهواية فقط فتوظفت في شركة خاصة كمصور من هنا حياتي تغيرت راتبي زاد بأكثر من ضعف وحصلت سيارة واقتنيت أحدث كاميرا فوتوغرافية وسفرات حول العالم وعملت عندهم لمدة سنتين وضغط العمل شديد ولكنني تعلمت. عندما قدمت للوظيفة في 2010م قبلها كنت أعمل في مكتب العقارات لست سنوات والوقت الجزئي كنت أدرس تقنية المعلومات في معهد البحرين للتدريب وكنت الأول على الدفعة ولم أتوفق في التخصص لأنني لم أحصل على الوظيفة المناسبة وتركت العقارات واتجهت للتصوير الفوتوغرافي ولم يكونوا بحاجة لأوراقي للوظيفة بل فقط رؤية عملي . بعد سنتين شعرت بأنني أريد عمل شيء أحبه ولا أن أعمل تحت يد أحد. في 2012م قررت افتتاح شركة خاصة باسم جان كليك ميديا والتحدي الوحيد كان هو لم يكن لدي ميزانية، فلجأت إلى والدي وقال لي هل فكرت بترك عملك ومتأكد من خطي هذه الخطوة؟ فقلت له نعم وإن الله سبحانه يعطي لمن يجتهد، فاقترض أبي القرض ودبر المبلغ. أخذت مكتب صغير عبارة عن غرفة وصالة في جدعلي مع كاميرا وعدسة واحدة وإضاءتين وحاسوب واحد فقط للاستيديو. تطورت واشتريت المعدات ودخلت كورسات وعملت بجد وبنفس الوقت أعمل فوتو وفيديو وأقوم بورش. في 2014م قمت بتحدي بافتتاح استيديو أكبر في توبلي بمساحة أكبر بقيت هناك أربع سنوات، وفي 2018م قلت لي نفسي بأنني أريد استيديو أكبر وفريق أكبر والحمدلله حصلت في الرفاع ولا كم كاميرا لدي وفريقي معي وكلنا نعمل ونحن أصدقاء ولحد الآن أشعر بأنني مبتدأ وأرغب بالتطور. - ما الصعوبات التي واجهتها في جائحة كورونا؟ وكيف تأقلمت مع الوضع؟ في بداية الجائحة كنت في لندن وأُلغي كورس سينما جرافيك الذي كان من المفترض أخذه وكل شيء توقف وأخذت سيارة لالتقاط لها صورًا فوتوغرافية، ولم أستطع العودة للديار وآنذاك كان الجميع يخاف من الفيروس فعندما عدت ألقوا أهلي سيارتي بجانب الاستيديو وقالوا لي أسكن في الاستيديو وجلبت أغراضي هناك وبقيت 14 يومًا لوحدي والشارع كان خالي ولحسن الحظ أعرف الجيران فكانوا يحضرون لي الغداء والعشاء من المنزل وجلبت لي التلفاز والسرير، ومن شدة الملل قمت بخياطة الكمامات وقمت بورش وكنت أرى أهلي من بعيد وألقي عليهم السلام ووالداي يبقون قليلاً ويذهبون، وكنت أدفع الإيجارات من عندي. في بداية 2021م أصبت بفيروس كورونا وبقيت في المنزل لمدة شهر كامل؛ لأن زوجتي مصابة وأطفالي معنا وشهر كامل في غرفة واحدة والجانب المشرق هو أنني قضيت وقتًا مع أطفالي، ولكن كعمل صفر وبعدها بفترة عندما عادت الحياة بشكل تدريجي كنا نصنع الأفلام ودورات تعليمية، والحمدلله استطعنا كسر حاجز الخوف وبدأنا العمل ورجع السوق أقوى، وتعلمنا الكثير من الجائحة وهو ليس بشرط أن نعتمد على ورش عمل مباشرة القائم على التعامل المباشر إنما اعتمدنا أيضًا على العمل عن بُعد وغيّرنا النظام حتى نواكب الوضع. -من ملهمك؟ في التصوير الفوتوغرافي ملهمي الأستاذ علي الرفاعي فهو من خلال أول محاضرة عامة رأيت صوره انبهرت ويجيب على كل اسئلتي ويعطيني كل ما عنده، وأصبحنا نعمل معًا، ومن ناحية الحياة هو الوالد حفظه الله. -هل هناك ورش قادمة أو خطط تسعى لتحقيقها؟ هدفي ليس القيام بورش هدفي هو صناعة فيلم سينمائي بحريني وكل ما أفكر بالفيلم يأتيني مشروع لابد من تنفيذه؛ ولأن الفيلم جيد كسمعة وليس كذلك كعمل بمعنى مصاريف دون فائدة وخسارة، ولأن مصروفي مبلغ كبير فيجب أن أعمل في أمور تجارية لكي أدفع الفواتير والرواتب، ولكي أحقق الهدف لابد أن أضحي الكثير وأكسب سمعة بأنني قمت بصناعة فيلم. بالنسبة للورش أخطط بين الحين والآخر أقوم بورش تدريبية للفوتو فيديو، ولكن بالفعل لدي ورش عبر الإنترنت مع معاهد مختلفة يمكنهم شرائهم ومجهزين، وعن الورش الخاصة عندما يزداد الوضع الحالي طمأنينة سأقوم بذلك بإذن الله. -متى تقول عن المصور بأنه يجب عليه الاستمرار ودعمه؟ أولاً بالطبع يجب أن تكون صوره جميلة وأن يعترف برغبته على التعلم ولا يقول بأنه أفضل شخص في العالم فاعتبره فاشل ولن يتعلم أكثر ؛لأنه يرى بأنه مكتفي ولن يتطور على عكس الشخص الذي يتعلم حتى لو إذا كان تصويره عادي ولكنه يجتهد ويومًا بعد يوم يتطور ويصبح تصويره أحلى، ولابد أن يفكر بأسلوب مختلف ولا يقلد الآخرين ويمكنه التعلم من خلال مصورين آخرين ويخلق لنفسه بصمة خاصة ويعمل بما يحب، ودائمًا أقول للمبتدئين جرب كل أنواع التصوير وبعدها شاهد نفسك في أي نوع تبدع فيه أكثر وتخرج بنتائج رائعة، وكعمل لابد من التعلم لأكثر من مجال ونوع لأن سوقنا بسيط، وإذا كان المصور هاوي يجب أن لا يعتمد على تعليقات الأنستغرام بل المقارنة بعمله السابق وبالمصورين الموجودين ويرى رد المحترفين عليه، وهناك من يدرس ويبحث ولا يمارس وهذا خطأ يجب أن يمارس حتى يتعلم. -ما هو متنفسك عندما تمر بضغط العمل؟ أقوم بمونتاج فيديو أو تعديل صورة، ولكي امتع نفسي أُعدل الصورة التي أحبها من دون القيام من مكاني فإذا كان لابد أن امنتج برنامج ممل وموعد تسليمه غدًا أفتح فوتوشوب وأعدل الصورة التي التقطتها قبل أيام وبعدها أعود للعمل فمتعتي هو الحاسوب نفسه، وإذا كان لدي برنامج أقوم به مدته أسبوع أُكلم عارض أزياء والتقط له صور لنفسي أو وكالات سيارات وأشخاص يمتلكون سيارات لأصور ؛لأن أحب هذا الشيء وأكسر الروتين بهذه الطريقة، وإذا كان لدي فترة مناسبة استغلها بالسفر ، وأحيانًا عندما أسافر مع الشباب لا أسافر للاستمتاع بل لابد من القيام بمشروع هناك مثل فيديو كليب أو فيلم قصير أو مدونات الفيديو أو التصوير الفوتوغرافي، ولا أسافر بدون الكاميرا. -تكلم عن برنامج (نجوم الكواليس) الذي قمت بإخراجه وإعداده قبل عدة أشهر؟ مثل ماقلت أحب أن أفعل شيئًا لنفسي ليس بشرط الحصول على الدعم المادي، وإنما أريد إفادة الآخرين بالمجال ففكرت بأن الكثيرين قابلوا المشاهير وأريد أمر مختلف بدون الضغط عليهم لأجل المشاهدات فكلمت أشخاص معروفين في البحرين خليل الرميثي ويوسف الكوهجي ويونس عطية وأسماء كبيرة عدة وترحبوا بالفكرة وهي أن أُخرج كواليس الممثل قبل أن يمثل ماهي إجراءات التي تحدث، والمخرج كيف يأخذ من السيناريو ويوصله للممثل، وكاتب السيناريو كيف يأخذ الأفكار ويكتبهم في السيناريو، والمونتير كيف يأخذ اللقطات ويقوم بمونتاجهم، والصوتيات ماهي الأمور الهامة التي يفعلها للصوت، والمصور كيف يأخذ التعاليم من المخرج ويصور، في كل حلقة عن شخص محترف متخصص في مجاله ويخبرنا عن أمور لم يقولها من قبل؛ لأن أغلب المقابلات تكون شخصية، وللأسف لم أحصل على المشاهدات التي أريدها ولكن ردود الأفعال كانت مبشرة من الناس المعروفة فرحوا جدًا وحتى قالوا بأنهم يريدون الجزء الثاني. -هل يمكننا الاستغناء عن الكاميرات ونلجأ إلى الهواتف المحمولة؛ بسبب وجود نفس المميزات؟ آخر إعلان وفيديو كليب للعيد الوطني قمت به كان عبر الهاتف المحمول، وهذا ليس معنى أن اشتري هاتف كاميرته رائعة وكذلك التصوير. هناك عوامل تساعد من ناحية الإضاءة والكوادر والتمثيل واستغلال الوقت المناسب للتصوير وحركة الكاميرا كلها تساعد، وفي النهاية الكاميرا مجرد وسيلة ويعتمد عليك أنت على كيفية استخدامها. بالطبع هناك بعض المشاريع الفخمة من المستحيل أن تلجأ إلى الهواتف لابد من وجود الكاميرات والعدسات، فعندما أريد أن أصور مشهد معين من المستحيل أن يقوم الهاتف بفعله وأحيانًا يتطلب بتصوير كاميرا ذو نوعية خاصة حتى وغير يعني ألوان باهتة وأعدل الألوان عليها “RAW”هذا الكاميرا فيها ميزة في المنشورة وتوجد هذه الميزة في الهاتف ولكن ليس بنفس الجودة، والخلفية المعزولة الموجودة في الهاتف هذا رقمي وغير أصلي وليست من العدسة ونرى ذلك من خلال الأطراف في الصورة على عكس الكاميرا، ويجب أن يكون السنسر كبيرًا وحجمه يساوي ربع الهاتف. -كيف أثر التصوير والإخراج في حياتك؟ أبعدني عن الأمور السلبية التي يفعلها المراهقين لأنني كنت أعمل وأمثل، ونظرتي دائمًا تكون كمخرج أو مصور في أي مكان وخصوصًا عند السفر، ومن ناحية الإخراج أفكر بحركات ولقطات مع الشباب وحتى عندما أشاهد فيلمًا أتعلم منهم، والتصوير دخل بعمق في حياتي فكل شيء أربطه بالتصوير، وأثر علي سلبًا قليلاً وهو لا يوجد وقت أكثر للأهل. من خلال التصوير حصلت على احترام لا يمكن أن احصله في أي شيء آخر وينادوني بأستاذ جان، ولم أكن أتخيل عندما كنت صغيرًا بأنني سأذهب إليها وألتقي بأشخاصًا من المستحيل الالتقاء بهم والآن أذهب إليهم ويسلمون علي من العمل الذي قمت به والتصوير وليس فقط في البحرين وإنما في دول الخليج أيضًا، وساعدني التصوير على تحقيق أحلامي الصغيرة المتفرقة كشرائي سيارة كشفي والسفر والدراسة في ولايات المتحدة الأمريكية. -كيف تطور من نفسك؟ في الماضي لم أكن اعترف بوضع الأهداف كنت اعتبره كلام فارغ ولماذا أضع أهداف لأشياء ربما لن أحصل عليها وإن علي العمل وأحصل ما سأحصله. توجد نقطتين، أولاً إذا وضعت هدف بأنك ستحصل على هاتف جديد مثلاً في نهاية السنة وقلت لنفسك بأنك بنسبة 99.9% ستحصل عليه، ولكن إذا فكرت بالطريقة السلبية بأنك لن ستحصل ماتريد ففي داخلك يصدق ذلك. بدأت في بداية 2016م أخبرتني أختي بأن أضع هدفًا وأجرب، وقلت لنفسي بأنني سأفر الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لدي المردود المالي وفي شهر نوفمبر في العام نفسه سافرت من خلال العمل ومحاولة تقديم الفيزا وقدمت في تمكين ودعموني. في 2017م قلت لنفسي بأنني سأصور فيلم طويل وفي شهر فبراير صورت فيلم بلوشي «زراب» وفي نهاية العام ذاته وبداية 2018م انتشر في السينما. في 2018م اخبرت لنفسي مرددًا بأنني سأخذ استيديو كبير حتى من دون القول لأحد في شهر مايو أو يونيو وقعت العقد وأخذت هذا الاستيديو. في 2019م كان هدفي الفوز بجوائز لأفلام قصيرة شيء من هذا القبيل، والسنتان الوحيدتان اللتان تأثرت منها سلبًا هما 2020 و2021م ومع ذلك سافرت إلى لندن في 2020م كان هذا هدفي،وفي 2021م كان الهدف هو الوصول لمبلغ مالي معين وحققته زاد أيضًا، وهذا العام هدفي هو صناعة فيلم سينمائي طويل والحصول على مبلغ أكبر من العام الماضي وسيارة جديدة، وهذه الأهداف المعنوية والمادية مهما كانت صغيرة فهذا يجعلك تواصل وتستمر وتضع لك أهدافًا تسعى لتحققيهم، ودائمًا أقول لأي محترف أن لا يغير شخصيته مهما وصلت وحققت الشخصية تبقى كما هي مع من حوله. وأضيف على كلامي ضع أهداف واقعية، وإذا أتاحت الفرصة أكتبهم. -ما الذي ترغب بتغييره في السينما والمسلسلات الخليجية وبالأخص البحرينية؟ الواقعية أكثر من ناحية الحقيقة التي نعيش فيها يعني أن لا نقلد أفلام هوليوود ولا نبالغ في الدراما ونأخذ القصص الواقعية من الحياة العادية ونحتاج الدعم من الجهات الرسمية وناس تتمتع بثقافة السينما وأصحاب رجال الأعمال لديهم ثقافة التصوير والسينما لكي ينتجون أفلام أكثر فيوجد الكثير من الموهوبين والمخرجين، ولكن نحتاج شركات إنتاج والدعم المادي وأفلام أكثر لننتج سينما بحرينية حاليًا ليس لدينا سينما بحرينية، وأفلام الخليجية جميلة ولكن عددها قليل، وأحيانًا نقلد الأجانب وهذا خطأ يجب أن نترك بصمة عربية خليجية بتوثيق الأشياء الموجودة. ولماذا في المسلسلات نركز في الأشياء السلبية ولا نركز على الإيجابية أكثر؟ ولا تكون في النهاية درس أتعلم منه. هذا التغيير الذي في بالي فإلى متى نجلب الكآبة؟ بل نجلب الكوميديا مثلاً أو حتى حقيقي فهناك إيجابيات ونحن نعيش في نعمة وهذا ما أريد إيصاله كمخرج. -ما هي المعايير التي لابد أخذها بعين الاعتبار لالتقاط الصورة أو الفيديو بشكل مميز؟ أهم شيء في تصوير الصورة والفيديو هو توزيع الإضاءة من خلال كيفية استغلال ضوء الشمس والنافذة القادمة والتوازن في الموضوع للشيء الذي سأصوره اضعه جانبًا وإذا كانت الخلفية بعدية فالتكوين أمر مهم، وبغض النظر عن نوع الكاميرات والعدسة التي استخدمها. -ما الإشاعات التي تريد أن تصححهم عن هذا المجال؟ كانت توجد إشاعة قديمة وهي أن التصوير حرام؛ لأن لم يكن هناك تصوير بالسابق، وأن التصوير سهل وكل من لديه كاميرا فهو مصور فالكاميرا مجرد أداة فيجب على المصور أن يكون ملم بالكاميرا، وهناك من يطلبون المصور بقولهم «هل يمكنك تصويري بالمجان؟» أو «اجعلني جميلاً» لذا اعطوا المصور حقه. -كيف تخطيت العقبات لكي تصل ما وصلت إليه الآن؟ بالإيجابية، فإذا لم أحصل الشيء الذي أريده أعرف أنه ليس وقته، وعدم اليأس فشاركت في مهرجانات ولم أفز فأقول لا بأس والتالي، والحمدلله حدثت مرة بأنني كنت من المحكمين في العديد من المسابقات، والممارسة، وإذا شعرت بأن الأمر الذي أقوم به لم يناسبني أتركه وأقوم بأمر آخر، ولم أجعل الظروف المادية تعيقني فعندما امتلكت كاميرا بدون الإضاءة كنت ابتكرها وأجلب الكشافات وصنعت معدات كثيرة من عندي، وكلما كان الهدف أصعب كان الاجتهاد أكبر. -ما هو أقرب فيلم قمت به لقلبك؟ فيلم زراب؛ لأن الفيلم طويل واجتهدت فيه وحصلت على ردود أفعال مدهشة، وفيلم جلباب هو فيلم قصير وآخر فيلم قمت به، واعتبر الأفلام الذين قمت بهم مثل ابنائي أحبهم كلهم. -كيف كانت نقلتك النوعية بعد تأسيسك استيديو جان كليك ميديا؟ بأنني حر أنا مديري وصاحب قراراتي، ولا أحتاج استشارة أحد على أصغر أمر كنت مُلك نفسي، وهذا أحلى شعور استيقظ وأنام بالوقت الذي أريده وأفعل ما أشاء. صحيح أن العمل يأخذ مني وقت كبير ونعطي وقت أكبر، ولكن في النهاية يعود القرار لي هذا شعور جميل جدًا من شخص كان موظف في شركة ويداوم في وقت معين إلى صاحب استيديو وهذه مسؤولية كبيرة فأنت تدير مكتب والاستيديو والموظفين وبنفس في الوقت ذاته تخصيص وقت للأهل وترضي العميل وهذا تحدي كبير ولكن ممتع. -ما التغييرات التي حدثت لك منذ دخولك في هذا العالم حتى الآن؟ الاحترام الذي كسبته من الناس، وفتح المجال للجيل الذي بعدي فبين الأهل والمعارف فأنا أول شخص الذي بدأ التصوير وافتتح شركة وبقية الناس هدفهم التخرج والحصول على الوظيفة كالمهندس والطبيب وغيره، وأنا كسرت القاعدة، فعندما رأى الذين بعدي بأن هناك شخص فعل ما فعله يوجد منهم نجحوا؛ لأنهم تعبوا على أنفسهم وهناك لا لأنهم رأوا أين وصلت ولم يروا كيف وصلت ولا يعلمون خلال 13 سنة كم تعبت، وأخبر أخواني الصغار والمعارف لديكم كل شيء جاهز في الاستيديو وأفضل كاميرا في السوق والإضاءات وأحلى مكان فقط أعمل عندما كنت في سنكم استخدم كاميرا قديمة وعدسة واحدة وكشافات مع ذلك أصور وأنجز أعمال من المفترض أن تستغلوا أكثر، ولكن أرى عندما يجتهد الفرد على عمل معين يقدر أكثر من الذي لديه كل شيء جاهز ويظن بأنه سهل، وشخصيتي تغيرت فكنت خجول وأخجل الخروج على خشبة المسرح والتحدث مع الناس، والآن أقدم محاضرة أمام الآف الأشخاص ومقابلات مصورة، ووصلت إلى شخصيات كبيرة بحياتي لم أتوقع بأني سأصل لها وأجلس واتحدث معهم ومع ممثلين كبار ومنهم الممثل علي الغرير رحمه الله وينادونني بأستاذ وأخجل من ذلك، وأجلس مع الأستاذ خليل الرميثي في المقابلة في نفس المكان وهذا كله من العمل، فالتصوير كوّن شخصيتي. -ما الأثر الذي تود تركه للناس؟ أهم شيء هو الأخلاق لو من تكون من خلال طريقة تعاملك مع الناس، وأخلاقك هو مرآتك فأنت لما تخاطب شخصًا باحترام سيبادلك بالمثل، وحتى اجتهادك مع العميل ربما يأتون ويرون عملك ويفضلونك على البقية وعلاقتكم تكون مبنية على الاحترام فهذا يجلب النجاح. لا تغير شخصيتك الأساسية وتواضع ولا تتكبر وإذا تتغير تكون للأفضل فأنا كنت منطوي على نفسي وأصبحت انسجم مع الناس أكثر. وغير هذا أنشر المعلومات وبهذا تخلق ثقافة التصوير وثقافة الإعلام إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، وليس معنى كما يقولوا الكثيرين بأنك تنشر أعمالك وكل ما تعرفه وتفسد السوق فهو مخطئ، انظروا إلى الأجانب في اليوتيوب ينشرون كل شيء ولم يفسد السوق. كلما زادت ثقافة التصوير وثقافة الإعلام السوق سيرتفع وثقافة السينما كذلك وهذا سيكون أفضل بدلاً من كتمان المعلومات على نفسي وغدًا أموت ولن يعرفهم أحد دعنا ننشر للأجيال القادمة. -موقف لن تنساه. كنت في سلطنة عمان لألقي محاضرة بعد أن وصلت إلى مواقف السيارة ألمقر المحاضرة نزلت من السيارة ووجدت ثلاثة أشخاص بانتظاري ليحملوا عني أغراضي، وبعد أن وصلنا قلت لهم سأذهب إلى المسرح لأجهز الوضع وقالوا لا أولاً سنُضِيّفك بالقهوة وعندما كنا في المجلس حضر رئيس الكلية وعميد الكلية والكثيرين، وحتى عندما قُمت بعد الانتهاء من شرب القهوة والأحاديث كلهم قاموا معي وعندما حانت المحاضرة يجب علي فتح الباب وأرى الجمهور، ففتحت الباب والصالة كبيرة فيها 450 شخص كلهم وقفوا لي هنا شعرت بشعور غريب استطعت إمساك نفسي لكي لا أبكي لهذه الدرجة، وبعد انتهائي من المحاضرة التقطوا معي صور سيلفي وجلست معهم وعشت حياة مختلفة هناك. -ماذا تقول للداعمين؟ اعتبرهم مثل أخواني، وأشكرهم على محبتهم وتقديرهم ودعواتهم وأنا أحبهم، وإن شاء الله نحمل ثقافة التصوير والسينما في البحرين والخليج معًا.

مشاركة :