بغداد - د. حميد عبدالله: دحض خبير آثار عراقي رواية وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد حول الأسباب الحقيقية لنهب المتحف العراقي وسرقة موجوداته. وقال الخبير سلام طه لـ«أخبار الخليج» إن مزاعم رامسفيلد بشأن تسلل 100 جندي عراقي إلى داخل المتحف، وتحويله إلى حصن لقتال القوات الأمريكية التي اجتاحت العاصمة العراقية بغداد ومنع تقدمها عارية من الصحة تماما. وقال طه إن أربعة مقاتلين يبحثون عن ملاذ آمن دخلوا إلى مبنى المتحف، واستخدمت القوات الأمريكية الأسلحة الثقيلة ضدهم ولم تستغرق العملية سوى بضع دقائق, مبينا أن أكثر من 13 ألف قطعة أثرية سرقت من المخازن التي تم نقل الآثار إليها. وبيّن أن قاعات المتحف الرئيسية كانت فارغة بعد أن تم إخلاء موجوداتها ونقلها إلى أماكن آمنة داخل المتحف ومخازن أخرى خارجه، وأن الشيء الذي بقي لغزا هو كيف حصل اللصوص على مفاتيح القاصات العملاقة التي أودعت فيها القطع الأثرية الثمينة, حيث تبين أن تلك القاصات فتحت ولم يتم تحطيم أبوابها وأن حزمة المفاتيح تركها اللصوص قرب المخازن المنهوبة. وأشار طه إلى أن لجنة شكلتها السلطات العراقية للتحقيق في كيفية حصول اللصوص على مفاتيح القاصات, إلا أن نتائج التحقيق لم تعلن عنها حتى الآن وظل الملف مغلقا. وكان وزير الدفاع الأمريكي إبان غزو العراق دونالد رامسفيلد قد شرح في الجزء الثاني من مذكراته التي أصدرها تحت عنوان (المعلن والخفي) أسباب النهب الذي تعرض له المتحف العراقي. وقال الوزير الأمريكي إن القوات الأمريكية اضطرت إلى أن تقاتل ما يقرب من 100 جندي، غالبيتهم يرتدون اللباس المدني، تسللوا إلى المتحف وجعلوا منه قلعة حصينة لمقاتلة القوات الأمريكية. وزعم رامسفيلد أن أحد جواسيس وكالة المخابرات الأمريكية في بغداد قدم لنا معلومات قبيل بدء الغزو تفيد بأن المتحف العراقي كان خاليا من الآثار من خلال زيارة تجسسية لمبنى المتحف إذ استطاع الجاسوس من خلال النوافذ أن يرصد قاعات فارغة لا توجد فيها آثار عراقية, مدعيا أن الآثار تم نقلها من قبل السلطات العراقية قبل احتلال بغداد إلى أماكن حصينة وآمنة.
مشاركة :