وعود الغرب الكاذبة أججت الصراع في أوكرانيا

  • 3/10/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬كريس‭ ‬هدجز‭ ‬{‭ ‬   كنت‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬وكنت‭ ‬أتولى‭ ‬تغطية‭ ‬تلك‭ ‬الثورات‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بالديكتاتوريات‭ ‬الشيوعية‭ ‬المتحجرة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الوقت‭ ‬آنذاك‭ ‬وقت‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬بالمستقبل‭.‬ أصبحت‭ ‬منظمة‭ ‬حلف‭ ‬الأطلنطي‭ (‬الناتو،،‭ ‬مع‭ ‬تفكك‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬السوفيتية،‭ ‬حلفا‭ ‬باليًا‭. ‬فقد‭ ‬تواصل‭ ‬الرئيس‭ ‬السوفييتي‭ ‬آنذاك‭ ‬ميخائيل‭ ‬جورباتشوف‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬وأوروبا‭ ‬لبناء‭ ‬اتفاقية‭ ‬أمنية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬روسيا‭.‬ أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬جيمس‭ ‬بيكر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جورج‭ ‬بوش،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬ألمانيا‭ ‬الغربية‭ ‬هانز‭ ‬ديتريش‭ ‬جينشر،‭ ‬للزعيم‭ ‬السوفيتي‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬توحيد‭ ‬ألمانيا‭ ‬فلن‭ ‬يمتد‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الحدود‭ ‬الجديدة‭.‬ لقد‭ ‬بدا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬الالتزام‭ ‬بعدم‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬أيضًا‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬وفرنسا‭ ‬للزعيم‭ ‬السوفييتي،‭ ‬يبشر‭ ‬بنظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭. ‬لقد‭ ‬رأينا‭ ‬ثمار‭ ‬السلام‭ ‬واضحة‭ ‬أمامنا،‭ ‬وراح‭ ‬الكثيرون‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬الوليد‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬بتحويل‭ ‬النفقات‭ ‬الهائلة‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬إلى‭ ‬نفقات‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إهمالها‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬لإشباع‭ ‬الشهية‭ ‬النهمة‭ ‬للجيش‭.‬ كان‭ ‬هناك‭ ‬فهم‭ ‬شبه‭ ‬عالمي‭ ‬بين‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬والقادة‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لتوسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ستكون‭ ‬حمقاء‭ ‬وتمثل‭ ‬بالتالي‭ ‬استفزازا‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬وغير‭ ‬مبرر‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬الروابط‭ ‬والعلاقات‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬نشوة‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭.‬ كم‭ ‬كنا‭ ‬ساذجين‭. ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬لوبيات‭ ‬صناعة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬تنوي‭ ‬تقليص‭ ‬قوتها‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أرباحها‭. ‬فقد‭ ‬شرعت‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬تجنيد‭ ‬دول‭ ‬الكتلة‭ ‬الشيوعية‭ ‬السابقة‭ ‬وضمها‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ (‬الناتو‭)‬،‭ ‬مستغلة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬بوريس‭ ‬يلتسن‭.‬ ضمت‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بولندا‭ ‬والمجر‭ ‬وجمهورية‭ ‬التشيك‭ ‬وبلغاريا‭ ‬وإستونيا‭ ‬ولاتفيا‭ ‬وليتوانيا‭ ‬ورومانيا‭ ‬وسلوفاكيا‭ ‬وسلوفينيا‭ ‬وألبانيا‭ ‬وكرواتيا‭ ‬والجبل‭ ‬الأسود‭ ‬ومقدونيا‭ ‬الشمالية‭ ‬وقد‭ ‬أجبرت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬جيوشها،‭ ‬غالبًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قروض‭ ‬ضخمة،‭ ‬لتصبح‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬مقاييس‭ ‬جيوش‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭.‬ لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬عوائد‭ ‬للسلام‭ ‬المزعوم‭. ‬إذ‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬توسع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بمثابة‭ ‬مكافأة‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬للشركات‭ ‬التي‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬فقد‭ ‬وافقت‭ ‬بولندا،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬للتو‭ ‬على‭ ‬إنفاق‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬دبابات‭ ‬أم‭ ‬1‭ ‬أبرامز‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭.‬ إذا‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬روسيا‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬العدو‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬فسيتم‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬لتصبح‭ ‬العدو‭. ‬ها‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬مائلة‭ ‬أمامنا‭. ‬فاليوم‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬أخرى‭ ‬حرب‭ ‬لن‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬صناعة‭ ‬الحرب‭ ‬بينما،‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬دبليو‭ ‬إتش‭ ‬أودن،‭ ‬يموت‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭.‬ كانت‭ ‬عواقب‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ - ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬الآن‭ ‬قاعدة‭ ‬صواريخ‭ ‬للناتو‭ ‬في‭ ‬بولندا‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬100‭ ‬ميل‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الروسية‭ - ‬معروفة‭ ‬جيدًا‭ ‬لصانعي‭ ‬السياسة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬مضوا‭ ‬قدما‭ ‬وفعلوها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لتلك‭ ‬الخطوة‭ ‬أي‭ ‬معنى‭ ‬جيوسياسي،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬منطقية‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التجارية‭. ‬فالحرب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عملا‭ ‬تجاريا‭ ‬مربحا‭ ‬للغاية‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬أمضينا‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬إجماع‭ ‬شبه‭ ‬عالمي‭ ‬بعد‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬القتال‭ ‬غير‭ ‬المثمر‭ ‬الذي‭ ‬خضنا‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬بأننا‭ ‬لن‭ ‬ننتصر‭ ‬أبدا‭. ‬ في‭ ‬برقية‭ ‬دبلوماسية‭ ‬سرية‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬ونشرتها‭ ‬ويكيليكس‭ ‬بتاريخ‭ ‬1‭ ‬فبراير‭ ‬2008‭. ‬مكتوبة‭ ‬من‭ ‬موسكو،‭ ‬وموجهة‭ ‬إلى‭ ‬رؤساء‭ ‬الأركان‭ ‬المشتركة،‭ ‬والأجهزة‭ ‬المتعاونة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬وروسيا‭ ‬موسكو‭ ‬التجمع‭ ‬السياسي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع،‭ ‬ووزير‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬الدفاع‭ - ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تفاهم‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ينذر‭ ‬بإشعال‭ ‬فتيل‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حول‭ ‬أوكرانيا‭.‬ وجاء‭ ‬في‭ ‬البرقية‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬روسيا‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬التطويق‭ (‬من‭ ‬قبل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭)‬،‭ ‬والجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتقويض‭ ‬نفوذ‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تخشى‭ ‬أيضًا‭ ‬عواقب‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬وغير‭ ‬خاضعة‭ ‬للسيطرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬التأثير‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬الروسية‮»‬‭.‬ ‮«‬يخبرنا‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬قلقة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الانقسامات‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬حول‭ ‬عضوية‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬العرقي‭ ‬الروسي‭ ‬ضد‭ ‬العضوية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انقسام‭ ‬كبير،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬الأحوال،‭ ‬بنشوب‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال،‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬أن‭ ‬تقرر‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستتدخل‭ ‬وهو‭ ‬لعمري‭ ‬قرار‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬روسيا‭ ‬أن‭ ‬تواجهه‭.... ‬أعرب‭ ‬ديمتري‭ ‬ترينين،‭ ‬نائب‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬كارنيجي‭ ‬في‭ ‬موسكو،‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬كانت،‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬العامل‭ ‬الأكثر‭ ‬زعزعة‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الروسية،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬سعيها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭... ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العضوية‭ ‬ظلت‭ ‬مثيرة‭ ‬للانقسام‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فقد‭ ‬خلقت‭ ‬فرصة‭ ‬للتدخل‭ ‬الروسي‭. ‬أعرب‭ ‬ترينين‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العناصر‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الروسية‭ ‬سيتم‭ ‬تشجيعها‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيضع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬تصادمي‭ ‬كلاسيكي‮»‬‭.‬ أما‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬زيادة‭ ‬تأجيج‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬فقد‭ ‬منعت‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬كييف‭. ‬لكن‭ ‬إدارتي‭ ‬ترامب‭ ‬وبايدن‭ ‬تخليتا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬الحكيم‭. ‬تتدفق‭ ‬أسلحة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الموعودة‭. ‬تشمل‭ ‬المعدات‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬Javelins‭ ‬المتطورة‭ ‬وأسلحة‭ ‬NLAW‭ ‬المضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬موسكو‭.‬ لا‭ ‬تنوي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا‭. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬سوف‭ ‬يغمرون‭ ‬البلاد‭ ‬بالأسلحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وجورجيا‭.‬ الصراع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬يردد‭ ‬أصداء‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬تاريخ‭ ‬موت‭ ‬متنبأ‭ ‬به‮»‬‭ ‬للكاتب‭ ‬غابرييل‭ ‬جارسيا‭ ‬ماركيز،‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للآداب‭. ‬ففي‭ ‬الرواية‭ ‬المذكورة‭ ‬يعترف‭ ‬الراوي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬موت‭ ‬أكثر‭ ‬توقعًا‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬قادرًا‭ ‬أو‭ ‬راغبًا‭ ‬في‭ ‬إيقافه‭.‬ لقد‭ ‬قدمنا‭ ‬جميعا‭ ‬تقارير‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬جميعا‭ ‬عواقب‭ ‬استفزاز‭ ‬روسيا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬قد‭ ‬تجرأوا‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬أصواتهم‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تؤول‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحمد‭ ‬عقباه‭. ‬فقد‭ ‬زرع‭ ‬الغرب‭ ‬بذور‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬جورجيا‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬سقط‭ ‬فيها‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وخرج‭ ‬الغرب‭ ‬منتشيا‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬ بمجرد‭ ‬توسع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬وعدت‭ ‬إدارة‭ ‬كلينتون‭ ‬موسكو‭ ‬بأن‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأطلنطية‭ ‬لن‭ ‬تتمركز‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬وهي‭ ‬القضية‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي‭ ‬للحلف‭ ‬الأطلنطي‭ ‬وروسيا‭ ‬بشأن‭ ‬العلاقات‭ ‬المتبادلة‭. ‬لقد‭ ‬تحول‭ ‬ذلك‭ ‬الوعد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬كذبة‭ ‬غربية‭ ‬كبيرة‭.‬ ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬دعمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬انقلابًا‭ ‬ضد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فيكتور‭ ‬يانوكوفيتش‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬تحالف‭ ‬اقتصادي‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬بمجرد‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬فإن‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬هي‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭.‬ لقد‭ ‬أبدت‭ ‬روسيا‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬ومن‭ ‬مبادرات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم،‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬الناطقون‭ ‬بالروسية‭. ‬هكذا‭ ‬أصبح‭ ‬يصعب‭ ‬اليوم‭ ‬وقف‭ ‬دوامة‭ ‬الموت‭ ‬التي‭ ‬قادتنا‭ ‬إلى‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬ إن‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تدمن‭ ‬الحرب‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أعداء‭ ‬لتحافظ‭ ‬على‭ ‬نفسها‭. ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬عدو‭ ‬يصنع‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭. ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬بوتين،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬السناتور‭ ‬أنجوس‭ ‬كينج،‭ ‬هتلر‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭.‬ إن‭ ‬الصيحات‭ ‬الحماسية‭ ‬للحرب،‭ ‬التي‭ ‬ترددها‭ ‬الصحافة‭ ‬بلا‭ ‬خجل،‭ ‬يتم‭ ‬تبريرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنزيل‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬التاريخي‭ ‬وتصوير‭ ‬أنفسنا‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬منقذون‭ ‬وأيا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬نعارضه،‭ ‬من‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬إلى‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين،‭ ‬كزعيم‭ ‬نازي‭ ‬جديد‭.‬ لا‭ ‬أعرف‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬سينتهي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر،‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬بوتين،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬قوة‭ ‬نووية‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أنه‭ ‬بمجرد‭ ‬فتح‭ ‬صندوق‭ ‬حرب‭ ‬الباندورا‭ ‬فإنه‭ ‬يطلق‭ ‬العنان‭ ‬لقوى‭ ‬مظلمة‭ ‬وقاتلة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭. ‬أنا‭ ‬أعرف‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬شخصية‭. ‬لقد‭ ‬اشتعل‭ ‬الحريق‭. ‬المأساة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬خلاف‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬اندلاع‭ ‬الحريق‭ ‬الهائل‭.‬   {‭ ‬الكاتب‭ ‬حائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬بوليتزر‭ ‬للصحافة‭ ‬وصاحب‭ ‬مؤلفات‭ ‬عدة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬الفاشيون‭ ‬الأمريكيون‮»‬،‭ ‬‮«‬موت‭ ‬الطبقة‭ ‬الليبرالية‮»‬‭ ‬‮«‬أيام‭ ‬الدمار‮»‬‭. ‬   كومونز

مشاركة :