قالت مصادر فلسطينية إن آليات إسرائيلية هدمت اليوم (الأربعاء) منزلين سكنيين فلسطينيين في الضفة الغربية وشرق القدس وسط تنديد فلسطيني بالإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية. وذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطانية في السلطة الفلسطينية في بيان إن جرافات إسرائيلية هدمت منزلا سكنيا يعود لعائلة جابر بمساحة 100 متر شرق مدينة الخليل بحجة البناء دون ترخيص. وأوضح البيان أن القوات الإسرائيلية اعتدت على أفراد العائلة المكونة من 10 أشخاص وأخرجتهم بالقوة من المنزل في ظل عدم إخطارهم مسبقا بعملية الهدم التي جرت بشكل مفاجئ. وأشار أن آليات إسرائيلية أخرى هدمت منزلا أخر قيد الإنشاء في مخيم "شعفاط" للاجئين الفلسطينيين شرق القدس بدعوى البناء دون الحصول على ترخيص من بلدية المدينة. ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي على عمليات الهدم، وعادة ما تبرر السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم أو المصادرة للمباني الفلسطينية بأنها تقام من دون الحصول على الترخيص اللازم، فيما يقول الفلسطينيون إن ذلك يتم لصالح لإحلال المستوطنين والتوسع الاستيطاني. ويشكو الفلسطينيون من صعوبة الحصول على تراخيص للبناء في مناطق (ج) من الضفة الغربية وشرق القدس، بسبب ما يصفوها بشروط "تعجيزية" تضعها إسرائيل لذلك. ووفق تقارير فلسطينية فإن السلطات الإسرائيلية هدمت 87 منشأة فلسطينية بينها منازل سكنية ومحال تجارية ومنشآت زراعية وبركسات من الصفيح ومصادرة 27 أخرى في الضفة الغربية والقدس خلال فبراير الماضي. وفي هذا الصدد، أدان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية وشرق القدس في محاولة للسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية لتوسيع المستوطنات القائمة أو بناء جديدة. وقال رأفت للصحفيين في رام الله إن القيادة الفلسطينية تتابع تصاعد الممارسات الإسرائيلية المتمثلة بعمليات القتل وسياسية هدم المنازل ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين مستغلة انشغال العالم بما يجري في أوكرانيا، على حد قوله. ودعا رأفت الأمم المتحدة لفرض عقوبات على إسرائيل وإلزامها بوقف كافة الإجراءات التي تتخذها ضد الفلسطينيين على الأرض والتي تخالف كل قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وطالب مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة السفير رياض منصور المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لوضع "حد للظلم الجسيم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني والمساهمة في تحقيق مستقبل سلمي وآمن". جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للشهر الجاري (الإمارات) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مواصلة إسرائيل "قمعها وهجماتها ضد الفلسطينيين العزل" بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). وقال منصور إن إسرائيل "ترسخ احتلالها الاستعماري ونظام الفصل العنصري في ظل ثقتها التامة بأنها لن تخضع للمساءلة من قبل المجتمع الدولي، مشيرا إلى قتل 17 فلسطينيا برصاص إسرائيلي بينهم أطفال منذ مطلع العام الجاري. ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.