باريس - رغم تغريد باريس سان جرمان في صدارة الدوري الفرنسي لكرة القدم بفارق 13 نقطة عن أقرب ملاحقيه، يبدو مصير مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في مهب الريح بعد الليلة السوداء التي عاشها الفريق الأربعاء وخروجه من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. بدا سان جرمان في طريقه لتخطي العملاق الإسباني ريال مدريد حين تقدم عليه في معقله 1-صفر الأربعاء بهدف كيليان مبابي الذي كان أيضاً صاحب هدف الفوز 1-صفر ذهاباً في باريس في الثواني القاتلة، لكن النادي الملكي قلب الطاولة في الشوط الثاني بثلاثية الفرنسي كريم بنزيمة (3-1)، مؤجلاً حلم ضيفه وإدارته القطرية بإحراز اللقب للمرة الأولى. وكالعادة، يتحمل المدرب دائماً مسؤولية الاخفاقات الكبرى ما يجعل مصير بوكيتينو في خطر رغم تلميح المدير الرياضي للنادي النجم البرازيلي السابق ليوناردو بأن ليس هناك أي تغيير في الإدارة الفنية للفريق، أقله حتى نهاية الموسم. وأقر ليوناردو أنه من الصعب جداً استيعاب لحظات من هذا النوع "لكن يجب أن نجد الحلول وأن نمضي قدماً لأننا نملك الكثير من الأشياء الجيدة ولا يمكننا أن ندفن كل شيء الآن". وتحسر البرازيلي "حتى نهاية الشوط الأول من هذه المباراة، كنا مقتنعين بأننا متفوقون. كنا في وضع جيد للتقدم في هذه المسابقة. ومع هذا الفريق، اعتقدنا أنه يمكننا الفوز بها. يجب أن نفكر دائماً وأن ننظر في سبب حدوث الأشياء بهذه الطريقة. لكننا نحتاج الى وقت لمراجعة الأمور والمضي قدماً". والمضي قدماً يبدأ الأحد حين يتواجه مبابي وزميلاه في الخط الهجومي الضارب، البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي، مع بوردو في المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري المحلي الذي يتصدره النادي الباريسي بفارق 13 نقطة عن نيس. وسيكون من الصعب جداً على بوكيتينو إخراج لاعبيه من إحباط الخروج من دوري الأبطال، المسابقة التي شغلت بالهم في الأسابيع القليلة الماضية ولعبت دوراً في خسارتهم إثنين من مبارياتهم الثلاث الماضية في الدوري ضد نانت (1-3) ونيس (صفر-1)، وفق ما أفاد الأرجنتيني عشية لقاء ريال مدريد. ومن المؤكد أن خسارة ثلاث من المباريات الأربع الأخيرة (من ضمنها لقاء الأربعاء)، أمر مقلق جداً بالنسبة للنادي الباريسي لكن بإمكانه التعامل مع الوضع محلياً في ظل الفارق الكبير الذي يفصله عن نيس الثاني الذي يخوض معركة ضارية مع مرسيليا ورين وحتى ستراسبورغ على المركزين الثاني والثالث المؤهلين الى دوري أبطال أوروبا. ويشكل بوردو الفرصة المثالية لسان جرمان من أجل محاولة العودة الى السكة الصحيحة، لأن الضيف يقبع في المركز العشرين الأخير بأربعة انتصارات فقط هذا الموسم، آخرها يعود الى 23 كانون الثاني/يناير ضد ستراسبورغ (4-3). فترة مفصلية لنيس ويدرك بوكيتينو أن أي تعثر في لقاء الأحد ضد فريق لم يفز على نادي العاصمة في باريس ضمن جميع المسابقات منذ 2010، سيكون بمثابة الضربة القاضية لمستقبله في "بارك دي برانس"، لاسيما أن الفريق تنازل أيضاً عن لقبه بطلاً لمسابقة الكأس المحلية بخروجه من ثمن النهائي على يد نيس بركلات الترجيح. وخلافاً لسان جرمان، يمر نيس بفترة رائعة ليس لأنه يحتل المركز الثاني في ترتيب الدوري وحسب، بل لأنه بلغ أيضاً نهائي مسابقة الكأس حيث يتواجه مع نانت في الثامن من أيار/مايو. ويحل فريق المدرب كريستوف غالتييه السبت ضيفاً على مونبلييه الحادي عشر، طامعاً في الاحتفاظ بالوصافة والبقاء متقدماً أقله بفارق نقطتين عن ملاحقه مرسيليا الذي يحل الأحد ضيفاً على بريست الثاني عشر، أمِلاً في استعادة توازنه بعد تلقيه هزيمتين في المراحل الثلاث الماضية في سلسلة من دون انتصارات (تعادل فيها مع تروا). وسيكون نيس أمام فترة مفصلية تماماً في مسعاه للتأهل المباشر الى دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 1959-1960 حين بلغ ربع النهائي قبل خروجه على يد ريال مدريد، كما حصل في مشاركته الوحيدة السابقة موسم 1956-1957، إذ يتواجه في المرحلة التاسعة والعشرين مع مرسيليا بالذات في ملعب الأخير، قبل أن يستضيف بعدها رين الذي يحتل حالياً المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط فقط عنه قبل مباراته الصعبة الأحد في ضيافة ليون التاسع. وبعدما بدا أنه في طريقه للصراع من أجل تجنب الهبوط في الموسم التالي لإحرازه اللقب للمرة الأولى منذ 2011، استعاد ليل شيئاً من مستواه وشق طريقه صعوداً لدرجة تمكنه حتى من المنافسة على إحدى بطاقتي المركزين الثاني والثالث المؤهلتين الى دوري الأبطال. وقبل افتتاحه المرحلة الجمعة على أرضه ضد سانت إتيان السابع عشر بفارق نقطة فقط عن منطقة الهبوط، يحتل ليل المركز السابع بفارق الأهداف خلف نانت السادس الذي يلعب الجمعة أيضاً ضد تروا السادس عشر، وخمس نقاط عن مرسيليا الثالث بعدما جمع فريق المدرب جوسلان غورفينيك 10 نقاط من مبارياته الأربع الأخيرة. ويفصل ستراسبورغ بين ليل ومرسيليا الثالث باحتلاله المركز الخامس بفارق نقطتين عنه قبل استضافته الأحد لموناكو الثامن، باحثاً عن الخروج من دوامة التعادلات التي سقط فيها خلال المراحل الثلاث الماضية.
مشاركة :