يرتكز الكاتب والروائي الشاب أحمد شوقي علي، في مجموعته القصصية القطط أيضاً ترسم الصور، وروايته حكايات الحسن والحزن على الأسطورة باعتبارها نصاً يشكل العالم، ولا زالت تشكل الأدب بصور مختلفة، لكنه لا يُقدم الأسطوري بالاعتيادية المتعارف إليها، بل دائماً ما يحطمه، ليصنع منه نصاً يتفق مع مفهومه الخاص للجمال. حول روايته حكايات الحسن والحزن كان لالخليج هذا الحوار معه: * حكايات الحسن والحزن تتدفق من دون صخب، بين عالمين، أحدهما: غرائبي، والآخر واقعي، بدا الأول، عادياً في نسيج السرد.. هل قصدت تحطيم هالة الأسطوري؟ - يرتبط الأمر كلية بالراوي، وهو عفريت، نحن في الواقع نروي عن العفريت كأسطورة، ربما لأننا نحسده على حاله، وبالطبع إذا انعكست الحال وامتلك القابع في تلك الخرافة زمام الحكي بيده فعن أي شيء سيحكي. * تُبرز الرواية الحكايات الصغرى التي تتشكل في عالم الحياة اليومية، في مواجهة الحكايات الكبرى، كما حولت بعض الأحداث الاعتيادية إلى طقوس سحرية أسطورية، ما مفهومك للجمال؟ - كنت طفلاً أقدس المرأة حتى قابلت عبارة لا أعرف قائلها ولا أتذكرها جيداً الآن، وإنما تقول إن الحب هو أن يتقبل كلا الشريكين الآخر، هذه العبارة لما هضمتها تغير مفهومي عن الجمال وعن الحب أيضاً. * يقول يوسا في كتابه رسائل إلى روائي شاب إن الزمن السيكولوجي يفرضه قانون الفناء المحتم الذي يخضع له كل ما هو موجود ليترك القارئ عالقاً في متاهة زمنية، دون أي إمكانية للخروج منها.. إلى أي مدى تتفق مع هذه المقولة؟ - أتفق مع تلك المقولة تماماً، فالزمن سيكولوجياً كان أو طبيعياً بالنسبة إلي ليس دائرياً، وإنما يسير عبر خطوط متوازية لا تلتقي أبداً، تسير فيه كل العصور متجاورة، وبالتالي هو أقرب للمتاهة لاستحالة احتوائه على أي نقاط التقاء. * يُظهر البناء غير التقليدي للرواية، وكذلك الشخصيات محاولة للغوص في اللاوعي وإظهارها كحالات سيكولوجية. - نصي الخاص هو مسألة تشغلني بالأساس، وليست حكاية أود إلقاءها على القارئ، من الممكن أن يكون نصي سؤالاً وجودياً أو سردياً، ومن الممكن أن يكون ذلك السؤال نمطياً لكن إجابته العادية لم ترض شغفي، لذا فإن كنت أبحث عن إجابة جديدة فلا بد لي أن أسلك إليها طرقاً جديدة بالمثل. *ألا ترى أن رواية بهذا البناء الصعب لا تتفق مع الذوق العام للقارئ؟ - كلمة العام في صيغتها الحتمية لم تكن في أي من الأيام دقيقة، وليس هناك وجود لما يسمى بالذوق العام، فمجتمعنا في أغلبه مجتمع استهلاكي، يقوم على المحاكاة، والأدب مثل سائر الفنون يتأثر بذلك، لذا فقد نجد موضة ما يتقبلها ذلك المجتمع باعتبارها الموجة العامة، والتي تنقضي بظهور أخرى جديدة، لذا فالسوق الاستهلاكية إذا أقبلت على سلعة ما فإنها لا يمكن أن تعيش بها وحدها عما سواها، وإذا استطاع فرد ذلك لن يستطع غيره. والإمتاع رهان الفن عموماً. وما ذكرته سلفاً حول نصي هو سؤال يخصني وحدي، ولا أصدره للقارئ، وإنما أحاول أن أصدر له الإمتاع وفق مفهومي الخاص عن المتعة والجمال.
مشاركة :