قبل عدّة أيام، وصلتني رسالة تقطر أَلَمًَا من أحد الشباب خريجي (الكلية الصحية)، التي كانت تتبع وزارة الصحة في المدينة المنورة، ثم تحوّلت تبعيتها لجامعة طيبة! فذاك الشاب مازال يعاني من البطالة؛ رغم أنه تخرَّج في كلية حكومية معتمدة، ومع أن مجال تخصصه يتربَّع على عرشه مجموعة من الوافدين! هذا المواطن يعيش حالة نابضة وناطقة بمعاناة طائفة من (خريجي الدبلومات)؛ فأولئك المساكين الذين تخرّجوا من كليات ومعاهد معتمدة من الجهات الحكومية المعنية (كما سبق وذكرت هنا)، يمضي بهم قطار العمر وهم محلّك سِر، فتخصّصهم الدراسي يمنع التحاقهم بأعمالٍ أخرى؛ فلا ميدان لهم إلا القطاع الصحي، الذي أُغْلِقَت أبوابه في وجوه العديد منهم، بحجة إما عدم مطابقة مؤهلاتهم، أو عدم وجود شواغِر!! (الحال البائسة) لأولئك الشباب تُنَادي بقرار حَازِم يعمل على توظيفهم جميعًا في ظل الاحتياج لهم؛ فالمَشَافِي الحكومية والخاصة تَعُجّ بالوافدين المتعاقدين! فإنْ كان هناك ضعف في إمكاناتهم المهنية -مع أنّ الكثير منهم تجاوزوا اختبارات هيئة التخصصات الصحية السعودية- فيمكن إعادة تأهيلهم بدورات مكثّفة!! أيضًا يمكن زيادة خبراتهم وقدراتهم العلمية وهم على رأس العمل، بعد استقرار أوضاعهم المعيشية، بالتنسيق مع الجامعات؛ وذلك من خلال مسارات تمنحهم شهادات البكالوريوس بواسطة (نِظَام التّجْسِيْر)!! أخيرًا خريجو الدبلومات الصحية ما هم إلا نموذج من شبابنا الذين يعانون البطالة، ونخشى عليهم أن يكونوا صيدًا سهلًا لأعداء الوطن، الذين دائمًا ما يصطادون في الماء العكر، لذا أُنادي المؤسسات الخدمية ذات العلاقة بسرعة التفاعل مع حالتهم وإغلاق ملفهم، حتى تستقر أوضاعهم المعيشية، ويصبحوا شركاء في التنمية!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :