البنك الدولي يحذّر من تفاقم معضلة الأمن الغذائي في 2022

  • 3/11/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء أن الأزمة في أوكرانيا ستنعكس بوتيرة سريعة على تضخم أسعار الغذاء الذي يتجه نحو معضلة شاملة ستطال كافة المستهلكين حول العالم، وخاصة الفقراء، في ظل توقعات أن يتجاوز حتى ضربة الوباء ويدفع ملايين آخرين إلى الجوع. وقالت كارمن راينهارت كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي الخميس إن “ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا قد يفاقم مخاوف الأمن الغذائي القائمة في الشرق الأوسط وأفريقيا وقد يؤدي إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية”. وتأتي التحذيرات بينما تستعد ألمانيا لاستضافة اجتماع عبر الإنترنت لوزراء زراعة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى الجمعة لمناقشة تداعيات الحرب وسط مخاوف متزايدة تتعلق باستقرار أسواق الغذاء. وذكرت راينهارت في مقابلة مع رويترز “ستكون هناك تداعيات مهمة على الشرق الأوسط وأفريقيا وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على وجه التحديد” والتي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي. ومن الممكن أن تؤدي الزيادات المفاجئة في أسعار الغذاء إلى اضطرابات اجتماعية مثلما حدث في عامي 2007 و2008 ثم مجددا في 2011، عندما ارتبطت أحداث شغب في أكثر من 40 دولة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية. وحذر البنك الشهر الماضي من أن التداعيات قد تكون قاسية على وجه الخصوص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تستورد بلدان مثل مصر ما يصل إلى 80 في المئة من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا وروسيا. وذكر في تقرير بعد أيام من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا أن أسعار السلع الزراعية زادت بالفعل بواقع 35 في المئة على أساس سنوي. وأشار إلى أنه من المتوقع أن “تواصل الأسعار الارتفاع بسبب الحرب نظرا إلى أن البلدين من كبار مصدري القمح والذرة والشعير وزيت عباد الشمس”. وتمثل روسيا وأوكرانيا معا جزءا ضخما من الإمدادات الزراعية في العالم، حيث تصدران الكثير من السلع الأساسية التي تضيف ما يصل إلى أكثر من عُشر إجمالي السعرات الحرارية المتداولة عالميا، ولكن الشحنات جفت من كلا البلدين تقريبا. وتظهر المؤشرات أن أسواق السلع الأساسية آخذة في الارتفاع، فقد صعد سعر طن القمح بنسبة 50 في المئة خلال أسبوعين والذرة لتوها في أعلى مستوى لها في عقد من الزمن. ويمكن أن تُلقي التكاليف المرتفعة بثقلها على العملات في الأسواق الناشئة، حيث يمثل الغذاء حصة أكبر من سلال أسعار المستهلك. ويتوقع المحللون أن تستمر تدفقات الصادرات في التعطل لأشهر حتى لو انتهت الحرب غدًا. كما قد تمتد الأزمة إلى ما هو أبعد من مجرد تأثير صادرات الحبوب على الرغم من أهميتها، حيث تعتبر روسيا أيضا موردا رئيسيا للأسمدة. ويعتمد كل محصول رئيسي في العالم تقريبا على مدخلات مثل البوتاس والنيتروجين، ودون تدفق مستمر سيواجه المزارعون صعوبة أكبر في إنتاج كل شيء من البن إلى الأرز وفول الصويا. وثمة عدد قليل من الأماكن الأخرى حيث يمكن لنزاع مثل هذا أن يخلق مثل هذه الضربة المدمرة لضمان بقاء الإمدادات الغذائية وفيرة وبأسعار معقولة. وهذا هو السبب في أن روسيا وأوكرانيا تُعرفان باسم “سلة الخبز في العالم”. وقال عبدالرضا عباسيان كبير الاقتصاديين السابق بمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) إنها “صدمة غذائية مذهلة”. وأضاف “لا أعرف وضعا كهذا في الثلاثين عاما التي شاركت فيها في هذا القطاع”.

مشاركة :