نهلة حميدة، مهندسة ديكور داخلي ومصمّمة مفروشات مغربيّة شابّة، متأثّرة بالحرف اليدويّة، حيث تقوم بدمجها بأعمالها التي تتصف بالحداثة، وبالمظهر التقشّفي الذي يعبّر عن مفهوم "الأقلّ هو المزيد" خير تعبير. سواء تعلّق الأمر بمجموعات الأثاث التي تحمل توقيع المصمّمة، أو بالمساحات التي تشتغل على ديكوراتها، يبدو كأن الأشياء تخلق طريقة في التواصل مع الناظر إليها. في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المصمّمة نهلة لـ"سيدتي" عن أصولها، وعن تأثيرات هذه الأخيرة في ابتكاراتها، والمراحل التي تمرّ بها التصاميم قبل أن تصبح ملموسة... عرّفي قرّاء "سيدتي" عن نفسك... أمتهن هندسة الديكور الداخلي، كما تصميم الأثاث، وأقيم في مراكش، بالمغرب، حيث نشأت. ثمّ، درست وعملت بين فرنسا وإسبانيا، فقد بدأت دراسة هندسة العمارة في باريس، ورغبت لاحقاً في تعميق دراستي عبر متابعة صفوف التصميم الداخلي في إسبانيا. لطالما كنت مفتونةً بالفنّ والتصميم والموسيقى والفضاء منذ نعومة أظفاري ولمّا أزل، فيما الفضول يقود حياتي منذ الطفولة. الجمع بين الحرف التقليديّة في المغرب والطابع المعاصر يميّز بعض مشاريعك؛ كيف وصلتِ إلى هذه الفلسفة في التصميم؟ أتحدّر من أبوين يحملان جنسيتين مختلفتين (المغربيّة والمصريّة)؛ مع الاحتكاك المباشر بالثقافة الشرقية، كما بالحداثة، كوّنت فلسفتي، فقد ترعرعت في المغرب حيث الثقافة الغربيّة حاضرة بشكل بارز. لذا، أردت إعادة دمج عناصر تصميميّة من التراث المغربي خصوصاً والشرقي عموماً بدواخل المنازل العصريّة، بالاستعانة بخبرات الحرفيين المحليين (المغاربة)، إذ شعرت أن هذه الطريقة مفضّلة لغرض ابتداع مساحات "مينيمالست" تذكّر الناس بجذورها وتاريخها. ابتكار تصاميم تعكس ثقافتنا المتعدّدة من أهدافي في المغرب، لا تزال الحرف، منها: الأعمال الجبسية وبلاط الزليج، واضحة في العمارات والأبنية؛ هل فلسفتك في التصميم تحاول عدم الكسر مع الماضي، وإرسال التحيّة إلى الأجداد؟ بالضبط! أشعر أننّا نتجه بخطى متسارعة إلى عالم افتراضي تندر فيه القطع المصنوعة يدويّاً. في تصاميمي، أرغب حقّاً في مزج الماضي بالمستقبل حتّى أخلق مساحات فريدة ومتناغمة. ما هي العلاقة التي تربطك بالحرفيين المغاربة؟ التصميم والإنتاج محليّاً كانا بمثابة رحلة جميلة في مسيري المهني، فمن الممتع للغاية معاينة حماسة الحرفيين للتعلّم في كلّ يوم. أتعلّم من الحرفيين، بدوري، وأحبّ التعامل مع هؤلاء الناس المتواضعين والعاطفيين. هل من خامات محدّدة ترغبين في استخدامها في مشاريعك ومجموعات الأثاث التي تحمل توقيعك؟ أحاول على الدوام الاشتغال بالمواد الطبيعيّة، مع توظيفها بنسب كبيرة في مشاريعي. يتقدّم الخشب والحجر الطبيعي (الرخام، خصوصاً) الخامات المفضّلة لي. في المجموعة الجديدة قيد العمل، هناك مواد جديدة، مثل: الزجاج والسيراميك، ستدخل إلى التشطيبات. لناحية الأنسجة، أعتمد على المصنوع يدويّاً منها، لا سيّما من قبل النساء المغربيات. الأنسجة المصنوعة يدويّاً من النساء المغربيّات تجذبني للاشتغال بها في تصاميمي هل تجرّبين كثيرًا قبل تسليم المشروع أو تصميم قطعة المفروشات؟ بالطبع؛ الخطوة التالية لرسم المنتج، وتصميمه، هي خلق أنموذج أوّلي منه. هذه الخطوة تبدو ربما الأكثر صعوبةً وأهمّيةً في أجزاء العمليّة. أمّا لناحية تصميم الفراغ المعماري، فلا بدّ من إعداد صورة ثلاثيّة الأبعاد أو رسم واضح، فالبناء عليه. بالطبع، هناك على الدوام، تعديلات وتغييرات، اعتماداً على ما يرغب العميل به، وعلى الطابع المرغوب أن يسود في الفضاء. لذا، أحرص على البناء على التصاميم الأوّلية، كما التلاعب بها، حتّى تلبّي طلب العملاء، وذلك بالتعاون مع الحرفيين. في المحصّلة، أهدف إلى تصميم مساحة أو ابتكار منتج يعكس قدر الإمكان ثقافتنا المتعددة، ويلهم على الإبداع ويبدو متناغماً. هل تستلهمين من مصممين وفنانين من كل المجالات؟ أحبّ الفنّ والموسيقى والتصميم؛ يلهمني الفنّ الحديث، كما اللوحات الشرقيّة، وموسيقى "البوسا نوفا" البرازيليّة. السفر أيضاً هو من أفضل الطرق لي لأجد الإلهام.ما هي مشاريعك للعام المقبل؟ في الوقت الراهن، أركّز مع فريق العمل، على افتتاح "استوديو" خاصّ بمراكش، في الوقت الذي أنهمك فيه بمجموعة أثاث جديدة، مستخدمة مواد مستدامة في التنفيذ. في هذا الإطار، أركّز تركيزاً شديداً على إيجاد توازن بين موقعَي المصمّمة وصاحبة المشروع في المسير العملي، لذا فإن قراري هذا العام يتمثّل في القبول بسير الأمور خطوة خطوة، بعيداً من الاضطلاع بمشاريع كثيرة في الوقت عينه. نهلة حميدة، مهندسة ديكور داخلي ومصمّمة مفروشات مغربيّة شابّة، متأثّرة بالحرف اليدويّة، حيث تقوم بدمجها بأعمالها التي تتصف بالحداثة، وبالمظهر التقشّفي الذي يعبّر عن مفهوم "الأقلّ هو المزيد" خير تعبير. سواء تعلّق الأمر بمجموعات الأثاث التي تحمل توقيع المصمّمة، أو بالمساحات التي تشتغل على ديكوراتها، يبدو كأن الأشياء تخلق طريقة في التواصل مع الناظر إليها. في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المصمّمة نهلة لـ"سيدتي" عن أصولها، وعن تأثيرات هذه الأخيرة في ابتكاراتها، والمراحل التي تمرّ بها التصاميم قبل أن تصبح ملموسة... عرّفي قرّاء "سيدتي" عن نفسك... أمتهن هندسة الديكور الداخلي، كما تصميم الأثاث، وأقيم في مراكش، بالمغرب، حيث نشأت. ثمّ، درست وعملت بين فرنسا وإسبانيا، فقد بدأت دراسة هندسة العمارة في باريس، ورغبت لاحقاً في تعميق دراستي عبر متابعة صفوف التصميم الداخلي في إسبانيا. مصمّمة الديكور نهلة حميدة لطالما كنت مفتونةً بالفنّ والتصميم والموسيقى والفضاء منذ نعومة أظفاري ولمّا أزل، فيما الفضول يقود حياتي منذ الطفولة. خبرات الحرفيين المغاربة الجمع بين الحرف التقليديّة في المغرب والطابع المعاصر يميّز بعض مشاريعك؛ كيف وصلتِ إلى هذه الفلسفة في التصميم؟ أتحدّر من أبوين يحملان جنسيتين مختلفتين (المغربيّة والمصريّة)؛ مع الاحتكاك المباشر بالثقافة الشرقية، كما بالحداثة، كوّنت فلسفتي، فقد ترعرعت في المغرب حيث الثقافة الغربيّة حاضرة بشكل بارز. وحدة إضاءة جانبيّة مسمّاة "الحمراء" Alhambra لذا، أردت إعادة دمج عناصر تصميميّة من التراث المغربي خصوصاً والشرقي عموماً بدواخل المنازل العصريّة، بالاستعانة بخبرات الحرفيين المحليين (المغاربة)، إذ شعرت أن هذه الطريقة مفضّلة لغرض ابتداع مساحات "مينيمالست" تذكّر الناس بجذورها وتاريخها. ابتكار تصاميم تعكس ثقافتنا المتعدّدة من أهدافي في المغرب، لا تزال الحرف، منها: الأعمال الجبسية وبلاط الزليج، واضحة في العمارات والأبنية؛ هل فلسفتك في التصميم تحاول عدم الكسر مع الماضي، وإرسال التحيّة إلى الأجداد؟ بالضبط! أشعر أننّا نتجه بخطى متسارعة إلى عالم افتراضي تندر فيه القطع المصنوعة يدويّاً. في تصاميمي، أرغب حقّاً في مزج الماضي بالمستقبل حتّى أخلق مساحات فريدة ومتناغمة. زوجان من الطاولات الجانبيّة، يحملان اسم Dandy Brothers ما هي العلاقة التي تربطك بالحرفيين المغاربة؟ التصميم والإنتاج محليّاً كانا بمثابة رحلة جميلة في مسيري المهني، فمن الممتع للغاية معاينة حماسة الحرفيين للتعلّم في كلّ يوم. أتعلّم من الحرفيين، بدوري، وأحبّ التعامل مع هؤلاء الناس المتواضعين والعاطفيين. الاشتغال بمواد جديدة هل من خامات محدّدة ترغبين في استخدامها في مشاريعك ومجموعات الأثاث التي تحمل توقيعك؟ أحاول على الدوام الاشتغال بالمواد الطبيعيّة، مع توظيفها بنسب كبيرة في مشاريعي. يتقدّم الخشب والحجر الطبيعي (الرخام، خصوصاً) الخامات المفضّلة لي. طاولة باسم "وردة"، منفّذة بحجمين، وتشطيبات مختلفة في المجموعة الجديدة قيد العمل، هناك مواد جديدة، مثل: الزجاج والسيراميك، ستدخل إلى التشطيبات. لناحية الأنسجة، أعتمد على المصنوع يدويّاً منها، لا سيّما من قبل النساء المغربيات. الأنسجة المصنوعة يدويّاً من النساء المغربيّات تجذبني للاشتغال بها في تصاميمي هل تجرّبين كثيرًا قبل تسليم المشروع أو تصميم قطعة المفروشات؟ بالطبع؛ الخطوة التالية لرسم المنتج، وتصميمه، هي خلق أنموذج أوّلي منه. هذه الخطوة تبدو ربما الأكثر صعوبةً وأهمّيةً في أجزاء العمليّة. أمّا لناحية تصميم الفراغ المعماري، فلا بدّ من إعداد صورة ثلاثيّة الأبعاد أو رسم واضح، فالبناء عليه. بالطبع، هناك على الدوام، تعديلات وتغييرات، اعتماداً على ما يرغب العميل به، وعلى الطابع المرغوب أن يسود في الفضاء. لقطة في شقّة ببرشلونة من تصميم المهندسة نهلة حميدة لذا، أحرص على البناء على التصاميم الأوّلية، كما التلاعب بها، حتّى تلبّي طلب العملاء، وذلك بالتعاون مع الحرفيين. في المحصّلة، أهدف إلى تصميم مساحة أو ابتكار منتج يعكس قدر الإمكان ثقافتنا المتعددة، ويلهم على الإبداع ويبدو متناغماً. موسيقى "البوسا نوفا" البرازيليّة هل تستلهمين من مصممين وفنانين من كل المجالات؟ أحبّ الفنّ والموسيقى والتصميم؛ يلهمني الفنّ الحديث، كما اللوحات الشرقيّة، وموسيقى "البوسا نوفا" البرازيليّة. السفر أيضاً هو من أفضل الطرق لي لأجد الإلهام.ما هي مشاريعك للعام المقبل؟ في الوقت الراهن، أركّز مع فريق العمل، على افتتاح "استوديو" خاصّ بمراكش، في الوقت الذي أنهمك فيه بمجموعة أثاث جديدة، مستخدمة مواد مستدامة في التنفيذ. في هذا الإطار، أركّز تركيزاً شديداً على إيجاد توازن بين موقعَي المصمّمة وصاحبة المشروع في المسير العملي، لذا فإن قراري هذا العام يتمثّل في القبول بسير الأمور خطوة خطوة، بعيداً من الاضطلاع بمشاريع كثيرة في الوقت عينه.
مشاركة :