العدالة تنتصر لذوي الشهداء.. والقصاص يجفف نزيف الأحزان

  • 11/29/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انتصرت العدالة لذوي شهداء العمليات اللأرهابية التي شهدتها مناطق المملكة منذ عام 2033م واطمأنت القلوب بأن وراءها قضاء عادل يرد لها الحق - ولو طالت السنوات - وهدأت الأسر المكلومة التي جفف حكم القضاء االنزيه نزيف حُزنها الدامي بعد الإعلان عن تصديق المحكمة العليا لعدد من الأحكام الشرعية الصادرة بقتل 52 شخصا من مرتكبي الجرائم الإرهابية من عناصر الفئة الضالة ممن نفذوا بعض العمليات والتفجيرات في عدة مناطق. وطالب ذوو الشهيد الجندي فهد عبدالله سعيد وزنه - أحد ضحايا شقة الخالدية بمكة - بسرعة تنفيذ أحكام القصاص في حق هؤلاء المجرمين انتصارًا للعدل، الذي دعا إليه الرحمن وانتقاما من فئة عاثت في الأرض فسادا.. رمّلت زوجات وحكمت على أبناء صغار بالعيش بلا عائل أو سند. وثمن ذوو الشهداء في حديثهم لـ»المدينة» ما قدمته الدولة تجاه أسر هؤلاء الأبطال من دعم لا محدود خفف من مصابهم ووضعهم على حافة الاطمئنان بأن سيف العدل اقترب من رقاب الظالمين. قصة و13 عاما 13عامًا مضت على العمل الإرهابي، الذي شهده حي الخالدية بمكة، والذي راح ضحيته شهيدان من رجال الأمن اغتالهما يد الغدر ظلمًا وعدوانًا إلا أن آثار الجريمة النكراء لازالت تحرق القلوب حتى اليوم.. فالكل - كبارا وصغارا - ينتظرون اللحظة التي ينتصر فيها القضاء لهم من أعوان الشيطان.. لحظات عاشتها «المدينة» في منزل أسرة الشهيد الجندي فهد عبدالله سعيد وزنه أحد منسوبي إدارة مرور العاصمة المقدسة، الذي طاله رصاص الغدر، وهو يؤدي واجبه الوطني في حماية الدين والوطن. فاكهة نادرة استعدنا مع الأسرة التاريخ ووقفنا على مجريات الحادثة الإرهابية، التي شهدها حي الخالدية ومر عليها ثلاثة عشر عامًا وسألنا عن صفات الشهيد الذي لم يختلف عن خصاله اثنان، حيث اجمعت أسرة الشهيد فهد وزنة أن شخصيته كانت متميزة واصفينه بالفاكهة النادرة في الأسرة لايمل أحد مجالسته ولايزال مكانه شاغرًا حتى اليوم. الحزن العميق والدة الشهيد فهد عبدالله وزنة عبرت عن حزنها العميق وقالت: لم أقطر على ابني الدموع لأنه مات شهيدًا يدافع عن دينه ووطنه وأحسبه عند الله تعالي في منزلة عالية، وها أنا أرفع أكف الضراعة شاكرة الله على نعمه التي لا تعد، كما أقدم خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد، الأميرمحمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان وكل أفراد الأسرة المالكة، والشعب السعودي النبيل، الذين وقفوا معنا في محنتنا منذ وفاة ابني. شهيد الوطن سعيد عبدالله وزنة شقيق الشهيد قال - وهو يستذكر شقيقه شهيد الوطن، الذي اغتالته يد الغدر والخيانة -: نحمد الله علي قضائه وقدره ونحن اليوم نشعر وكأن الحادثة وقعت أمس رغم مرور 13 عامًا على وفاته لأن المشاهد تكاد تكون مكررة أمامنًا يوميًا من لحظة خروجه من البيت صباحًا وهو متجه إلى عمله كعادته يمر ليسلم علي الوالدة ويقبل يديها ويسلم على أشقائه، الذين يسكنون في عمارة واحدة، ومن ثم يتوجه لعمله ويعود بحفظ الله. وأكمل أن أخي كان يتميز بالعفوية والابتسامة ولا التقى أحدا من زملاء إلا ويذكرني بفهد وما يتميز به من حسن الخلق والنفس الكريمة والسماحة . الخبر الصدمة واستعاد سعيد الخبر «الصدمة» من جديد قائلا: إن أحد زملائه في المرورأول من أبلغني بخبر الحادثة، مؤكدا أن أخي تعرض لحادث إرهابي في حي الخالدية.. لا أنكر أنني تلقيت الخبر كالصاعقة ومع إيماننا بالقضاء والقدر إلا أن الموقف كان صعبًا.. لحظتها دارت عدة أسئلة في أذهاننا من قام بهذا العمل؟ هل يوجد مسلم يفكر في قتل رجال الأمن؟ كيف سمحت نفوسهم للقيام بهذه الفعلة البشعة، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه». ثلاثة أبناء كان لشقيقي فهد ثلاثة أطفال دون سن الرشد.. في كل يوم يسألوننا أين والدهم، فنحاول إجابتهم بإجابات قد لايفهمونها، لكن لابد من إفهامهم أن والدهم في منزلة الشهداء، وقد اختاره الله أن يكون بجوار الأنبياء، وهذا هو مصير كل الناس.. نعم الحادثة تتكرر أمامنا كل يوم وليس أمامنا إلا الدعاء لهم ولولاة أمورنا، الذين قدموا كل الرعاية والاهتمام لوالدة الشهيد فهد وزوجته وأبنائه الثلاثة. فخر واعتزاز وأضاف سعيد وزنة قائلًا: إن أسرة الشهيد فهد تشعر بالفخر والاعتزاز وهي تقدم أحد أبنائها فداءً للوطن نالوا الشهادة، وهذا مايجبر كسرنا ونسأل الله تعالى أن يوفق ولاة أمرنا لاتخاذ أقسى العقوبات في حق هؤلاء المجرمين.. فجميعنا ننتظر تطبيق شرع الله في حق هؤلاء الخونة والمجرمين ونثق في نزاهة القضاء وعدالته، وكم سعدنا حقا بخبر صدور الأحكام النهائية بحق عدد كبير من الإرهابيين. سعادة واطمئنان زهيرعبدالله وزنة شقيق الشهيد قال رغم ألم الفراق ووفاة شقيقنا إلا أننا نشعر بالسعادة والاطمئنان لأنه مات، وهو يدافع عن دينه ووطنه ومات وقد ترك ثلاثة أطفال فيصل وفراس وأسيل، وكلهم اليوم في مراحل دراسية مختلفة الثانوية والجامعة وترعاهم الدولة خير رعاية منذ استشهاده والسؤال لم ينقطع عن أسرته من ولاة الأمر جزاهم الله خيرا والإرهاب لايزيد أبناء الوطن إلا تماسكًا وتكاتفًا والوقوف صفًا واحدًا أمام كل من يحملون الفكر الضال. أبناء الشهيد فيصل ابن الشهيد فهد وزنة قال: وفاة الوالد حدث تاريخي رغم أن عمري لم يتجاوز العاشرة لكني أتذكر الأحداث والأحزان، التي مرت علينا، والحمد لله على كل حال ويضيف فيصل لقد مرت علينا أيام صعبة وفقدنا الأب الحنون بسبب الإرهاب، ولكن كنا على ثقة في ولاة أمرنا الذين يطبقون شرع الله ويقتصون من المجرمين، وأضاف فيصل: الحمد لله واصلنا تعليمنا والآن أدرس في المرحلة الجامعية وأتطلع لنيل درجة البكالوريوس والالتحاق بكلية الملك فهد الأمنية، وأن أكون رجل أمن أخدم ديني ومليكي ووطني، ونفتخر مثل والدنا أن نهب دماءنا من أجل هذا الوطن الغالي. وتحدث فراس فهد وزنة، الذي أكمل المرحلة الثانوية العام الماضي قائلا: ببراءة افتقدنا الوالد والخروج معه ومجالسته ونحن أطفال ومنذ وفاته نشعر بظلام في البيت لأن الوالد يرحمه الله كان شعلة من النشاط، ونشر الحب والمودة بين الأسرة خاصة وبين الناس عامة، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لمواصلة لمسيرة الوالد في خدمة الدين والمليك والوطن.

مشاركة :