أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على تويتر في وقت متأخر الأربعاء، أن بلاده ملتزمة باتفاقية أوبك بلاس وآليتها الشهرية الحالية لتعديل الإنتاج. وأضاف الوزير أن "الإمارات تؤمن بالقيمة التي تقدمها مجموعة أوبك+ لأسواق النفط". وكان سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قال في بيان نشرته السفارة على تويتر في وقت سابق الأربعاء، إن بلاده تفضل زيادة إنتاج الخام وستشجع أوبك على النظر في ذلك. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن الإمارات تدعم زيادة الإنتاج. وتعمل أوبك وحلفاؤها بمن فيهم روسيا، في مجموعة تعرف باسم أوبك بلاس، على إلغاء تخفيضات إنتاج حجمها 5.8 مليون برميل يوميا على مدى الأشهر القليلة الماضية، ومن المقرر أن تزيد الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في أبريل، في تراجع تدريجي عن الخفض الذي يعود لنقص الطلب إبان الجائحة في 2020. لكن المجموعة قاومت مطالبات من الولايات المتحدة وحلفاء لتسريع وتيرة زيادة الإنتاج، مع ارتفاع أسعار النفط إلى ما يتجاوز 120 دولارا للبرميل. وجاءت تصريحات السفير بعد يوم على فرض الرئيس الأميركي جو بايدن حظرا فوريا على النفط الروسي وغيره من واردات الطاقة الأخرى ردا على غزو روسيا لأوكرانيا، ما يعني توسع الأزمة على الأرجح. وسوف يرفع الحظر أسعار الطاقة الأميركية، لكن بايدن قال إن من الضروري معاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الغزو. وقفزت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل بعد قليل على بدء التعاملات، وجرى تداوله مرتفعا 1.53 دولار للبرميل أو 1.4 في المئة عند 110.23 دولار للبرميل الساعة 23:24 بتوقيت غرينتش. وكان العقد الأميركي قد خسر 12.5 في المئة في الجلسة السابقة، في أكبر انخفاض يومي له منذ نوفمبر. وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر جرانهولم الثلاثاء إن واشنطن تدعو كل المنتجين في أنحاء العالم إلى زيادة الإمدادات، لكنها لن تضغط على حلفائها كي يحذوا حذوها في حظر واردات النفط والطاقة من روسيا. وتشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعا كبيرا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير، ووجّه وزير الطاقة الألماني روبيرت هيك الثلاثاء "نداء عاجلا" إلى مجموعة أوبك، داعيا إياها إلى "زيادة الإنتاج" لكبح ارتفاع الأسعار. وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن احتمال قيام مسؤولين أميركيين بزيارة إلى السعودية، حليفة الغرب وأيضا حليفة موسكو، لإقناعها بضخ المزيد من النفط. وتعد السعودية والإمارات، وبدرجة أقل الكويت والعراق، الدول الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط. وتملك هذه الدول طاقة احتياطية تقدر بما بين 2.5 مليون و3 ملايين برميل يوميا. ومع ذلك، فإن ضخ هذه الكميات الإضافية لن يعوض انخفاض الصادرات الروسية. وتقول نائبة رئيس مكتب مؤسسة "إنرجي إنتليجنس" المتخصصة بالطاقة أمينة بكر "بحسب تقديراتنا، فإن الصادرات الروسية من النفط الخام والمنتجات المكررة انخفضت بنحو 3 ملايين برميل يوميا، ويمكن أن تتقلص بمقدار مليوني برميل إضافي خلال الأسابيع المقبلة". ويرى الرئيس التنفيذي لشركة "سي ماركتس" يوسف الشمري أن "الأسعار قد لا تنخفض كثيرا، وستكون الأسواق عرضة لأي صدمات تعطّل العرض، ولن يتمكن أي منتج من التعامل معها". ويرى الشمري أن الأسعار ستبقى في حدود الثلاثة أرقام، بسبب الأخطار الجيوسياسية. وتخشى بكر من "تأثير الذعر" على السوق في حال استخدام كافة السعات الاحتياطية، ما قد يؤثر عكسيا ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ومن مصلحة دول الخليج العمل بشكل موحد وبتنسيق تام، في إطار مجموعة أوبك وأيضا مع الحلفاء بقيادة روسيا في مجموعة أوبك بلاس، بهدف تجنب حرب الأسعار والاحتفاظ بالسيطرة على السوق. ويرى الرئيس التنفيذي لشركة "قمر" للطاقة في دبي روبين ميلز أن "من الصعب التوصل إلى اتفاق في إطار أوبك بلاس على زيادة معدلات الإنتاج، إذ تقوم غالبية الأعضاء بالإنتاج بالفعل بالمستويات القصوى، وروسيا نفسها عضو في المجموعة". ولم تتخذ السعودية والإمارات حتى الآن موقفا ناقدا لروسيا. ويرد ميلز ذلك إلى أن دول الخليج "تشعر على ما يبدو بخيبة أمل" من الموقف الأميركي في ما يتعلق بـ"قضايا سياسية وأمنية مختلفة". وتقود السعودية في اليمن تحالفا عسكريا دعما للحكومة في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران. والإمارات عضو في هذا التحالف. وقد تعرضت الدولتان لهجمات من المتمردين بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وتوقّعت الرياض وأبوظبي مواقف أكثر حزما من واشنطن ضد المتمردين، لكن الأميركيين لا يزالون يترددون في تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وقد سحبوا دعمهم العسكري المباشر للتحالف.
مشاركة :