اختتم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الورش الفنية التي صاحبت دورته الحادية عشرة، والتي أقيمت في الفترة من الرابع حتى العاشر من شهر مارس الجاري، بمشاركة سينمائيين من 35 دولة. وقالت المخرجة المصرية عزة الحسيني مديرة المهرجان إن الورش الفنية التي جرت ضمن فعاليات المهرجان هذا العام تنوعت موضوعاتها وغطت الكثير من الفنون ذات الصلة بصناعة السينما، بجانب الفنون التشكيلية. عزة الحسيني: الورش الفنية التي جرت هذا العام تنوعت موضوعاتها وغطت الكثير من الفنون ذات الصلة بالسينما والفنون التشكيلية وحول تفاصيل تلك الورش الفنية، أشارت الحسيني إلى أن أول تلك الورش هي ورشة “تحيا السينما” والتي قدمها المخرج والكاتب والمنتج السينمائي المصري أحمد رشوان، وكانت ورشة موجهة للشباب والشابات من محبي السينما، وإلى الطلبة من أبناء محافظة الأقصر، وتهدف إلى تعليم المتدربين المراحل المختلفة لتصنيع الفيلم بداية من اختيار الفكرة حتى إنجاز النسخة النهائية، مرورا بكتابة السيناريو وتحضير الفيلم والتصوير والمونتاج والمكساج وتصحيح الأولوان، حتى يخرج الفيلم في شكله النهائي. إلى جانب تدريب المشاركين على كيفية صنع فيلم قصير منخفض التكاليف باستخدام كاميرات صغيرة وبرنامج للمونتاج وبرنامج للصوت. كما تناولت الورشة كيفية تحليل الفيلم السينمائي، وعناصر التحليل المختلفة التي يستطيع من خلالها المتدرب تذوق وتحليل فيلم سينمائي وفق أسس نقد فنية وعلمية. وعقد المهرجان ورشة “تدريب الممثل”، التي قدمها الأسعد الجاموسي، وهو ممثل وأكاديمي وناقد فني مصري، حيث اهتمت الورشة، وفقا لتصريحات المخرجة عزة الحسيني، بتدريب شباب الأقصر المحليين المحبين للتمثيل، وخاصة المبتدئين منهم، على الحرفيات المهمة للمثل ومنها التلقائية والخيال والتركيز والذاكرة الانفعالية، وذلك من خلال برنامج تدريبي متخصص باستخدام تلك الأدوات، بجانب التدريب على التحكم بالصوت وتدريبات الجسد والإبداع. ولم تقتصر الورشات على الفن السابع، بل قدم الفنان التشكيلي المصري سعيد الباجوري ورشة صنع المراكب التراثية التي تعلم خلالها المشاركون كيفية تنفيذ نموذج مركب بيد المتلقي بداية من رسم النموذج المراد تنفيذه، ثم التعرف على الخامات المستخدمة، وتقسيم الرسمة إلى أجزاء يتم تقطيعها ثم تجميعها لتصبح نموذجا لمركب ثم يتم تلوينه. وأقيمت ورشة للحكي المسرحي تحت عنوان “حكايات البسطة”، والتي قدمتها الممثلة والمخرجة المصرية إيمان شاهين، وهي ورشة حكي نسوي لشخصيات من قلب صعيد مصر، فتحت فيها الحاكيات الجنوبيات سراديب حواديثهن الخاصة والمخبأة داخلهن في إطار دافئ وصادق، بعضه مرت عليه سنوات وأصبح ذكرى، وبعضه نحت في ملامحهن. Thumbnail وقدمت الفنانة التشكيلية المصرية زينب صبحي ورشة الأفيش السينمائي، استهدفت لتعريف بأهمية المعلقة السينمائية في الدعاية للفيلم، ومعرفة أهم العناصر المكونة للمعلقة في السينما المصرية، وقد جرى خلال هذه الورشة تصميم بعض المعلقات الجديدة لأفلام كلاسيكية اعتمادا على صور من المجلات القديمة، باعتماد الأسلوب ذاته الذي كان متبعا في تنفيذ المعلقات السينمائية خلال حقبة الثلاثينات وحتى الخمسينات من القرن الماضي، ولاسيّما أفلام بعض النجوم المكرمين في المهرجان. وكان لرواد المهرجان فرصة المشاركة في ورشة “حواديث ونقوش”، التي قدمتها ندى سيد درويش الفنانة والخبيرة المصرية المتخصصة في الفنون البصرية، وهي ورشة جرى توجيهها للأطفال من عمر 6 وحتى 12 سنة، وتم خلالها عمل نماذج من الطين والطباعة والتلوين على القماش، وتصميم أعمال مستوحاة من نقوش ورسوم معابد الأقصر. بالإضافة إلى ورشة “شاهد وارسم للأطفال” التي قدمتها مخرجة الرسوم المتحركة المصرية شويكار خليفة، وهي ورشة مستمرة في دورات المهرجان منذ العام 2014، وتعرض خلالها أفلام كرتونية مصرية تتناسب وأعمال الأطفال المشاركين، حيث جرت مناقشة تلك الأفلام وإدارة حوار مع الأطفال حول الأفلام ورسم انطباعاتهم ومشاهداتهم. وقدم الفنان التشكيلي وائل نور ورشة “المناظر الطبيعية” التي بحثت في كيفية رؤية الجمال والشعور به، وكيف يختار الفنان موضوع لوحته، وكيف يستطيع أن يوقف اللحظة ويوثقها لتظل باقية إلى الأبد، بالإضافة إلى العلاقة بين فنان اليوم والفنان المصري القديم الذي عاش على أرض الأقصر قبل آلاف السنين، وماذا رسم المستشرقون ولم كان كل هذا الاهتمام بمعالم وآثار مصر القديمة، وكيف يشعر المواطن المصري بجمال تلك المعابد التي تنتشر وسط الحقول، وقرب نهر النيل الخالد وإتاحة الفرصة للدارسين بالورشة لتأمل هذا الجمال في مدينة الأقصر، ورسمه وتوثيقه. وأخيرا، ورشة الرسوم الجدارية التي أشرف عليها الفنان أحمد محيي حمزة عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، والتي جرى خلالها تخصيص مساحات من الأسوار بالشوارع الرئيسية وقرب كلية الفنون الجميلة، وقامت المجموعة المشاركة في الورشة برسم مجموعة من الجداريات المستوحاة من الفن الأفريقي في محاولة لاستثمار مفرداته البصرية للتأكيد على الانتماء للقارة السمراء.
مشاركة :