وسيشكل انتقال السلطة من قربان قولي بردي محمدوف إلى ابنه سردار الذي تبوأ مناصب عدة في السنوات الأخيرة، أول تغيير كبير في تركمانستان منذ أكثر من 15 عاما. رسميا، يتنافس تسعة مرشحين على المنصب. لكن ليس هناك أي شك في أن سردار بردي محمدوف (40 عاما) سيفوز به. ويجري التصويت من الساعة 02,00 حتى الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش. ويحكم قربان قولي بردي محمدوف (64 عاما) البلاد بمفرده منذ وصوله إلى السلطة في 2006 بعد وفاة سلفه صفر مراد نيازوف المعروف بقمعه الوحشي لكل أشكال المعارضة. وأعلن بردي محمدوف الشهر الماضي فجأة أنه يريد الانسحاب ونقل السلطة إلى "الجيل الشاب". وقال إنه "اتخذ قرارا صعبا" لكنه شدد على أن البلاد بحاجة إلى "قادة شباب". لكن الرئيس الحالي الذي يتوسط تمثال له من الذهب عشق أباد عاصمة هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تضم ستة ملايين نسمة، سيبقى في كواليس السلطة. ونقلت وكالة الانباء الروسية تاس عن الرئيس الحالي قوله بعد الإدلاء بصوته إن "انتخابات رئاسية تاريخية تجري" مؤكدا أن الاقتراع "مفتوح ونزيه وديموقراطي". صعود سريع وقالت غوليا أغاييفا (20 عاما) لفرانس برس إن مدرسيها شجعوها على التصويت. وأضافت "يقولون إن هذا واجبنا المدني وإن مستقبلنا يعتمد على اختيارنا"، موضحة أنها صوتت لبردي محمدوف الابن. وتجرى الانتخابات في أوضاع دولية متوترة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي سبب صدمة كبيرة في العالم. وتلزم وسائل الإعلام في تركمانستان التي تسيطر عليها الحكومة، صمتا شبه تام حول أسوأ نزاع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتكتفي بالإشارة إلى وجود "وضع معقد" في أوكرانيا. على الرغم من الغياب التام لأي عنصر تشويق، تخضع انتخابات السبت لمراقبة دقيقة في آسيا الوسطى حيث تتغير الأنظمة الاستبدادية وغيرها بشكل عام، عند وفاة رئيسها. وقد سجل استثناء في 2019 في كازاخستان عندما تنازل نور سلطان نزارباييف عن الحكم لأحد مساعديه المخلصين قاسم جومارت توكاييف. لكن أعمال شغب في كانون الثاني/يناير كشفت عن صراع شرس على النفوذ بين مؤيديهما. وتسلق سردار بردي محمدوف سلم السلطة بسرعة في السنوات الأخيرة. فقد شغل خصوصا منصب نائب وزير الخارجية وحاكم منطقة، قبل أن يصبح نائبا لمدير مكتب رئيس الحكومة وعضوا في مجلس الأمن القوي العام الماضي. لكنه غير معروف على الرغم من كل شيء وتكتفي سيرته الذاتية الرسمية بالإشارة إلى أنه "الأكثر خبرة" من بين المرشحين على الرغم من أنه أصغرهم سناً. وقالت سيلبي نيبيسوفا (39 عاما) وهي موظفة حكومية إن "الذين عملوا معه يعرفونه أكثر منا نحن الناس البسطاء، ووالده سيظل قريبا منه". آمال في انفتاح أكد قربان قولي بردي محمدوف أنه سيبقى في السياسة بصفته رئيس مجلس الشيوخ أي الشخصية الثانية في السلطة. ورأى رسلان مياتييف رئيس تحرير صحيفة "تركمان نيوز" المستقلة التي تتخذ من أوروبا مقراً لها، أن التعديلات الدستورية يمكن أن تمنح سلطة أكبر للمجلس التشريعي "إذا حدث أي خطأ مع سردار". ووصف سردار بردي محمدوف ترشيحه للرئاسة بأنه "مسؤولية كبيرة" بما في ذلك للأجيال الشابة التي نشأت بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي، ووعد بالسير على خطى والده. ويعتمد اقتصاد تركمانستان بشكل شبه كامل على بيع الغاز الطبيعي خصوصا إلى الصين. وتاثر كثيرا بتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي في بداية جائحة كوفيد-19. وقال سكان في عشق أباد التقتهم فرانس برس إنهم يأملون قبل كل شيء في إجراء إصلاحات لفتح البلاد وتطوير الاقتصاد مثل إنهاء حظر شراء العملات الأجنبية. وقال رجل الأعمال غوفانتش إلياسوف (36 عاما) إن هذا "الحظر جعل الحياة صعبة للشركات التي تشتري منتجات ومعدات من الخارج".
مشاركة :