الشارقة في 12 مارس / وام / تشهد "أيام الشارقة التراثية" في نسختها الـ19 إقبالا لافتا من الجمهور وعشاق التراث العريق والثقافة الأصيلة التي تمتزج مع ثقافة الحاضر بكل ما تحمله من تطور علمي وتسارع تكنولوجي لتؤكد أن المستقبل لا يصنعه إلا الفكر القويم القائم على القيم الراسخة ومفاهيم التطلع للأفضل من خلال امتزاج الماضي بالحاضر وتفاعلهما معا. يتضمن المهرجان عددا من الفعاليات والبرامج والأحداث الشائقة والحية التي تجمع بين تراث الشعوب وموروثها الثقافي بتنظيم معهد الشارقة للتراث تحت شعار "التراث والمستقبل" وعلى مدى 18 يوما في ساحة التراث في قلب الشارقة بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة التي ستنظم تباعا على مدار الشهر في كل من كلباء وخورفكان ودبا الحصن والذيد والحمرية. و ازدانت أرض الفعاليات في ساحة التراث برقصات الفنون الشعبية والفولكلورية والأهازيج الغنائية المحلية والعربية والعالمية حيث أدت فرق الليوا والهبان و الحربية الإماراتية وصلات أثارت إعجاب الجمهور. فيما جذبت رقصات الفرقة الأرمينية ضيف شرف المهرجان عشاق الفن الشعبي العالمي في مسرح الأيام فضلا عن رقصة الأنديما من جمهورية ليتوانا ورقصات الفرقة الروسية والجلسة العراقية في حين حظي الأطفال واليافعون في ركن "بنت المطر" وبإدارة المدرسة الدولية للحكاية بورش تفاعلية مختلفة من ضمنها ورشة حكواتي الأطفال "الحكواتية أميرة" و العديد من البرامج التعليمية وفقرات برنامج المسرح إضافة إلى المسابقات والبرامج الترفيهية اليومية للصغار والكبار في مواقع مختلفة داخل وخارج الساحة. بينما احتضنت قرية الحرف التراثية ورشة "غرس" التدريبية التي تناولت حرفة التلي من جمهورية مصر العربية الشقيقة واستمرت يومين. و ضمن ندوات المقهى الثقافي شارك كل من سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للأيام والباحثين الدكتور عمر عبدالعزيز و الدكتور سعيد يقطين سلامة الرقيعي في ندوة تمحور عنوانها حول تجليات "التراث الثقافي وأفق المستقبل". و قال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم إن إختيار "التراث والمستقبل" شعارا لدورة هذا العام انبثق من فكرة أن الشارقة في نهضتها وتنميتها الشاملة تحلق بجناحين قويين يمثلان الأصالة و المعاصرة في تمسك عميق بقيم و هوية الماضي و تطلع واثق يصنع المستقبل ويستشرفه .. موضحا أن هذا النهج يتجسد في اهتمام الإمارة بصون التراث وحفظ الهوية الأصيلة بما فيهما من أفكار ومعتقدات وقيم موروثة وإقران كل ذلك بانتشار المؤسسات العلمية والبحثية المتقدمة وأرقى مراكز الابتكار والتكنولوجيا والفضاء والفلك. و ضمن سلسلة البرامج التعليمية والأكاديمية في مركز فعاليات التراث الثقافي "البيت الغربي" خلال المهرجان عقدت ندوة حول دور إدارة التراث الثقافي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دولة الإمارات وأثر إدارة التراث الثقافي في التنمية الثقافية المستدامة للمجتمعات وأهمية صيانة التراث وعدم الاكتفاء بالجانب المعرفي وتحقيق التوازن بين معرفة الأفراد بالتراث وكيفية المحافظة عليه كون التراث المادي في كثير من دول العالم عرضة للاندثار. و في سياق متصل شهد بيت التراث العربي في ساحة التراث فقرات وفعاليات متنوعة أهمها ندوة حول الملف الإماراتي - الأفلاج والمدرج ضمن قوائم اليونسكو موضحة مفهوم التراث العالمي بشقيه المادي والمعنوي وأهمية الحفاظ على هذا التراث وتعزيز الوعي به ونشره عالميا حيث حققت دولة الإمارات إنجازات نوعية وسباقة في التعريف بالتراث الوطني و تسجيل العديد من عناصرها التراثية على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية التي تعتمدها اليونسكو و من ضمنها ملف الأفلاج الوطني المقدم باسم دولة الإمارات في ديسمبر الماضي ونوهت إلى أن تسجيل الأفلاج لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونيسكو " يعزز نجاحات الدولة وجهودها في صون وحفظ هذا الإرث الإنساني الخالد لدى الشعوب. و كان الجمهور على موعد مع ورشة الخط العربي التي يقدمها يوميا وعلى مدى ثلاثة أيام الخطاط الإماراتي الدكتور علي الحمادي ليتعرف المشاركون الراغبون من خلاله على أساسيات خط الرقعة والفرق بينه والخطوط الأخرى كالثلث والنسخ فضلا عن تعريفهم بأفضل الأدوات المستخدمة لممارسة الخط وأنواع الحبر والأقلام. وتنطلق غدا فعاليات أيام الشارقة التراثية في مدينة الذيد - حصن الذيد وتستمر حتى 19 مارس الجاري وتتضمن ركن المعهد وركن الورش الذي يتكون من 11 ورشة تراثية للأطفال والكبار إضافة إلى ركن المقهى الثقافي والإدارة الأكاديمية وتقام فيه المحاضرات مع التعريف بالدبلومات المهنية والإدارة الأكاديمية.
مشاركة :