في الوقت الذي تتراجع فيه الولايات الأمريكية عن إلزامية ارتداء الكمامة بالنسبة للطلاب، أظهرت دراسة جديدة أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الكمامة ساعدت في الحد من انتشار عدوى كوفيد-19 في المدارس العامة من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية حيث ألزموا بارتدائها في الخريف، حسبما ذكرت شبكة ((سي إن إن)) يوم الثلاثاء. وبشكل عام، كان لدى المدارس التي طبقت إلزامية ارتداء الكمامة حالات إصابة بكوفيد-19 أقل بنسبة 23 في المائة في المتوسط من تلك التي لم تفعل ذلك. "هذه نتيجة قيمة تتسق مع البيانات السابقة الأخرى خلال موجة دلتا"، حسبما أفاد التقرير نقلا عن كريستين نوردلوند المتحدثة باسم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني. بناء على الشراكة القائمة بين المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ووزارة الصحة في أركنساس، نظرت الدراسة في عدوى كوفيد-19 في مدارس أركنساس على مدى سبعة أسابيع تقريبا تمتد من أغسطس إلى أكتوبر 2021، عندما كان المتحور دلتا هو السبب الرئيسي للعدوى. وأجرت الدراسة مقارنة بين إصابات كوفيد-19 في 233 منطقة تعليمية عامة، فرض أكثر من 50 في المائة منها تفويضات ارتداء الكمامة بينما لم يفرض 48 في المائة منها ذلك. وكان لسياسات الكمامة التأثير الأكبر على الطلاب الأكبر سنا وذلك بالاقتران مع تغطية أعلى للتطعيم. -- استثناءات قليلة سرعان ما اختفت تفويضات ارتداء الكمامة في الأسابيع القليلة الماضية مع تراجع حالات الإصابة بالمتحور أوميكرون، لكن بعض المناطق التعليمية والمدن وولاية واحدة ما زالت تطبقها، ويخشى بعض المعلمين وأولياء الأمور والطلاب من أن يكون إلغاء تفويضات الكمامة في المدارس أمر سابق لأوانه. حتى يوم الاثنين، كانت هاواي هي الولاية الأمريكية الوحيدة التي لم ترفع تفويض ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة على مستوى الولاية. ولا يزال حوالي ثلث المناطق التعليمية الأمريكية تطبق إلزامية ارتداء الكمامة، في حين شهدت الفترة من 7 يناير إلى يوم الاثنين تضاعف عدد المناطق التعليمية التي أنهت تطبيق تفويضات ارتداء الكمامة. مع دخول الأمريكيين حقبة جديدة بدون كمامة، "رحب البعض في البلاد بالإرشادات الجديدة، فيما يساور البعض الآخر بالقلق من أن تكون هذه التحركات سابقة لأوانها"، حسبما ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن أكثر من ثلث البلاد لم يتم تطعيمها بالكامل ضد مرض فيروس كورونا الجديد حتى يوم الاثنين. وأشار خبراء إلى أنه على الرغم من أن الخطر الذي يشكله كوفيد-19 على الأطفال حقيقي، إلا أنه يشبه الآن خطر الإصابة بالأنفلونزا. واستشهد العديد من الأطباء أيضا بضغوط الصحة النفسية التي يواجهها الأطفال أثناء الجائحة والقيمة التعليمية لرؤية الوجوه كاملة. -- بعيدة كل البعد عن الوضع الطبيعي قال الخبراء إن معدلات الوفيات في الولايات المتحدة بكوفيد-19 أعلى حاليا بحوالي 10 أضعاف مما تم تسجيله خلال الفاشيات السابقة لمرض تنفسي رئيسي، ما يشير إلى أن البلاد لا يزال أمامها طريق طويل عليها أن تقطعه قبل العودة إلى مستوى "طبيعي" للصحة العامة. لا يزال العدد الحالي للوفيات يتجاوز ما يمكن توقعه عادة في موسم أنفلونزا "سيء". "في ظل هذا السيناريو، ستمتلئ المستشفيات، وسيظهر نقص في عدد العاملين، وسيفقد أكثر من 50 ألف أمريكي حياتهم في غضون عام"، هكذا ذكر موقع ((بيزنس إنسايدر)) يوم الأربعاء. ونقل هذا التقرير عن تقرير أعدته مجموعة من كبار العلماء وأطباء الصحة العامة وخبراء السياسة في العالم ونُشر يوم الاثنين، قوله إنه للوصول إلى "الوضع الطبيعي التالي"، يجب على الولايات المتحدة أن تهدف إلى متوسط وفيات أقل من 0.5 حالة وفاة لكل مليون أمريكي يوميا. وأشار التقرير إلى أنه "في مارس 2022، تشهد البلاد حاليا حوالي 5 وفيات لكل مليون شخص يوميا بكوفيد-19" ويبلغ إجمالي الوفيات ما يقرب من مليون شخص، مضيفا أن "الولايات المتحدة لم تصل للأسف بعد إلى الوضع الطبيعي التالي". ■
مشاركة :