أكدت إيران والولايات المتحدة رغبتهما في التوصل إلى اتفاق نهائي في محادثات فيينا التي تهدف إلى استعادة الاتفاق النووي الإيراني، بعد أن أعلنت الأطراف المعنية يوم الجمعة توقفا في المفاوضات الدولية. ويقول المحللون إن التوقف أدى إلى تعقيد الاحتمالات بشأن هذه المحادثات التي استمرت 11 شهرا، لكن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 لا تزال ممكنة إذا تمكن الدبلوماسيون من معالجة شواغل الأطراف المختلفة. توقُف في فيينا تم الإعلان عن التوقف لأول مرة في تغريدة كتبها جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال فيها إن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب ما وصفه بـ "العوامل الخارجية". وبينما لم يوضح بوريل هذه الأسباب الخارجية، ربطت وسائل الإعلام الغربية ذلك على الفور بمطالب روسيا الجديدة، حيث طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، السبت الماضي، الولايات المتحدة بضمانات بأن تجارة موسكو مع إيران لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على روسيا بسبب التوترات مع أوكرانيا. لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الطلب. وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك اليوم السبت، في إشارة إلى مطالب روسيا الأخيرة أيضا، "لا ينبغي لأحد أن يسعى لاستغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة للحصول على تأكيدات منفصلة عن الخطة". الالتزام بالعودة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده على تويتر يوم الجمعة "قد يكون التوقف في محادثات فيينا قوة دفع لحل أي قضية متبقية وعودة نهائية". وأضاف أن "الاختتام الناجح للمحادثات سيكون نقطة التركيز الرئيسية للجميع. لن يؤثر أي عامل خارجي على إرادتنا المشتركة للمضي قدما من أجل اتفاق جماعي". ومن جانبها، قالت واشنطن أيضًا إنها لا تزال منفتحة على العودة السريعة للامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة، على الرغم من التوقف. وأشار محللون إلى أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، لتسريع انسحابها من الشرق الأوسط، فيما تعوِّل إيران على إنهاء العقوبات لتعزيز اقتصادها المنهك. وأضافوا أنه على أساس القوى الدافعة الرئيسية، فإن الارتفاع الأخير في أسعار الطاقة أضاف استعدادا جديدا لكلا الجانبين للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. الأمل في الاتفاق قال إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي في محادثات فيينا، لوسائل الإعلام: "النتيجة هي أن لدينا الآن نصا، كل شيء فيه تقريبا جاهز. أقول لكم إننا وصلنا إلى مرحلة مناقشة حواشي هذا النص". وتابع مورا "من أجل الحفاظ على هذه الروح، هذه الروح الجيدة، وهذا المناخ الجيد، من الأفضل أن نتوقف قليلا"، معربا عن أمله في أن يتغلب المفاوضون على الوضع، "في أقرب وقت ممكن، ونختتم مفاوضاتنا بنجاح". وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة في فيينا وانغ تشيون، يوم الجمعة، إنه تجب معالجة شواغل ومطالب جميع الأطراف في المحادثات النووية الإيرانية بشكل صحيح، مؤكدا أن الحوار السياسي والمفاوضات هما الحل الوحيد. وأضاف وانغ، كبير المفاوضين الصينيين، أن بلاده تدعو جميع الأطراف إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية خلال فترة التوقف، وإزالة جميع العقبات من خلال الحوار والمفاوضات، من أجل التوصل إلى اتفاق.■
مشاركة :