يعتقد إيريك داير لاعب وسط الملعب في فريق توتنهام أن توتنهام قد طبق الدرس القاسي الذي تعلمه من لقاء تشيلسي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية للمحترفين (كابيتال ون) الموسم الماضي. وأكد داير أن توتنهام كان الأفضل في المباراة التي أقيمت على ملعب «ويمبلي»، غير أنه اعترف أن تشيلسي استطاع أن يحسم النتيجة في النهاية (2 - صفر) لصالحة نظرا لفارق الخبرة. من المقرر أن يلتقي الفريقان مجددا في الدوري الإنجليزي الممتاز بملعب «وايت هارت» اليوم، لكن اللافت في الأمر هو تغير حال الفريقين. ففريق توتنهام لم يتلقَ إلا هزيمة واحدة في الدوري الممتاز حتى الآن للدرجة التي جعلتهم يعتقدون أنه بات بالإمكان النظر لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا كهدف واقعي، وسيقبلون على منافسات الديربي باعتبارها مبارياتهم المفضلة. وعلى النقيض، يعاني تشيلسي من خط دفاع ضعيف، حيث يقبع في المركز الخامس عشر. غير أنهم تمكنوا من الفوز في ثلاث من آخر أربع مباريات في جميع المسابقات. ويشعر داير أن فريق توتنهام الشاب قد خطا خطوة كبيرة بفضل ما تعلمه في نهائي الكأس في مارس (آذار) الماضي. وأفاد داير: «بالنسبة لي فقد تعلمت الكثير ذلك اليوم، وأعتقد أن الجميع تعلم الدرس أيضًا.. كان تشيلسي مبهرا في ذلك اليوم لأنني أعتقد أننا كنا الفريق الأفضل، لكنهم عرفوا كيف يدركون الفوز». أضاف داير: «تستطيع القول إن فريقهم كان يمتلك الكثير من اللاعبين ذوي الخبرة الذين لعبوا الكثير من المباريات وحملوا الكثير من الكؤوس، ويعرفون كيف يحققون الفوز، وكيف يقلبون النتيجة. لكنني أعتقد أننا أثبتنا أننا تعلمنا الكثير من هذا الدرس واستفدنا منه هذا العام في تحقيق نتائج خارج ملعبنا». وتحدث داير عن أهمية فوز فريقه الخميس الماضي على كارباغ بمدينة باكو بنتيجة (1 - صفر)، ليضمن التأهل للدوري الأوروبي كأخر فرق دور الـ32، على الرغم من أن مباراته أمام تشيلسي ستكون أشبه باختبار على المستوى البدني. عاد داير ورفاقه إلى لندن الساعة الرابعة فجرا وحصلوا على يوم واحد راحة، وحصل اللاعبون على حصة تدريبات تكتيكية خفيفة في ملعب التدريب أمس. غير أن مدرب الفريق، ماوريسيو بوتشيتينو، أبدى قلقا بخصوص توقيت المباراة يوم الأحد، وهو الموعد الذي تحدد بناء على طلب شركات البث التلفزيوني. وسوف يشمل التشكيل الذي وضعه بوتشيتينو ثمانية لاعبين، منهم داير، من الأحد عشر لاعبا الذين شاركوا كأساسين في لقاء كارباغ. وحسب داير: «كانت الرحلة لمدينة باكو صعبة، لكننا أحسنا التعامل معها ورجعنا بالثلاث نقاط»، مضيفًا: «مفتاح التعامل مع تشيلسي هو أن نحسن التعامل مع كل شيء من خلف الأبواب المغلقة، علينا أن نأكل جيدا، وننام جيدا، ونحصل على راحة ونفعل ما يتوجب علينا فعله. فلدينا مرافق رائعة ويجب علينا استخدامها، فإن أحسنا فعل كل شيء فسوف نكون مستعدين للقاء الأحد». وأضاف قائلا إن «تشيلسي مر بفترات عصيبة لكن ذلك لا يهم لأنهم يتمتعون بميزة أخرى عظيمة، فهم الأبطال، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا. كانت تلك المباراة التي تغلبنا فيها عليهم على ملعبنا في ليلة رأس السنة الموسم الماضي بنتيجة (5 - 3) لقاءً من نوع خاص وكانت الانطلاقة بعد ذلك. أتمنى أن يكون في المقابل صرح جوزيه مورينهو أنه يتعين على دييغو «توقع الأشياء وقراءة المباراة بشكل أسرع» للعودة لتسجيل الأهداف مجددا كما كان الحال في الموسم الماضي، مؤكدا أنه نسي تماما مشاحنته مع مهاجم الفريق منتصف الأسبوع الماضي. وصل الإحباط لحد الغليان مع اقتراب نهاية الشوط الأول بملعب «سامي عوفر» منتصف الأسبوع عندما فشل كوستا في استغلال تمريره من إيدين هازارد ليلوح مورينهو ساخطا من على خط التماس معربا للجميع عن خيبة أمله. في غضون ذلك، حاول مساعده روفيفاريا تهدئته وحث كوستا على الاستجابة في هدوء، بينما هم اللاعبون بمغادرة الملعب، إلا أن الإسباني الدولي رفض بامتعاض محاولات تدخل أوسكار وجون تيري. ومنذ ذلك الحين، حاول مورينهنو الإيحاء للجميع بأنه قد تصالح مع المهاجم في غرفة خلع الملابس في فترة الراحة بين شوطي المباراة رغم الأداء الخامل للاعب الذي لم يسجل سوى سبعة أهداف في 29 مباراة شارك فيها منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو الأمر الذي أصبح مصدر قلق. وقال مورينهو: «أبلغته بعد المباراة أنني لم أكن راضيا عن التصرف الذي بدر منه»، فقد تفوه ببعض «الكلمات اللطيفة» من مكانه، ولم يحدث شيء ما بين شوطي المباراة. «كل شيء على ما يرام، وليست هناك مشكلة، لكنه لا يقرأ المباراة بشكل صحيح، كان هذا هو رأيي. كمهاجم ينبغي عليه أن يقرأ، ينبغي على اللاعب أن يلعب ليس فقط عندما تصله الكرة لكن عندما تكون الكرة مع غيره أيضًا، يجب أن يتوقع أشياء وأن يقرأ المباراة بشكل أسرع. كل شيء يعتمد على مخزون الثقة. فتسجيله لهدف الفوز أمام نوريتش لا يعنى أنه تألق، فالتألق عملية مستمرة». من المقرر أن يستمر كوستا الذي تلاحقه مشكلات في أوتار الركبة منذ الموسم الماضي في قيادة هجوم فريقه أمام توتنهام اليوم، وذلك بسبب إصابة فالكاو. ومن المتوقع أن تضع زوجة اللاعب ريمي مولودا، وعليه قد يوضع اسم اللاعب في التشكيل، في حين أن تيري الذي عاني من إصابة في كاحل القدم في منتصف الأسبوع الماضي سوف يخضع للكشف لتحديد إمكانية مشاركته في اللقاء. ورغم كل هذا فمورينهو لا يزال رافضًا للتصريحات التي أدلى بها ديديه دروغبا للصحافة منتصف الأسبوع الماضي والتي قال فيها إن تشيلسي ينقصه القادة، في إشارة للكتاب الذي قام اللاعب بتأليفه ويسعى «لتسويقه». سوف يختبر توتنهام نظرية أن تشيلسي، القابع في المركز الخامس عشر، تمكن من الفوز على نوريتش ومكابى تل أبيب وبدأ في التعافي. لم يلق فريق ماوريسيو-بوتشيتينو سوى هزيمة واحدة خلال ثلاث عشرة مباراة في الدوري الممتاز، ورغم ذلك يقول مورينهو أن فريقه يتطور باستمرار وأن مباراة توتنهام لا تشكل ضغطا عليه. وأضاف مورينهو أن توتنهام «أفضل حالا من العام الماضي، لكن لا أحد يتحدث عنهم كمرشحين للفوز باللقب شأن مانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد»، مضيفًا «هم يخسرون عددا من المباريات ولا يحدث شيء، وهم الآن في الدوري الأوروبي في مرحلة المجموعات، ولا أحد يهتم بذلك في هذه المرحلة. فريقهم يسير بسلاسة، خطوة بخطوة في طريق بناء فريق، ويعطون الفرصة لتنمية اللاعبين الصغار. وعندما يصبح النادي قويا، ينبغي عليهم ألا يبيعوا اللاعبين، بل يقومون باستثمارهم وشراء آخرين، فهم في وضع جيد ولا توجد عليهم ضغوط للقيام بعمل جبار. أدرك هذا الأمر في ضوء الاستقرار الذي ينعم به فريقهم. إن عاجلا وإن آجلا، وإن كنت أرجح عاجلا سوف يفوزون بميداليات وسوف يشاركون في بطولة أوروبا بكل تأكيد». «كانوا في حاجة إلى مدير عظيم، وها هو موجود بينهم، ولاعبون جيدون موجودون الآن بالفعل. إذن ليس هناك وضع أفضل مما هو عليه الآن. فعندما كنت في فريق أقصى طموحه أن يبتعد عن شبح الهبوط، احتل الفريق المركز الثالث في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وكان الأمر رائعا. كنا نشارك في كل مباراة بعد ذلك وفي ذهنا أننا قد نخسر، ونستطيع شراء لاعبين صغار من دون مشكلات، حتى وإن لم يكونوا جاهزين. كنا نواجه فرق المقدمة وإن فزنا فنحن أبطال، وإن لم نفز فهذا أمر طبيعي جدا. استمتعت كثيرا بهذا الجو». وحسب مورينهو، أعطت شباك تشيلسي للفرق المنافسة فرصة ذهبية للوصول للمراكز الأربعة الأولى والتأهل في دوري أبطال أوروبا، لكن بالطبع لا يزال هناك مكان بين الأربعة الكبار يمكن اقتناصه. «شعر الجميع بنفس هذا الإحساس عندما كان أداء مانشستر يونايتد سيئا منذ عامين، وعندما كان أداء ليفربول سيئا للغاية الموسم الماضي، والجميع يخالجه نفس الشعور الآن مع تشيلسي لأدائه السيئ. فعندما يتراجع أداء أحد الأربعة الكبار المعتادين، تنفتح طاقة الفرص أمام الآخرين ويزيد حماسهم، لكننا لن نتوقف عن الكفاح، وما زلنا نعتقد أنه بمقدورنا أن نعوض ما فات وننهي الموسم بين الأربعة الكبار».
مشاركة :