الوصم أو الوصمة الاجتماعية ” Social Stigma ” أو ما يطلق عليها في المصطلح الشائع “وصمة العار” التي هي مواقف غير إيجابية أو تمييز يحيق بشخص بناء على حالة أو سمة تخصه وحده مثل حالة صحية أو مرض عقلي أو حتى لمعايير خاطئة مثل العرق أو الجنس أو الدين، وبمقتضى هذه الحالة يتم إلصاق صفات أو مسميات غير لائقة على الفرد من جانب الآخرين مما يؤدي إلى رفضه وعدم تقبله اجتماعياً وجعله مغترباً في المجتمع الذي يعيش في وسطه. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الوصم يمكن أن يُعرف على أنه إشارة إلى العار أو الخزي أو الرفض مما يؤدي إلى الرفض والتمييز والإقصاء من المشاركة في عدد من المجالات المختلفة في المجتمع ويمكن للوصم الاجتماعي والتمييز المصاحب له أن يؤثر أيضاً على كرامة الناس وثقتهم بأنفسهم. ومع أن الموصوم يبذل قصارى جهده لتحسين صورته أمام المجتمع إلا أن ذلك ليس بذي جدوى لا سيما في أوساط المجتمعات الأقل تحضراً، إذ يظل الوصم الاجتماعي شبحاً يطارده في حياته دوماً. ومن أهم أنواعه الوصم الجسدي المتعلق بإعاقة الشخص التي تؤدي إلى عجز أو قصور في حركته والوصم العقلي ذو الصلة بالتخلف العقلي وذلك الحسي نتيجة فقد إحدى الحواس واللغوي المرتبط بعدم القدرة على استخدام اللغة أو الكلام والمرضي خاصة أولئك المصابين بمرض مثل نقص المناعة وحتى المصابين بكوفيد 19 وغيرها من الأمراض. وهنالك عدة اقتراحات في سبيل مواجهة مشكلة الوصم منها على سبيل المثال زيادة وعي المجتمع في سبيل أن يلاقي كافة أفراده الاحترام وإعلاء كرامتهم الإنسانية، بجانب أن يكون هنالك تثقيف لتلك المسائل والأمراض التي تقف وراء وصمة الفرد ، لاسيما أنه يمكن التعايش مع المصابين بها بدلاً أن يتم عزلهم خطأ. وبالنسبة للشخص الموصوم فهو أدعى إلى زيادة ثقته بنفسه والاستعانة بالجوانب الطبية أو النفسية لتخطي تداعيات الوصم. وعلى صعيد الأسرة فينبغي تعليم أبنائها الأساليب الكفيلة بنبذ الوصم واحترام كرامة الآخرين وتوعيتهم بالمآلات والتداعيات المدمرة التي تنجم عن تلك السلوكيات الخاطئة، كما أن هنالك دوراً على المدرسة من خلال وضع برامج للتوعية من أخطار الوصم الاجتماعي، كذلك على المساجد وأئمتها تسليط الضوء على أبعاد هذه المشكلة وحث الناس على تجنبها. بقيت الإشارة إلى أن الإسلام الدين العظيم ينظر إلى الناس نظرة مساواة دون تمييز لعرق أو قبيلة أو شعب أو جنس أو لون وغيره ومعيار المفاضلة فيه هو التقوى والعمل الصالح، وقد نهانا عن مجرد السخرية والتنابذ بالألقاب وإطلاق المسميات الدالة على النيل من مكانة صاحبها حفاظاً على كرامة وحقوق الإنسان. باحثة وكاتبة سعودية [email protected]
مشاركة :