أما آن لهذه الحرب أن تنتهي؟!

  • 3/14/2022
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب الروسية- الأوكرانية، وتداخل الولايات المتحدة ودول أوروبا وآخرين معها، آن لها أن تتوقف فوراً، وأن يعود الحوار العاقل والحكيم بين موسكو وكييف لإيجاد حلول سلمية بدلاً من التصعيد. * * فلا خير في حروب يُقتل فيها البشر أو يصابون بإعاقات، وتدمر فيها البنى التحتية، وينفق عليها من المال ما كان يجب أن يوجه لخدمة الناس في الدولتين المتحاربتين، وامتدادًا للداعمين لهذا الطرف أو ذاك، بينما هناك فرصة لحلول تقوم على بعض التنازلات من هذا وذاك، فتنتهي الحرب. * * فتأثيرها لن يقتصر على روسيا وأوكرانيا، وإنما قد تصل إلى دول أخرى، وقد تحولها إلى أراضٍ محروقة، وإلى دول تستجدي رغيف العيش، والأمان، بعد أن كانت قبل هذه الحرب في وضع مريح ومستقر. * * لسنا هنا في تحديد من كان وراء هذه الحرب، ومن هو مسؤول عنها، ومن سيكون في نهاية الأمر وقودًا لها، فالوضع لا يقبل المزيد من التصعيد، ولا التأخر في فتح منافذ الحل، أو التخلي عن إطفاء هذه النار المشتعلة. * * آن لمجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته، ويأخذ بالقرار المناسب، وآن للدول الكبرى أن تكون وساطتها حاضرة، وآن لروسيا وأوكرانيا أن يتجها إلى طاولة الحوار بجدية ورغبة صادقة للوصول إلى حل يرضي الطرفين. * * نهاية مثل هذه المعارك حتى ولو كان أحد الجانبين منتصرًا فيها، فإنها تترك أثرًا في النفوس، ومرارة تستوطن الجسم المهزوم، وبالتالي فقد تتكرر، وقد تستجد، وربما ظل مبدأ الانتقام حاضرًا على امتداد التاريخ. * * وكل من يتابع سير هذه المعركة يتوجس من تدعياتها، ويلبسه ويتلبسه الشعور بأن هذا الكون في حالة فوضى، وأن سكانه لم يتعلموا من دروس الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكأنهم يبحثون عن الثالثة التي قد لا تكون ثابتة، فقد لا تبقي ولا تذر. * * فأسعار المواد الغذائية، وارتفاع أسعار الطاقة، وما إلى ذلك بسبب هذه الحرب، يفرض على الجميع التحلي بالشجاعة، والقبول بما يمنع المزيد من القتلى والدمار، والتوجه سريعًا ومن دون إبطاء للبحث عن مخارج للهروب من هذه الحرب، وذلك بالتوصل إلى توافق واتفاق بين الأطراف المعنية. * * اقبلوا يا هؤلاء بوساطة محمد بن سلمان، فقد ينجح بما فشل فيه غيره، ويضع الدولتين على خط النهاية لهذه الحرب، ونهاية المطاف لعمل عسكري لا فائدة فيه ولا منه، ومرة أخيرة لقد آن لهذه الحرب أن توقف قرع طبولها، وممارساتها، قبل فوات الأوان.

مشاركة :