روت أوكرانية تدعى نينا فيدوريفنا وصديقتها لودي، «الفظائع» التي حدثت معهما في قريتهما فيليكا ديميركا، مشيران إلى أنهما تمكنتا من الفرار إلى كييف بعد أن شهدتا جريمة حرب قام بها الجنود الروس ضد المدنيين، بحسب قولهما.
قالت المرأتان «الأيام الأولى كانت صعبة، نمنا في القبو تحت المنزل، البرد كان شديدا؛ ولكن البرد أفضل من الموت، الجنود الروس أحاطوا بالقرية منذ الأيام الأولى ولم يدخلوها؛ ولكنهم بالمقابل لم يتوقفوا عن قصفها، كان من السهل في الأيام الأولى الخروج والعودة إلى القرية حين يتوقف الروس عن القصف، ولكن مع تقدم الأيام بتنا لا نتمكن من الخروج من القبو".
وأضافتا «منذ أربعة أيام دخل الجنود الروس فجأة إلى القرية، وأحرقوا كل شيء وسرقوا كل شيء، ووجدوا بعض عمال الكولا مختبئين خوفا منهم، أخرجوهم من مخابئهم وأطلقوا عليهم النار، والروس سرقوا السيارات المدنية، وبدلوا لباسهم العسكري بمدني، وصاروا يطلقون الرصاص عشوائيا، ولم نحاول حتى التقاط الصور، كل ما أردناه هو الفرار من القرية إلى كييف».
وتحدثت المرأتان عن حوادث أخرى كثيرة، إلا أنهما لم تشهداها بأعينهما، ما عدا حادثة واحدة شاهداها من بعيد؛ حيث أشار الجنود الروس إلى نقطة التفتيش الأخيرة قبل الوصول إلى القوات الأوكرانية لحافلتين لمدنيين بالمرور، وبعد أن أعطوا الضوء الأخضر للحافلتين أطلقوا النار على الأولى، وكانت تضم امرأة وأطفالها، وتؤكد المرأتان أنهما شاهدتا من بعيد حادثة إطلاق النار، وأنهما تعلمان أن هذا الاتهام خطير.
وقالت نينا «انتظرنا حتى خرج الروس من القرية وتسللنا بالسيارة إلى تخوم القرية، نحن نعرف الطرق الفرعية، سرنا بين الطرق الفرعية حتى وصلنا إلى القوات الأوكرانية التي ساعدتنا للمجيء إلى كييف».
وعلى طرف بيلوهوردكا (١٠ كيلومترات من أربين) يعمل فلاديسلاف وهو أحد مديري مركز المنطقة الرئيسة لاستقبال النازحين وإعادة توزيعهم على المناطق. فلاديسلاف (٣٠ عاما) يعمل ضمن الحملة المحلية للإغاثة، عشرات المتطوعين، تضاف إليهم عناصر من الشرطة ورجال الإطفاء والصليب الأحمر حولوا موقفا كبيرا للسيارات إلى مركز إغاثة ميداني: على طرف خيم للطبابة وإلى جانبها مستشفى ميداني.
وأوضح فلاديسلاف «يصعب أن أحدد رقم الذين مروا من هنا يقول ربما الآلاف ..اليوم نتوقع خمسة آلاف، اليوم هو اليوم الثامن عشر من المعارك.. كل يوم تقريبا نفس الأرقام».
وأضاف «الساعة الثانية بعد الظهر ستصل دفعة اليوم، ربما تتأخر، إذ إن القوات الروسية تدقق في العابرين، ثم تعود القوات الأوكرانية للتدقيق في هوياتهم أيضا، وبعدها إن لم تشتعل الجبهات سيأتون إلى هنا، ثم نعالج من يحتاج إلى علاج، الأغلبية تحتاج إلى علاج ولكن ليس لجروح جسدية».