كييف - كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبته حلف شمال الأطلسي (الناتو) الاثنين بفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده، معتبرًا أن التمنّع عن ذلك سيؤدّي إلى هجوم روسي على دول الحلف. وسبق ان رفض الحلف الأطلسي فرض منطقة حظر جوي فوق اوكرانيا، تجنبا لأي تصعيد يؤدي الى دخول الحرب ضد روسيا، وهو ما ترفضه كبرى الدول الغربية. وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نُشر بُعيد منتصف الليل "إذا لم تُغلقوا سماءنا، ستكون مجرّد مسألة وقت قبل أن تسقط الصواريخ الروسية على أراضيكم، على أراضي الناتو". وجاءت مطالبته غداة مقتل 35 شخصًا وإصابة أكثر من 130 آخرين عندما شنّت القوات الروسية ضربات جوّية على قاعدة تدريب عسكريّة خارج مدينة لفيف غرب أوكرانيا، قرب الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي. وتابع الرئيس الأوكراني "ثلاثون صاروخًا على منطقة لفيف وحدها"، مضيفًا "لم يحدث ما قد يمكن أن يهدّد أراضي الاتحاد الروسي. وعلى بُعد 20 كيلومترًا فقط من حدود الناتو". وذكّر زيلينسكي بأنه "حذّر بشكل واضح، العام الماضي، قادة الناتو، من اندلاع الحرب في حال لم تُتّخذ إجراءات احترازية صارمة حيال الاتّحاد الروسي". وكان الجنرال البولندي فالديمار سكرزيبتشاك، القائد السابق للقوات الجوّية، قد أشار في وقت سابق الأحد إلى أن تلك القاعدة استُخدمت لتدريب وحدات من الفيلق الأجنبي، مع وصول متطوعين إلى أوكرانيا لمحاربة الروس. ووصل أيضًا إلى المكان جزء من المساعدة العسكرية التي قدمتها الدول الغربية إلى أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لها في 24 شباط/فبراير. وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي لقناة "ايه بي سي" إنّها "ثالث منشأة عسكريّة أو مهبط طائرات يضربه الروس في أوكرانيا الغربيّة في اليومين الأخيرين". وأضاف "يبدو واضحًا إذًا أنّهم يوسّعون أهدافهم، أقلّه لناحية الضربات الجوّية". وسبق أن استهدفت ضربات مطارًا عسكريًا في لوتسك (شمال غرب) السبت، ما أسفر عن مقتل أربعة عسكريّين أوكرانيّين، كما استهدف مطار إيفانو فرانكيفسك في أقصى الغرب. ورأى المستشار الأميركي للأمن القومي جايك سوليفان عبر "سي ان ان" أنّ "فلاديمير بوتين محبط بسبب واقع أنّ قوّاته لا تتقدّم كما كان يتوقّع في المدن الكبيرة، بما في ذلك في كييف، وأنه يزيد عدد الأهداف ويحاول التسبب بأضرار في كل جزء من البلاد". على صعيد المفاوضات الروسيّة-الأوكرانيّة، تحدّث مفاوض روسي الأحد عن إحراز "تقدّم كبير". وأشارت كييف من جهتها إلى أنّ موسكو توقّفت عن تحديد "مُهل نهائيّة" وبدأت "تُصغي بانتباه إلى اقتراحاتنا". ومساء الأحد، أكّد مفاوض أوكراني أنّ جولة مفاوضات جديدة عبر الفيديو ستجري الاثنين بين كييف وموسكو، الأمر الذي أعلنه المتحدّث باسم الكرملين بدوره. الى ذلك، قال رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان وحليف بوتين يوم الأحد إنه سافر إلى أوكرانيا للاجتماع مع القوات الشيشانية التي تهاجم كييف. ونشرت قناة غروزني التلفزيونية الشيشانية مقطعا مصورا على قناتها على موقع التواصل الاجتماعي تيليغرام يوم الأحد يظهر فيه قديروف في غرفة مظلمة وهو يناقش مع القوات الشيشانية عملية عسكرية قالوا إنها جرت على بعد سبعة كيلومترات من العاصمة الأوكرانية. وفي وقت لاحق سخر قديروف من منشور آخر يلقي بظلال من الشك على ما إذا كان قد سافر إلى منطقة كييف. وكتب على حسابه على تيليجرام "ألم تشاهدوا الفيديو؟ قبل أيام كنا على بعد نحو 20 كلم منكم أيها النازيون في كييف والآن أصبحنا أقرب"، داعيا القوات الأوكرانية إلى الاستسلام "وإلا فسينتهي أمرها". وأضاف "سنريكم في شكل ملموس أن الممارسة الروسية تُعلّم الحرب أفضل من النظرية الأجنبية ومن توصيات المستشارين العسكريين". ونشر قديروف الذي غالبا ما يصف نفسه بأنه "جندي مشاة" لبوتين مقاطع مصورة لقوات شيشانية مدججة بالسلاح في منطقة كييف في إطار قوة الغزو الروسية. وخاضت موسكو حربين مع انفصاليين في الشيشان، وهي منطقة أغلب سكانها من المسلمين في جنوب روسيا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 لكنها ضخت منذ ذلك الحين مبالغ ضخمة من الأموال في المنطقة لإعادة بنائها ومنحت قديروف قدرا كبيرا من الحكم الذاتي.
مشاركة :