الاتحاد يدعم مواقف البحرين إزاء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط 300 مليون دينار مشتريات الاتحاد الأوروبي للسلع من البحرين أكد سفير الاتحاد الأوروبي المعين لدى مملكة البحرين باتريك سيمونيه على عمق العلاقات التي تربط مملكة البحرين بالاتحاد الأوروبي، واصفًا البحرين بالشريك المهم للغاية. وقال السفير سيمونيه في مقابلة لـ«الأيام» أجريت على هامش زيارته لمؤسسة «الأيام» إن البحرين شريك مهم للغاية للاتحاد الأوروبي، حيث تجمع المملكة مع الاتحاد علاقات تاريخية متميزة، وروابط وثيقة، مشددًا على دعم الاتحاد لمواقف البحرين إزاء الاستقرار وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأشار السفير سيمونيه إلى العلاقات التجارية والاقتصادية القوية بين الطرفين رغم تداعيات جائحة «كوفيد-19»، كاشفًا عن أن قيمة البضائع البحرينية التي تم شراؤها من قبل الاتحاد الأوروبي قد بلغت أكثر من 300 مليون دينار بحريني خلال العام الماضي. ودعا السفير سيمونيه الشباب البحريني إلى استكشاف فرص الدراسة والبحث والتبادل، وتجربة الثقافة الأوروبية، وأسلوب الحياة بشكل مباشر عبر بناء صداقات تدوم مدى الحياة لاسيما بالتزامن مع إطلاق الاتحاد الأوروبي على هذا العام 2022 «العام الأوروبي للشباب». وكشف السفير سيمونيه عن أن الاتحاد الأوروبي يعمل حاليًا على تطوير استراتيجية التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي والتي سيتم إطلاقها في مايو القادم، والتي تركز على تطوير آلية التعاون بين الاتحاد ودول الخليج في مختلف المجالات لاسيما إعادة إطلاق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، وخلق سوق مشتركة في مجال الطاقة المتجددة، والتعاون في مجال تعزيز الأمن الإقليمي - ما بعد الانتهاء من مفاوضات فينا - وكذلك تعزيز العلاقات بين المجتمعات. وفيما يلي نص المقابلة: ] سأبدأ من العلاقات البحرينية مع دول الاتحاد الأوروبي، كيف تقيّمون العلاقات بين الجانبين؟ - بلا شك، إن مملكة البحرين شريك مهم للغاية للاتحاد الأوروبي، إنه بلد متقدم اجتماعي، ونشهد جميع جوانب التقدم والتطور الذي شهدته البحرين منها على وجه المثال بالنسبة لحقوق المرأة، إنه بلد متسامح، ولديه اقتصاد ليبرالي، ونعرف الكثير من الإنجازات التي تحققت، وهو أمر جيد لعلاقاتنا، لذا أعتقد أن لدينا علاقات ممتازة، وهذه العلاقات قديمة وتاريخية، وخلال زيارة وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني إلى بروكسل في فبراير من العام الماضي، تم التوقيع على اتفاقية ترتيب التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومملكة البحرين، وهي تأطر التعاون في العديد من المجالات، سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية، والأمن والمجالات الثقافية، ومكافحة الإرهاب، والتعليم العالي وبرامج نقل المعرفة من أجل تعزيز الموارد البشرية. كذلك لدينا علاقات قوية مع الجانب البحريني في الشأن الاقتصادي، فرغم تداعيات جائحة «كوفيد-19»، إلا أن العلاقات التجارية والاقتصادية قوية بين الطرفين، ويشتري الاتحاد الأوروبي بضائع تصل قيمتها الى أكثر من 300 مليون دينار بحريني 309،152،083» سنويًا، لذا البحرين - كما ذكرت - شريك مهم في مختلف المجالات. كذلك أود أن أشير هنا إلى الزيادة التي شهدتها الاستثمارات في ثلاث دول من دول الاتحاد ممثلة هنا في البحرين - وهي إيطاليا وفرنسا وألمانيا - وهم يبذلون جهودًا مكثفة، وبالطبع هناك دول أخرى من الاتحاد باتت أيضًا تبذل جهود لتعزيز التعاون مع المملكة، وأنا سعيد جدًا لرؤية المزيد من الاستثمارات بين دول الاتحاد الأوروبي والبحرين في عدة قطاعات، مثل الطاقة، والمصارف، وقطاع التأمين وكذلك الضيافة والتعليم والثقافة، اعتقد من المهم أيضًا الاستثمار في نقل المعرفة، وتبادل الخبرات في مجال تطوير العنصر البشري. ما أود التأكيد عليه أن علاقاتنا تتطور بشكل كبير. وأود أن أغتنم الفرصة لأكرر دعمنا لجهود مملكة البحرين بما يصب في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. أيضًا لدينا حوار مع دول المنطقة، لاسيما حول القضايا الإقليمية والتحديات العالمية، وهذا العام سيتم إطلاق استراتيجية علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج، وذلك بهدف تطوير وتحديث علاقاتنا في مختلف المجالات، لذلك سنرى المزيد من التعاون في علاقاتنا مع دول الخليج ومن بينها بالطبع البحرين. ] سوف أتوقف هنا عند استراتيجية علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج، على ماذا سوف تركز هذه الاستراتيجية؟ - بالطبع لا أستطيع أن أتحدث عن تفاصيل الاستراتيجية المزمع إطلاقها بشكل رسمي في مايو المقبل هذا العام، لكنها بالطبع تركز على تطوير آلية عملنا معًا لتحقيق مستويات أفضل من التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، ومنها في المجالات السياسية، وقطاع الطاقة، والعلاقات بين المجتمعات، لاسيما في ظل التحديات العالمية، وكذلك في مجال الطاقة عبر خلق سوق مشتركة في مجال الطاقة المتجددة، حيث باتت دول المنطقة تتجه اليها، كذلك تعزيز التعاون في مجال الأمن الإقليمي بالنسبة لدول الخليج لاسيما بعد الانتهاء من مفاوضات فينا المتعلقة بملف إيران النووي والتي نأمل الانتهاء منها قريبًا، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي سوف يكون مهتم للغاية بالمساهمة في هذا المجال، من خلال تدابير بناء الثقة في بنية الأمن الإقليمي. كذلك أعتقد أن هناك الكثير من الفرص في مجالات التجارة والاستثمار، وهناك الكثير من العمل الذي يمكن القيام به لاسيما إعادة إطلاق مفاوضات التجارة الحرة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، لذا نأمل أن نعمل جميعًا وفق هذه الاستراتيجية، حيث كان هناك مشاورات قبل أسابيع في بروكسل بحضور ممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي، وحتمًا جميع المساهمات من دول الخليج هي موضع ترحيب لدى الاتحاد الأوروبي. ] ماذا عن تسهيل التنقل بين دول الخليج، ودول الاتحاد الأوروبي، هل هناك توجه لتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة «شنغن»؟ - أعتقد أن هناك الكثير من التوقعات الإيجابية حيال تسهيل التنقل بين دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبيين، وأفضل أن أترك هذا الجانب بعد إطلاق الاستراتيجية. ] ماذا عن فرص تعزيز التبادل بين الشباب البحريني والأوروبي؟ - لقد حدد الاتحاد الأوروبي العام 2022 باعتباره العام الأوروبي للشباب، لذلك لا يوجد وقت أفضل لتعزيز العلاقات الوثيقة بين شبابنا. ولدينا برنامج «إيراسموس» وهو برنامج تعاون دولي متخصص في مجال التعليم، إذ يسمح للطلاب البحرينيين والأجانب الآخرين التسجيل في جامعات دول الاتحاد الأوروبي والدراسة والبحث والتدريب باللغة الإنجليزية، إلى جانب العديد من الفرص للمنح الدراسية للطلبة المتفوقين. لذا رسالتي إلى الشباب البحريني هي استكشاف فرص الدراسة والبحث والتبادل، وتجربة الثقافة الأوروبية، وأسلوب الحياة بشكل مباشر عبر بناء صداقات تدوم مدى الحياة، بتقديري أن هذه البرامج ستسمح لشبابنا بالالتقاء لإيجاد حلول مشتركة لتحدياتنا المشتركة، وبناء عالم أفضل، وأكثر إشراقًا لنا جميعًا كشعب واحد.
مشاركة :