تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على المفاوضات النووية الإيرانية

  • 3/15/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬كان‭ ‬المفاوضون‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬متفائلين‭ ‬بتجديد‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭. ‬وذكرت‭ ‬كارين‭ ‬ديونغ‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬المفاوضات،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬الآن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬إيراني‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭. ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬السابق‭ ‬للغزو،‭ ‬علق‭ ‬إنريكي‭ ‬مورا،‭ ‬ممثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬المحادثات،‭ ‬قائلاً‭: ‬إننا‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬النهاية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬توقعوا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحادثات‭.‬ وبكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬دفع‭ ‬الغزو‭ ‬هذه‭ ‬المفاوضات‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭. ‬وأثارت‭ ‬الجهود‭ ‬المتضافرة‭ ‬للقوى‭ ‬الغربية‭ ‬لعزل‭ ‬روسيا‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجوم؛‭ ‬تكهنات‭ ‬بأن‭ ‬تصرفات‭ ‬بوتين،‭ ‬قد‭ ‬تعرقل‭ ‬أو‭ ‬تؤثر‭ ‬بطريقة‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية،‭ ‬والتي‭ ‬لعبت‭ ‬موسكو‭ ‬دورًا‭ ‬حاسما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬مطالب‭ ‬طهران‭. ‬وبشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬بين‭ ‬المفاوضين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاضطراب‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬روسيا،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إضاعة‭ ‬فرصة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭. ‬وحذر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬الأيرلندي،‭ ‬سيمون‭ ‬كوفيني‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تدهور‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا،‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬إبرام‭ ‬الاتفاق‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭. ‬وذكر‭ ‬جون‭ ‬آيرش،‭ ‬وباريسا‭ ‬حافظي،‭ ‬وفرانسوا‭ ‬ميرفي،‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬رويترز،‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تخلق‭ ‬شعورا‭ ‬ملحا‭ ‬لإنهاء‭ ‬المحادثات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬التعاون‭ ‬مستحيلا‭.‬ ووفقا‭ ‬لـ«مايا‭ ‬كارلين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬السياسة‭ ‬الأمنية،‭ ‬فإن‭ ‬لإيران،‭ ‬وروسيا‭ ‬هدفا‭ ‬مشتركا،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬محور‭ ‬موحد،‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وقد‭ ‬يحاولان‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحهما‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬غزو‭ ‬أوكرانيا‭. ‬وكان‭ ‬لروسيا‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬إيران‭ ‬للالتفاف‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬وناقش‭ ‬البلدان‭ ‬مسودة‭ ‬اتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬مدتها‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2022‭. ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬لدى‭ ‬إيران‭ ‬حافزًا‭ ‬قويًا‭ ‬لإظهار‭ ‬دعمها‭ ‬لـ«بوتين‮»‬‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬وعلق‭ ‬أليكس‭ ‬فاتانكا،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬النخبة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬تتظاهر‭ ‬بالحياد‭ ‬علنًا،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تغاضت‭ ‬عن‭ ‬أفعال‭ ‬روسيا‭ ‬لتحقيق‭ ‬غاياتها‭.‬ وبحسب‭ ‬مسؤول‭ ‬فرنسي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬المفاوضات،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬احتمالية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأن‭ ‬تؤدي‭ ‬أزمة‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم،‭ ‬إلى‭ ‬إفساد‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني،‭ ‬بعد‭ ‬أفعال‭ ‬الرئيس‭ ‬بوتين‭. ‬وحذر‭ ‬صمويل‭ ‬هيكي،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬ومنع‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬خطر‭ ‬حقيقي،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬روسيا‭ ‬بإحباط‭ ‬محادثات‭ ‬فيينا‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لابتزاز‭ ‬الغرب‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مرجح،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭. ‬وأوضح‭ ‬جوناثان‭ ‬تيرون،‭ ‬وجولنار‭ ‬موتيفالي‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج،‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬موسكو،‭ ‬وواشنطن،‭ ‬زعمتا‭ ‬قبل‭ ‬الغزو،‭ ‬أنهما‭ ‬تمكّنتا‭ ‬من‭ ‬إبعاد‭ ‬خلافاتهما‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭. ‬وعلق‭ ‬صموئيل‭ ‬شراب‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬راند،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الأمور‭ ‬عندما‭ ‬تقرر‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬ولذلك‭ ‬لن‭ ‬تغير‭ ‬أحداث‭ ‬أوكرانيا‭ ‬السياسة‭ ‬الروسية‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭. ‬وفي‭ ‬تأييد‭ ‬لهذا،‭ ‬علق‭ ‬فيودور‭ ‬لوكيانوف،‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاعية‭ ‬في‭ ‬موسكو،‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يُلاحظ‭ ‬أي‭ ‬ارتباط‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬بين‭ ‬غزو‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والمفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬حيث‭ ‬يواصل‭ ‬الدبلوماسيون‭ ‬الروس‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭.‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‭. ‬وأكد‭ ‬نيد‭ ‬برايس،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬ستواصل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬فيينا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وصفه‭ ‬نظام‭ ‬بوتين،‭ ‬بأنه‭ ‬منبوذ‭ ‬دوليًا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البيان‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬ضم‭ ‬روسيا‭ ‬لشبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬لم‭ ‬يحل‭ ‬دون‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الأصلي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أثار‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬بعض‭ ‬المخاوف‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬صفقة‭ ‬جديدة‭ ‬سوف‭ ‬تتدخل‭ ‬فيها‭ ‬موسكو‭. ‬وتمثل‭ ‬الدافع‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬التأكيد‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬بشأن‭ ‬الصفقة‭ ‬الأصلية،‭ ‬والعملية‭ ‬الجارية‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬فيينا‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أوضح‭ ‬مارك‭ ‬دوبويتز،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطيات،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬يفاوض‭ ‬عليه‭ ‬بوتين‭. ‬وبالمثل،‭ ‬اتهم‭ ‬مايك‭ ‬غالاغر،‭ ‬عضو‭ ‬الكونجرس‭ ‬الجمهوري،‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬للتفاوض‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭. ‬ستكون‭ ‬صفقة‭ ‬توسط‭ ‬فيها‭ ‬بوتين،‭ ‬وتعني‭ ‬فوزًا‭ ‬هائلاً‭ ‬لخصوم‭ ‬أمريكا‭.‬ ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬رفض‭ ‬بول‭ ‬بيلار،‭ ‬المسؤول‭ ‬السابق‭ ‬بوكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬هذه‭ ‬الانتقادات‭ ‬ووصفها،‭ ‬بأنها‭ ‬إلقاء‭ ‬تهمة‭ ‬التبعية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق،‭ ‬نافيا‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬هو‭ ‬اتفاقية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬تضم‭ ‬الصين،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬روسيا،‭ ‬ما‭ ‬ينتقص‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أنها‭ ‬صفقة‭ ‬يفاوض‭ ‬عليها‭ ‬بوتين‭. ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬تعليقات‭ ‬هيكي‭ ‬السابقة،‭ ‬أوضح‭ ‬بيلار،‭ ‬أن‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬عدم‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ويشمل‭ ‬هذا‭ ‬روسيا،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬دولة‭ ‬نووية‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬حدودها‭ ‬الجنوبية‭. ‬ويتضح‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬مسؤول‭ ‬رفيع‭ ‬بالخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬فيينا،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬واشنطن،‭ ‬وموسكو،‭ ‬كانا‭ ‬يواصلان‭ ‬العمل‭ ‬نحو‭ ‬هدف‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬مصلحة‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬ ومن‭ ‬الطرق‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية،‭ ‬هو‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭. ‬وكما‭ ‬لاحظ‭ ‬محللون‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬إيه‭ ‬إن‭ ‬زد‭ ‬المصرفية‭ ‬الأسترالية،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬بأن‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية،‭ ‬لن‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬فقد‭ ‬أثرت‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العرض،‭ ‬مع‭ ‬إحجام‭ ‬الشركات‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬تجاوز‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬القياسي‭ ‬العالمي‭ ‬118‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬منذ‭ ‬2013‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬مارس‭ ‬2022‭. ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬عودة‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬تخفيفا‭ ‬للقيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬صادراتها‭ ‬النفطية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬وفقًا‭ ‬لـ«بول‭ ‬والاس‮»‬،‭ ‬وغرانت‭ ‬سميث،‭ ‬من‭ ‬بلومبرج،‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬بالفعل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬العرض‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ‭. ‬ويُعتقد‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬تحتفظ‭ ‬بمخزون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬80‭-‬90‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط،‭ ‬يمكن‭ ‬بيع‭ ‬البعض‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬احتمال‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭. ‬وبالتالي،‭ ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬هنري‭ ‬روم،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬أوراسيا،‭ ‬فإن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬المرتفعة‭ ‬ستضع‭ ‬ضغوطًا‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بسرعة‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬روم،‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬المرتفعة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬عكسية‭ ‬في‭ ‬المفاوضين‭ ‬الإيرانيين؛‭ ‬لأن‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬نفطها‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى،‭ ‬ستقلل‭ ‬من‭ ‬شعورها‭ ‬بالحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭. ‬كما‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬كفرصة‭ ‬لانتزاع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭ ‬أثناء‭ ‬سير‭ ‬المفاوضات‭. ‬لكن‭ ‬علي‭ ‬فايز،‭ ‬من‭ ‬المجموعة‭ ‬الدولية‭ ‬للأزمات،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيكون‭ ‬إساءة‭ ‬تقدير‭ ‬من‭ ‬جانبها؛‭ ‬لأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬الكاملة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التعنت‭ ‬الإيراني‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المماطلة،‭ ‬وليس‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭.‬ وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬تحذيرات‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬غزو‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«بيلار‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بالفعل‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬عليها‭ ‬إيران؛‭ ‬لأن‭ ‬الغزو‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تحويل‭ ‬الانتباه،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬العدوانية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬الغزو،‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬المنطق‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬تايوان‭. ‬وعلق‭ ‬بوني‭ ‬لين،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬بأنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬قد‭ ‬يشجع‭ ‬بكين‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬ضد‭ ‬تايوان،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬زيادة‭ ‬العدائية‭ ‬ضدها‭. ‬وأوضح‭ ‬بيلار،‭ ‬أن‭ ‬المنطق‭ ‬ذاته،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يطبق،‭ ‬ضد‭ ‬جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬بالأزمة‭ ‬الأوكرانية‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬بعض‭ ‬المحللين،‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والقوى‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬غزو‭ ‬روسيا‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظام‭ ‬عقوبات‭ ‬شامل‭ ‬ومنسق،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تحذير‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬العدوان‭. ‬وقالت‭ ‬سوزان‭ ‬مالوني،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬بروكينجز،‭ ‬إن‭ ‬هجوم‭ ‬بوتين‭ ‬العسكري‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬سيناريو‭ ‬تحذيري،‭ ‬وليس‭ ‬تشجيعًا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التمرد‭ ‬والعدائية‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أشار‭ ‬حسين‭ ‬إيبش،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬أزمة‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬أظهر‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬توحّد‭ ‬وعُزّز‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توتر‭ ‬الأحداث‭ ‬بشأن‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬يخشى‭ ‬بعض‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬عدم‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭. ‬وأعرب‭ ‬المحللون‭ ‬الغربيون‭ ‬عن‭ ‬أملهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬المفاوضون‭ ‬من‭ ‬فصل‭ ‬القضية‭ ‬النووية‭ ‬عن‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬مصالحهم‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬علق‭ ‬دان‭ ‬لوس،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز،‭ ‬بأنه‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لإحياء‭ ‬اتفاق‭ ‬2015‭. ‬لكن،‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬ينحرف‭ ‬الانتباه‭ ‬الدولي‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬وتخفيف‭ ‬حدة‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬الغرب،‭ ‬قد‭ ‬تقرر‭ ‬موسكو،‭ ‬سحب‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬يظل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعروف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إجراء‭ ‬المحادثات‭. ‬

مشاركة :