بغداد - يبدو ان ملف الهجوم البالستي الذي نفذه الحرس الثوري على موقع قرب القنصلية الأميركية في اربيل بذريعة كونه مخبا سري لإسرائيل سيحدث جدلا داخليا في العراق خاصة بين القوى الموالية لإيران. ويعيش العراق على وقع مباحثات مع القوى السياسية خاصة الشيعية لتعيين رئيس حكومة والتوافق على رئيس للجمهورية في خضم أزمة سياسية حادة باتت تهدد تماسك البيت الشيعي. وبينما دعا قادة الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لايران اليوم الاثنين الحكومة العراقية والبرلمان إلى تشكيل لجان تحقيق في الأنباء حول استهداف أحد الأماكن في مدينة أربيل لكن جماعة حزب الله العراقي المرتبطة بالحرس الثوري انتقدت الأصوات الرافضة للهجوم. ويضم الإطار التنسيقي الشيعي الأحزاب والتيارات الشيعية التي خسرت بنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في العراق في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي . وقال بيان وزع اليوم في ختام اجتماع لقادة الإطار التنسيقي إن المجتمعين بحثوا " تعرض مدينة أربيل لقصف صاروخي استهدف أحد الأماكن التي تضاربت الروايات حول حقيقتها، وخلص إلى ضرورة تقديم الايضاحات على وجه السرعة من قبل المسؤولين المعنيين وتشكيل لجان تحقيقية برلمانية وحكومية لبيان الحقيقة". ودعا البيان إلى " منع استخدام الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار وعدم السماح لأي طرف بخرق السيادة العراقية من خلال رفع الذرائع، وغلق جميع منافذ التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي العراقي". وأدانت الرئاسات العراقية الثلاث هذا الهجوم واستدعت وزارة الخارجية العراقية سفير إيران لدى العراق أريج مسجدي وسلمته مذكرة احتجاج وطالبت بإيضاحات حول قصف مدينة أربيل. والتقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الإثنين، مع قادة الإقليم في أربيل بعد وصوله ضمن وفد ضم وزيري الدفاع جمعة عناد، والداخلية عثمان الغانمي، إلى عاصمة الإقليم. ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكاظمي، فقد استقبله "في مطار أربيل الدولي رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني". وأضاف البيان، أن الكاظمي، التقى أيضا مع "زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني في مقر إقامته بأربيل". ولم يذكر البيان تفاصيل أكثر عن زيارة الكاظمي إلى الإقليم، أو المباحثات التي أجراها مع قادته لكن الكاظمي ادى زيارة الى مكان الهجوم. لكن جماعة حزب الله العراقي أفادت في بيان صحفي اليوم ردا على الانتقادات، "إنّ عملية قصف القوّاتِ الإيرانيّة لقاعدةٍ متقدِّمةٍ للكيان الصهيونيّ في أربيلَ والتي قُتل فيها عددٌ من ضُبّاط الموساد الإسرائيليّ فضلا عن الجرحى لهي عمليةٌ تُنبِئُ بمرحلة صراعٍ من نوع آخر على أرض العراق". وأضافت "إن هذه العمليّة جاءت ردّاً على قصفٍ صُهيُونيّ في الداخل الإيرانيّ من الأراضي العراقيّة بطائراتٍ مُسَيّرةٍ قبلَ أسابيعَ ونُجَدّدُ التأكيدَ على وجوب إخراج القواعد العسكريّة، ومقرّات المخابرات الأجنبيّة من بلادنا، لِإبعَادها عن المزيد من أعباء الصراع الدوليّ والإقليميّ على أرضه". وذكرت" نقولُ للَّذينَ تَعَالَت أصواتهم، وتباكت على السيادة، وأدانت قصف القواعد الصهيونيّة أينَ كانت هذه الأصوات حينما قصفَ الاحتلالُ الأميركيّ، والكيان الصهيونيّ، القوّات العراقيّةِ، ومخازن الأسلحة فلم نسمعها تندّد كما الآن، فهل أصبحنا معسكرين أحدنا يدافع عن الإسلام، والمقدَّسات والبلاد، والآخر يدافع عن الأمريكان، والصهاينة". بدوره قال متحدث وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الإثنين، إن بلاده "حذرت العراق مرارا ألا يكون مركزا لتهديد طهران". وأوضح خطيب زاده ذلك خلال مؤتمر صحفي أوردته وكالة "تنسيم" الإيرانية "لقد حذرنا العراق مرارا ألا يكون مركزا لتهديد إيران غير مقبول إطلاقا أن أحد جيراننا الذي تربطه علاقات عميقة وتفاعل معنا، أن يكون مركز تهديد لطهران". وأضاف "لقد أوجد الكيان الصهيوني (إسرائيل) حالة من انعدام الأمن انطلاقاً من الأراضي العراقية، ونُظمت بعض التجمعات المناهضة للثورة في إقليم كردستان (شمالي العراق) ومن قبل الجماعات الإرهابية". وتابع "إيران لا تقبل أن يكون هناك مركز للتخريب وإرسال الجماعات الإرهابية بالقرب من حدودها، سواء من قبل الجماعات المعادية للثورة أو من قبل الكيان الصهيوني". ومضى قائلا: "المتوقع من الحكومة العراقية إنهاء هذا الوضع وألا تسمح بإساءة استغلال حدودها".
مشاركة :