وصف الملياردير الروسي أندريه ميلنيشينكو، الذي يلقب بملك الفحم والأسمدة، اليوم الاثنين الحرب في أوكرانيا بأنها مأساة يجب وقفها وإلا ستكون هناك أزمة غذاء عالمية لأن أسعار الأسمدة ترتفع بالفعل بسرعة كبيرة ولم يعد بوسع كثير من المزارعين شراؤها. وكان عدد من أغنى رجال الأعمال في روسيا قد دعوا علانية إلى السلام منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالعمليات العسكرية في 24 فبراير الماضي. وفرض الغرب عقوبات على رجال أعمال روس ومنها عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على ميلنيشينكو وجمد أصول الدولة الروسية وعزل كثيرا من الشركات الروسية عن الاقتصاد العالمي وذلك في محاولة لإرغام بوتين على تغيير المسار. وقال ميلنيشينكو (50 عاما)، وهو روسي لكنه مولود في روسيا البيضاء ووالدته أوكرانية، لرويترز في بيان أرسله المتحدث باسمه عبر البريد الإلكتروني "الأحداث في أوكرانيا مأساوية حقا. نحن بحاجة ماسة للسلام". وتابع قائلا "أحد ضحايا تلك الأزمة سيكون قطاع الزراعة والغذاء". وقال بوتين الخميس الماضي إن أسعار الغذاء سترتفع عالميا بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة، إذا وضع الغرب عراقيل أمام صادرات روسيا من الأسمدة التي تستأثر بنحو 13 في المائة من الإنتاج العالمي. وقال ميلنيشينكو "الآن سيؤدي ذلك إلى تضخم أعلى في أسعار الغذاء في أوروبا وعلى الأرجح سيؤدي إلى نقص في الغذاء في أفقر دول العالم". وأمرت وزارة التجارة والصناعة الروسية منتجي الأسمدة في البلاد بتعليق مؤقت للصادرات هذا الشهر. وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) يوم الجمعة إن أسعار الأغذية والعلف قد ترتفع بما يصل إلى 20 في المائة بسبب الصراع في أوكرانيا، الأمر الذي قد يتسبب بدوره في اتساع رقعة سوء التغذية على مستوى العالم. وشدد متحدث باسم ميلنيشينكو على أنه "لا صلة له بالأحداث المأساوية في أوكرانيا وليس له انتماء سياسي"، مشيرا إلى أن ميلنيشينكو سيطعن على العقوبات المفروضة عليه. وأضاف ميلنيشينكو "بصفتي روسي الجنسية ومولود في روسيا البيضاء وتربطني صلة دم بأوكرانيا فإنني أشعر بألم كبير وعدم التصديق وأنا أشاهد شعوبا شقيقة تتقاتل وتموت". ويقول بوتين إن الروس والأوكرانيين شعب واحد في الأساس وإن تحركه "عملية عسكرية خاصة" ضرورية لأن الولايات المتحدة تستغل أوكرانيا في تهديد روسيا وإن الناطقين باللغة الروسية مضطهدون في أوكرانيا.
مشاركة :