تعتبر المهارات القيادية ركن أساسي في جميع معادلات النجاح والتقدم سواء اكان ذلك في الجانب المهني او الشخصي او الأكاديمي، نتيجةً لأهميتها يوليها ارباب العمل نصيب الأسد من الاهتمام ويحثون الموظفين والمقدمين على سوق العمل بإتقانها. ولكن قد يكون هناك قصور او نقص في هذه المهارات لدى القادة او الموظفين او المقبلين على الحياة المهنية مع احتمالية عدم قدرتهم على كشف نقاط قوتهم واستخدامها بشكل أفضل، فهنا يظهر لنا بشكل جلي بأن يوجد احتياج الى من يقوم بكشف الغطاء عن شخصية الفرد وما يملكه من قدرات بشكل أعمق كما ويعمل أيضا على صقلها وتطويرها السؤال هنا من هو الذي يقوم بهذه المهمة ومساعدة المنظمات او الجماعات او القادة على تحسين اداءها وتفوقها؟ هو الكوتش القيادي، كما يوجد كوتش رياضي لتعليم رياضة ما، كوتش روحي لتخلص من التوتر والاكتئاب وكسب الوعي بالذات أيضا يوجد كوتش قيادي يساعد على كسب وتطوير المهارات القيادية وتعزيزها كي يصبحوا أكثر إنتاجية وفعالية. -الكوتش القيادي: الكوتشنج علم جديد يدرس في الجامعات والمعاهد حول العالم وهو عبارة عن علاقة عمل تشاركيه قوية مُمنهجه بطريقة احترافية بين المدرب والعميل تقوم على أساس الثقة والسرية لمساعدة وتمكين الافراد لاكتشاف ذواتهم وتنمية مهاراتهم ومواهبهم بهدف احداث تغيير للعميل وإكسابه المعارف والمعلومات والمهارات لتحقيق أهدافه على كافة الأصعدة حتى يصل لمرحلة الاجادة عن طريق تحويل ما هو كامن في نفس الفرد الى مهارة وعمل وإنجاز. او يمكن تعريف الكوتشنج حسب المنظمة العالمية للكوتشنج بـ " انه عملية تشاركية بين المستفيد والكوتش لإثارة الأفكار والتفكير الإبداعي وصولًا الى تعزيز الإمكانات الشخصية والمهنية لأقصى درجاتها". تتم تلك العملية بواسطة جلسة نقاشية مع العميل يطرح فيها الكوتش أسئلة موضوعة بدقة لقياس جوانب شخصيته كما ويتطرق لمحاور من خلالها يستطيع العميل التركيز على رؤية حياته بشكل أكثر إيضاح وبناء وعيه بذاته وامكاناته ودعمه لاتخاذ القرار للمضي قدمًا لخطى جديدة واثقة، بمعنى ادق بان الكوتشنج يعتمد اعتماد كلي على الأسئلة الفعالة والانصات العميق، كما ويجب الإشارة بان توجد أساليب وتقنيات فعالة أخرى تثير وتحفز وعي المستفيد يستخدمها الكوتشنج التي تعتمد على هدف العميل. الكوتشنج القيادي موجه هذا النوع لاكتشاف القادة في المنظمات والهيئات لشحذ وتمكين قدراتهم القيادية ليصبحوا أكثر كفاءة وتأهيل لتحقيق الأهداف. -المهارات القيادية: مجموعة المهارات هذه تتيح لمكتسبها تنظيم وتحفيز الاخرين لبناء فريق قوي للعمل معهم لتحقيق هدف مشترك وإثارة حماسهم لإتمام سلسلة من المهام او الأهداف خلال فترة زمنية على أكمل وجه. القادة المتمتعون بهذه المهارات بدرجة احترافيه لهم دور حيوي جوهري لصنع المجد في المنظمات برفع انتاجيه الموظفين وولائهم للمنظمة ودعم بيئة العمل لتكون أكثر إيجابية وتجاوز العقبات، كما ان لا ننسى بان النجاح معدي فالقادة النخبة تُلهم الاخرين لتأسي بهم والنجاح في العمل. ومن هذه المهارات القيادية على سبيل المثال وليس الحصر: حل المشكلات، اتخاذ القرارات، النزاهة، الاشراف والتعليم، التعاون، المبادرة، التواصل الفعال، المسؤولية، التفكير الاستراتيجي، الاقناع والتأثير، المرونة، إدارة النزاعات وغيرها القائمة تطول. -دور الكوتش مع قادة المنظمات: الشركات الان أصبحت ترغب في الوصول الى القوة والضخامة والتوسع على مستوى العالم والمنافسة على هذه الغاية محتدمة وحتى تصل الشركة الى هذا الامر تحتاج الى منظومة من العمليات كالإنتاج والتسويق وبحث وتطوير وغيرها فخلف تلك العمليات راس مال بشري والايدي العاملة لا تستطيع إعطاء اقصى ما لديها دون وجود قادة اكفاء. "يقدم الكوتش جلسات تدريبية للوكلاء والمدراء والقادة لدعمهم في فهم التحديات التي تواجههم والرؤية المستقبلية للمنظمة توفير لهم مساحة كافية للتفكير والتأمل الحر لرفع الوعي بالدور القيادي واعطائهم فرصة للتعبير والمشاركة"(القفاري، 2020) هنا تكمن فائدة الكوتش القيادي في المنظمات بتقديم جلسات تدريبية لتمكين جدارات قيادية ويمكن استخلاصها في نقاط: 1-تحسين النتائج الدقيقة الحقيقية تغيير اليه سير العمل وتحسينه ومساعده القائد فكيف تفويض المهام وتوكيلها وتحمل الأخطاء المؤقتة في سبيل النجاح الحقيقي مستقبلا بدلا من عدم وجود أخطاء في سبيل نجاح زائف، على سبيل المثال تتحسن أداء موظفين القسم في اعداد التقارير الشهرية وتقل اخطائهم فيه دون الرجوع الى القائد ويرجع هذا الى مساعدة الكوتش للقائد بتمكينه بمهارة الاشراف والتعليم وإدارة الفرق. 2-التعاقب الفعال عند ترقيه قائد القسم لمنصب اعلى يكون الشخص الذي يليه متمتع غالبا بالمهارات القيادية مستلهمًا ذلك من القائد السابق وقدرة الأخير على نقل قدراته وخبراته ومهاراته لمن هم تحته فيتم هذا التعاقب دون التأثير الملحوظ على الإنتاجية او العمل، الكوتش يساعد القادة الناشئون على الاستعداد للدور القيادي والقادة في المستوى المتوسط على تحديد قدرته في مواجهة الصعوبات في المناصب القيادية. 3-النجاح المهني وجود الكوتش مع القائد في المنظمة يساعده على النجاح المهني ورفع الرضا الوظيفي وتحسين الروح المعنوية عن طريق تسليط الضوء على نقاط القوة ومكامن قدراته على التميز والتفوق لديه وطرح نقاشات واسئلة عميقة تغوص في نفس القائد لصنع قيادي منتج. 4-تعزيز روح المسؤولية كون ان الكوتش لا يقنع ولا يخبر المستفيد بشي الامر يعتمد على الاخر، هذا يعزز لدى القائد حس المسؤولية لديه في اتخاذ القرارات وحل المشاكل وأدراك اختياراته والتي تعتبر من المهارات القيادية السابقة ذكرها آنفًا. 5-زيادة القدرة الاستيعابية عند خضوع القائد لجلسات تدريبية يكتشف فيها ذاته أكثر تنصقل ويكتسب بها مهارات أكثر يصبح لديه القدرة على قيادة عدد أكبر من الموظفين ما يعود بالأثر الإيجابي على المنظمة ككل. 6-حل وتجاوز المشكلات الكوتش يساعد القائد في فهم وحل وتجاوز مشكلة بناء الشراكات والعمل الجماعي وآليه التعامل مع الرؤساء والاقران والتغلب على تحدي اثبات الوجود والمنافسة كون هذه المشكلة تمثل 82%من أسباب فشل القيادات؛ تفادي عقبة حالة الحيرة او عدم التأكد بما هو متوقع منه من قبل المنظمة ويتم ذلك بالتنوير عليه بجلسات التأمل والنقاش مع الكوتش؛ كما يستطيع القيادي توليد أفكار بكيفية الحصول على التغذية الراجعة من الموظفين مما يؤدي الى تعديل وتتغير العادات القيادية بالتالي تخطي عثرة لغة التواصل بين القائد والموظفين وأيضا تعزيز انتماء وولاء و رضا و راحة الموظفين وكل ذلك بمساعدة الكوتش. خير ما يثبت صحة المعلومات الأدلة وضرب الأمثلة وهنا نسترشد بهيئة الغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية وما حدث لها من تقدم وتطور في الآونة الأخيرة وتحسن صورة الهيئة فيما يخص عملها بنظر مستفيدي الهيئة بأن الأغذية والأدوية أصبحت الان في ايدي امينة يعود الامر بشكل نسبي الى استقطاب كوتشنج قيادي من الخارج يدرب القادة في الهيئة ما انعكس بشكل إيجابي على أداء الهيئة. ختامًا حتى يتم تحقيق الميزة التنافسية وحصة سوقية كبيرة او أي غاية وهدف اخر لابد أولا من الاستثمار في الراس المال البشري فهو يتفوق على أهمية الراس المال النقدي بحكم ان النقد يُدار ويحصل ويصرف من قبل الكادر البشري فالكوتشنج القيادي يعمل على تدريب وتمكين وتنمية الموارد البشرية لتكوين كفاءات في المنظمة لتحمل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية ورفع أدائهم وانتاجيتهم في الاعمال الموكلة لهم ما يترتب في نهاية المطاف الى دفع المنظمة الى المقدمة. مراجع -موقع فرصة "ماهي المهارات القيادية وكيف اطورها؟" تم استرجاعه في 17/9/2021م: -موقع الرابحون: محمد نور، " أهم مهارات القيادة التي تحتاجها لتصبح قائد ناجح ومؤثر"، 2021، تم استرجاعه في 17/9/2021م -المنصوري شيرين، دور الكوتشنج في رفع كفاءة الأفراد والمؤسسات، اكاديمية بناء المستقبل الدولية، 2018م - موقع موضوع: وليد مالك، مهارات القيادة وصفات القائد، 2021، تم استرجاعه 17/9/2021م: -"الكوتشنج أداة تغيير فعالة" القفاري، عبد الله، 2020، موقع صحيفة عاجل تم استرجاعه في 21/9/2021م: -"دور الكوتش في تعزيز المهارات القيادية "اليحيى، عبد الله، 2019م، تم استرجاعه 20/9/2021م:
مشاركة :